عمر عصر من دسوق إلى العالمية، مسيرة حافلة بالإنجازات في تنس الطاولة

يُعد عمر عصر أحد أبرز رموز الرياضة المصرية والعربية في لعبة تنس الطاولة، بعدما نجح في أن يحفر اسمه بحروف من ذهب بين أساطير اللعبة حول العالم، بفضل مسيرته الحافلة بالألقاب والإنجازات التي تجاوزت حدود القارة الإفريقية، ليصبح نموذجًا للاعب المصري الذي تحدّى الصعاب ووصل إلى العالمية.

البداية من دسوق.. موهبة وبيئة صنعت بطلًا

وُلد عمر عصر في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ في 22 يوليو 1991، ونشأ في أسرة رياضية عاشقة لتنس الطاولة، كان والده مسؤولًا عن اللعبة في نادي دسوق الرياضي، فيما كان عمه ماهر عصر محاضرًا دوليًا للعبة، ما وفر له بيئة مثالية لصقل موهبته منذ نعومة أظافره.

بدأ عمر ممارسة اللعبة وهو في الرابعة من عمره، وتدرّب إلى جانب شقيقه الأصغر خالد عصر، قبل أن يشارك وهو في الثانية عشرة فقط في بطولة الأندية العربية باليمن، ليصبح أصغر لاعب في البطولة، ويساهم في تتويج الأهلي باللقب بعد غياب طويل، في محطة شكلت نقطة التحول الكبرى في مسيرته.

تألق إفريقي وعالمي مبكر

لم يتأخر تألق عمر عصر طويلًا، إذ أحرز ذهبية البطولة الأفريقية عام 2005 وهو في الرابعة عشرة من عمره، لينال إشادة رئيس الاتحاد الدولي آنذاك أدهم شرارة، الذي منحه مكافأة تقديرًا لموهبته الفريدة.

وبعمر السادسة عشر، أصبح عمر المصنف رقم واحد على الدوري السويدي، وهو إنجاز غير مسبوق للاعب عربي، قبل أن يعود إلى مصر ليتلقى عروضًا عديدة للاحتراف الخارجي.

كما حصد المركز الثالث عالميًا في تصنيف الناشئين، وتُوّج بلقب أفضل ناشئي تنس طاولة في العالم، بعدما تألق في بطولة كأس العالم للناشئين باليابان عام 2000 بحصوله على المركز الثاني، في إنجاز وضع اسمه على خريطة اللعبة عالميًا.

محطات أولمبية وتاريخ من الإنجازات

شارك عمر عصر في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 في منافسات فردي الرجال، ورغم خروجه من الدور الثاني، إلا أنه اكتسب خبرة عالمية كبيرة.
واصل بعدها مشواره بقوة، فحصد لقب البطولة الأفريقية في كينيا 2018 وتأهل إلى كأس العالم 2018، قبل أن يحقق إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد طوكيو 2021 بوصوله إلى ربع النهائي، ليصبح أول لاعب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.

رقم قياسي إفريقي وعربي

بفضل ثبات مستواه وتألقه المستمر في البطولات الدولية، نجح عمر عصر في بلوغ المركز الـ21 عالميًا في تصنيف الاتحاد الدولي لتنس الطاولة، وهو أفضل مركز في التاريخ لأي لاعب عربي أو إفريقي في اللعبة.

اقرأ أيضًا..

محمد وهبي مدرب الشباب، كتب تاريخ المغرب بفكر أوروبي

أسود الأطلس يروضون الكبار، المغرب يعتلي عرش الكرة العالمية