الأحد، 19 أكتوبر 2025

05:25 م

"بالجلابية الصعيدي".. أسرة زلاكة تخطف الأنظار وتجسد معنى الانتماء

أسرة زلاكة

أسرة زلاكة

بعيدًا عن أضواء الملاعب وصخب البطولات، يبقى الجانب الإنساني والأسري هو الوجه الأجمل في حياة اللاعبين، حيث تولد القيم الحقيقية خلف الكواليس لا أمام الكاميرات، فمهما بلغت الشهرة، تظل الأسرة السند الأول والدائم، وهذا ما جسده نجم بيراميدز محمود زلاكة في مشهد مؤثر مع أسرته التي خطفت قلوب الجماهير خلال الاحتفالات بكأس السوبر الأفريقي.

أظهرت أسرته المتواضعة معدنها الأصيل، لتصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفها الكثيرون بـ"الأسرة المصرية الأصيلة" التي لم تغيرها الأضواء ولا الألقاب، بل ظلت داعمة لنجلها بتواضع وفخر، مؤكدة أن النجاح لا يكتمل دون جذور قوية وقيم راسخة.

خطفت أسرة زلاكة الأنظار على أرضية استاد الدفاع الجوي خلال احتفالات تتويج بيراميدز بكأس السوبر الأفريقي، حيث ارتدوا الزي الأسيوطي التقليدي "الجلابية الصعيدي"، مؤكدين جذورهم العميقة وانتماءهم لهوية الصعيد المصري، ليتحول الاحتفال إلى لوحة تمزج بين المجد الكروي والأصالة الشعبية.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تظهر فيها أسرة زلاكة بالزي الصعيدي البسيط في الاحتفالات، فقد سبق وظهروا كذلك في احتفالات سيراميكا كليوبترا بكأس الرابطة، عندما كان نجلهم لاعبًا ضمن صفوف الفريق.

وكانت الأسرة سببًا رئيسيًا في دعم اللاعب خلال مشواره الكروي، كما صرح محمود زلاكة في أكثر من مناسبة، مؤكداً أن دورهم كان أساسياً في تألقه.

زلاكة: نموذج اللاعب المصري الأصيل

يثير محمود زلاكة إعجاب الجميع ليس فقط بأدائه داخل الملعب، ولكن أيضًا بتواضعه وأصالته، ففي فترات الراحة، لا يختار زلاكة الذهاب إلى المناطق السياحية أو أماكن السهر، بل يعود إلى قريته ليقضي وقته بين أهله في أجواء بسيطة بعيدًا عن أضواء الشهرة، كما يظهر في الصور التي يشاركها مع عائلته.

يُعتبر زلاكة نموذجًا للاعب المصري الأصيل الذي يحافظ على جذوره وتربيته وسط عائلته وأصدقائه من أبناء البلد، ما جعل الجماهير تعلق به أكثر ويحبونه، ليس فقط لمهاراته الكروية، بل لشخصيته التي تحمل قيم الانتماء والبساطة وتعكس صورة الإنسان المصري الحقيقي.

عائلة زلاكة وصمودها أمام التحديات

لم تكن رحلة محمود زلاكة نحو مجد كرة القدم سهلة أو ممهدة، بل مليئة بالتحديات والظروف الصعبة التي واجهها منذ الصغر. قبل أن يسطع اسمه في عالم الكرة، كان شابًا من أسيوط يعمل في البناء لمساعدة أسرته ماديًا، لكنه لم يتخل يومًا عن حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم.

في تصريحات سابقة عبر برنامج "كابيتانو مصر"، روى زلاكة جانبًا من معاناته قائلاً: "حياتي كانت مليئة بالصعوبات والتعب، وربنا عوضني من خلال كرة القدم، أول مباراة لعبتها 11 ضد 11 كان عمري 19 سنة".

وأضاف: "بدأت خوض اختبارات كرة القدم في نادي أسمنت أسيوط عندما كان عمري بين 15 و16 عامًا، لكنني لم أكن محظوظًا رغم امتلاكي الموهبة، فابتعدت عن الكرة لمدة 3 أو 4 سنوات".

أسرة زلاكة 

من ورش البناء إلى ملاعب الكبار

يواصل زلاكة سرد تجربته قائلًا: "اضطررت للعمل كعامل بناء، أتنقل بين المواقع حاملاً الرمل والطوب، وكانت تلك طريقتي الوحيدة لدعم أسرتي".

رغم قسوة الحياة، عاد الأمل عندما دعاه أصدقاؤه للمشاركة في مباراة مع مركز شباب تم قيده في الدرجة الرابعة، وواصل اللعب معهم لمدة 7 أشهر دون أجر، لكنه وجد في الملعب ما يعوضه عن تعب الأيام. 

وأضاف: "تركت العمل رغم حاجتنا للمال، لكن أسرتي، والدي ووالدتي، كانوا يعلمون مدى حبي لكرة القدم، فشجعوني على الاستمرار".

يُعد محمود زلاكة نموذجًا داخل وخارج الملعب، وساهم بشكل كبير مع فريقي سيراميكا كليوبترا وبيراميدز، وبدأ اسمه يلمع على الساحة الأفريقية، ليكون مثالًا يحتذى به للاعب المصري الأصيل المتمسك بأصالته وجذوره.

اقرأ أيضًا:

بعد تتويجه بالسوبر الأفريقي، شوبير يدعو الأندية المصرية لتهنئة بيراميدز
شوبير يتغزل في نجم بيراميدز بعد السوبر الإفريقي: "بيعمل عظمة"
بيراميدز يجني الثمار بعد مواسم عجاف، “المكنة طلعت قماش”

search