الإثنين، 20 أكتوبر 2025

07:43 م

بـ"قلم وأكياس وسترتش".. كيف أنهى المتهم في جريمة الإسماعيلية حياة صديقه؟

الضحية

الضحية

في واحدة من أبشع الجرائم التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية، تتكشف يومًا بعد يوم تفاصيل جديدة حول ما بات يُعرف إعلاميًا بـ"جريمة الإسماعيلية"، التي راح ضحيتها طفل في مقتبل العمر على يد زميله.

جريمة الإسماعيلية

وكشف محامي أسرة المجني عليه، محمد الجبلاوي، أن النيابة العامة تواصل تحقيقاتها الموسعة في القضية، حيث تستمع لأقوال والد الطفل الضحية وعدد من شهود العيان، في محاولة لكشف كل خيوط الجريمة البشعة، بعد أن أقر المتهم خلال التحقيقات بوجود شخص آخر شاركه في ارتكاب الواقعة، ما استدعى إعادة المعاينة مرة أخرى بموقع الحادث.

الضحية 

المتهم بجريمة الإسماعيلية لديه شهوة للقتل

وأضاف الجبلاوي في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن المتهم، وهو طفل في المرحلة الإعدادية، أظهر خلال التحقيقات ثباتًا انفعاليًا غير طبيعي، بل وتحدث عن الجريمة وكأنه يروي مشهدًا من فيلم، قائلاً للمحققين إنه كان "يُقلد مشاهد من فيلم أجنبي"، وأن هناك أحداثًا سابقة سبقت تنفيذ الجريمة لم يُفصح عنها بالكامل بعد.

كيف أنهى المتهم بجريمة الإسماعيلية حياة صديقه؟

وأوضح أن المتهم قام بتحضير أدوات الجريمة مسبقًا، حيث اشترى أكياسًا بلاستيكية ولفافات من "سترتش"، كما استخدم قلمًا لتحديد الأماكن التي سيقطع منها جسد المجني عليه قبل أن يبدأ التنفيذ، مضيفًا: "حين رأيته أثناء التحقيق، لاحظت عليه برودًا غريبًا وشهوة حقيقية للقتل، كأنه لا يشعر بما فعل".

الضحية 

ولفت إلى أن النيابة أمرت بإجراء فحص نفسي شامل للمتهم، إلى جانب تقارير الطب الشرعي والمعمل الجنائي، مؤكدًا أن التحقيقات ما زالت مستمرة ولم يصدر حتى الآن أي قرار بالتحفظ على والد المتهم، الذي يخضع فقط للاستجواب والاستماع لأقواله.

وأشار المحامي، إلى أن معاينة غرفة المتهم كشفت تفاصيل مرعبة، إذ وُجدت عبارات باللغة الإنجليزية ملصقة على الحائط تتضمن كلمات عنيفة ومعاني تدل على العنف والانتقام، ما يؤكد أن المتهم كان يعيش حالة نفسية غير مستقرة، وتأثر بشكل مباشر بمشاهد وأفكار دموية من أفلام أجنبية.

التحقيقات مستمرة ومطالبات بالقصاص

كما أكد محمد الجبلاوي، محامي المجني عليه، أن القضية لا تزال في مرحلة التحقيق، وأن النيابة تتعامل مع الواقعة بأقصى درجات الجدية نظرًا لبشاعة الجريمة وعمر المتهم الصغير، مشددًا على ضرورة إجراء تقييم نفسي دقيق له لمعرفة ما إذا كان يعاني من اضطراب عقلي أم أنه خطط للجريمة بوعي كامل.

وأضاف أن أسرة المجني عليه في حالة صدمة شديدة، إذ لم يتخيلوا أن صديق نجلهم الأقرب إليه هو من أنهى حياته بتلك الطريقة الوحشية، مطالبا بضرورة وضع ضوابط صارمة لمحتوى العنف على الإنترنت والمنصات المرئية، خاصة تلك التي تؤثر على سلوكيات الأطفال والمراهقين.

العثور على جثمان الضحية

تعود بداية الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية في محافظة الإسماعيلية بلاغًا من أحد المواطنين، يفيد بالعثور على أجزاء آدمية لطفل مجهول الهوية بالقرب من بحيرة كارفور. 

على الفور، انتقلت قوات الشرطة إلى موقع البلاغ، وفرضت طوقًا أمنيًا، بينما أمرت النيابة بانتداب فريق من المعمل الجنائي لمعاينة المكان ورفع البصمات، بجانب تشكيل فريق بحث موسع لكشف هوية الضحية.

من خلال الفحص والتحريات، تبين أن الجثمان يعود إلى الطفل “محمد.أ.م”، تلميذ بالصف الإعدادي، كان قد تغيب عن منزله منذ يوم الأحد 12 أكتوبر، حرر والده محضرًا بتغيبه عقب خروجه من المدرسة وعدم عودته، لتبدأ الشرطة رحلة البحث عنه.

وبتتبع خط سيره عبر كاميرات المراقبة، ظهر المجني عليه بصحبة زميله في المدرسة يوسف. أ (13 عامًا)، وهو المتهم الرئيسي، وعند استجوابه، حاول في البداية تضليل التحقيقات مدعيًا أنه افترق عن صديقه قرب أحد المطاعم، إلا أن مراجعة الكاميرات أثبتت كذب أقواله، حيث رصدت دخولهما معًا إلى منزل المتهم، ثم اختفاء الضحية نهائيًا بعد ذلك.

القبض على الجاني واعترافات صادمة

عقب تقنين الإجراءات، داهمت قوات الأمن منزل المتهم، لتجد ملاءة ملطخة بالدماء وقبعة تخص المجني عليه، فتم اقتياده إلى قسم الشرطة، وخلال المواجهة بالأدلة، انهار الطفل المتهم واعترف تفصيليًا بجريمته، موضحًا أنه دخل في مشادة كلامية مع صديقه تطورت إلى شجار داخل المنزل، فقام المجني عليه بمحاولة الاعتداء عليه بـ"كاتر"، مما دفعه إلى ضربه بشاكوش على الرأس حتى فارق الحياة.

بعد التأكد من وفاة زميله، أصيب المتهم بحالة من التوتر، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه — بحسب التحقيقات — واستخدم منشارًا كهربائيًا يعود لوالده الذي يعمل نجارًا، وبدأ في تقطيع الجثمان إلى ستة أجزاء. وضع كل جزء داخل كيس بلاستيكي أسود، ولفها بالاسترتش، ثم ألقى أربعة أكياس منها بالقرب من بحيرة كارفور، وجزأين آخرين داخل مبنى مهجور في المنطقة نفسها.

وفي اعترافاته، أوضح المتهم، أنه كان يتابع أحد المسلسلات الأجنبية الشهيرة، مشيرًا إلى أنه "أراد تجربة الإحساس" الذي كان يراه في المسلسل.

اقرأ أيضا: 

والد ضحية الإسماعيلية يكشف حديثه الأخير مع نجله ويطالب بالإعدام: "ده مش طفل"

جارة الطفل المتهم في “جريمة الإسماعيلية”: “إخواته بيهربوا منه” (فيديو)

search