نفس مكان رحيل الابن.. تشييع جنازة مدرب حراس مرمى ملعب السلام ببورسعيد

في مشهد إنساني مؤثر هزّ قلوب أهالي بورسعيد، شيّع المئات مساء اليوم جسد الكابتن محمد أمين، مدرب حراس المرمى بملعب السلام، الذي وافته المنية إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء التدريب، داخل الملعب ذاته الذي شهد رحيل نجله أحمد أمين، حارس مرمى فريق الرباط والأنوار، في واقعة مشابهة منذ سنوات. 

المشهد أعاد للأذهان واحدة من أكثر القصص الحزينة في الوسط الرياضي البورسعيدي، حين فقد الأب ابنه في نفس المكان الذي أحبّاه سويًا.

رحيل مؤثر في المستطيل الأخضر

وبحسب روايات الحاضرين، كان الكابتن أمين يؤدي التدريب بحماس كبير كعادته، قبل أن يجلس فجأة في منتصف الملعب ويشكو من ضيق في التنفس، ثم قال لزميله كابتن وائل حامد: “أنا خلاص كده الحمد لله”، وردّد الشهادة خمس مرات، ليسلم روحه إلى بارئها وسط صدمة اللاعبين قبل وصول الإسعاف.

الوداع الأخير

وأكد المقربون أنه زار قبر ابنه صباح يوم رحيله وكتب منشورًا مؤلمًا قال فيه: “الحزن بيموت.. وحشتني يا أحمد، والله محتاجك يا بني”، وكأنه كان يودّعه للمرة الأخيرة.

انطلقت الجنازة من مسجد الكريم وسط انهيار أسرته وزملائه وتلاميذه الذين ودّعوه بالدعاء والدموع، قبل أن يُدفن إلى جوار نجله في مقابر الأسرة ببورسعيد، لتختتم المدينة فصلًا جديدًا من قصة أب وابن جمعهما القدر في الحياة والموت داخل المستطيل الأخضر الذي عشقاه.