السبت، 18 أكتوبر 2025

01:09 ص

شقيق السائق في حادث ترعة منقباد: أخي لم يكن سائقًا.. وابنتاه بين الضحايا

هشام منصور شقيق سائق التروسيكل

هشام منصور شقيق سائق التروسيكل

لا تزال قرية منقباد بمحافظة أسيوط تعيش حالة من الحزن والصدمة بعد الفاجعة التي هزّت القلوب، إثر غرق تروسيكل كان يقل عددًا من تلاميذ المرحلة الابتدائية في ترعة "حواس"، ما أسفر عن وفاة 7 صغار وإصابة 4 آخرين، في حادث مأساوي أعاد إلى الواجهة أزمة النقل المدرسي في القرى المصرية.

شقيق المتهم يروي التفاصيل: "أخي لم يكن سائقًا محترفًا"

وقال هشام منصور، شقيق عبد الله، السائق المحتجز حاليًا على ذمة التحقيقات، إن شقيقه ليس سائق تروسيكل محترفًا، ولم يتخذ من قيادة التروسيكل مهنة، بل كان يقوم "بواجب إنساني"، من خلال توصيل أبنائه وأبناء أشقائه وأقربائه إلى المدرسة، نظرًا لغياب وسائل المواصلات الآمنة أو المنتظمة في القرية.

نقلهم بحسن نية.. من بينهم ابنتاه

وأضاف هشام منصور، في حديث لـ "تليجراف مصر": "عبد الله حاصل على ليسانس شريعة وقانون، ويحمل كارنيه محاماة، وليس سائق تروسيكل، كان يصطحب ابنتيه إلى المدرسة يوميًا، ونظرًا لعدم وجود وسائل نقل في القرية، كان باقي الأطفال، وهم من أبناء إخواتنا وأقاربنا، يركبون معه، لم يكن بينهم غرباء".

وأضاف هشام باكيًا: "من بين الأطفال الذين كانوا في التروسيكل ابنتاه، إحداهما ترقد في العناية المركزة، والأخرى حالتها حرجة، وهو الآن محبوس ولا يستطيع حتى الاطمئنان عليهما".

وتساءل شقيق المتهم: "هل يُعقل أن يُعرض شخصٌ بناته لخطر الموت؟! ما حدث قضاء وقدر، ولم يكن حادثًا متعمدًا، عبد الله كان يفعل هذا بدافع الواجب فقط، وينقل الأطفال كل يوم بنفسه".

وأشار هشام إلى أن القرية بأكملها تعاني من غياب وسائل النقل المدرسي أو أي مواصلات آمنة للأطفال، متابعًا: "نحن في قرية لا توجد بها أتوبيسات مدارس أو مواصلات منتظمة، ومنذ وقوع الحادث، توقف الكثير من الأهالي عن إرسال أبنائهم للمدرسة خوفًا عليهم. الأطفال مرعوبون ولا يجرؤون على ركوب أي وسيلة نقل".

كان اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، قد تلقى إخطارًا بسقوط تروسيكل يقل تلاميذ داخل ترعة "حواس" بقرية منقباد. 

وعلى الفور، انتقلت قوات الإنقاذ النهري وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وتم انتشال الجثامين ونقل المصابين إلى مستشفيات أسيوط الجامعي والعام.

7 وفيات و4 مصابين بحالات حرجة

أكدت مصادر طبية أن الحادث أسفر عن وفاة 7 أطفال، هم:

سمر محمد عبد القادر

سهيلة أحمد علي

وعد معتز عبد القادر

جنا إبراهيم علي

بسمة أحمد علي

عدي محمود منصور


بينما يتلقى 4 أطفال آخرون العلاج في العناية المركزة، بعضهم في حالة صحية حرجة.

وأشار مصدر بمستشفى أسيوط الجامعي إلى أن بعض الأطفال وصلوا إلى المستشفى في حالة توقف قلبي، وتم إجراء إنعاش قلبي رئوي لهم، إلا أن حالتهم الصحية كانت متدهورة بسبب الغرق ونقص الأكسجين لفترات طويلة.

تحقيقات جارية وتوجيهات رسمية

من جانبه، وجه اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بتوفير أقصى درجات الرعاية الطبية للمصابين، مع متابعة جهود فرق الإنقاذ للتأكد من عدم وجود مفقودين.

وأكد المحافظ أن التحقيقات الأولية أشارت إلى اختلال توازن التروسيكل، مما تسبب في انقلابه وسقوطه في الترعة. وقد تم فتح تحقيق موسع من قبل النيابة العامة للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات بدقة.

قرية غارقة في الحزن.. ومطالبات بالحلول

منذ وقوع الحادث، تعيش قرية منقباد في حالة حزن عميق ووجع لا يوصف. الأهالي عاجزون عن استيعاب حجم الفاجعة، وسط غياب حلول فعلية وسريعة لتوفير وسائل نقل آمنة لأبنائهم.

ما حدث في منقباد لم يكن مجرد حادث سير عابر، بل مأساة إنسانية كشفت عن جوانب القصور في البنية التحتية والخدمات الأساسية بالقرى المصرية، وجددت مطالبات المواطنين بضرورة تدخل الدولة بشكل عاجل لتوفير نقل مدرسي آمن ومنظم، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث مرة أخرى.

search