الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

12:44 ص

عبر "مخدرات الكاريبي"، ترامب يستخدم وزير خارجيته للإطاحة برئيس فنزويلا

ترامب ومستشاره للأمن القومي مارك روبيو

ترامب ومستشاره للأمن القومي مارك روبيو

كثفت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، ضرباتها الجوية بمنطقة البحر الكاريبي، تحت مزاعم استهداف مهربي المخدرات، كما نشرت قاذفات بي - 52 المعروفة بقدرتها على حمل رؤوس نووية قبالة سواحل فنزويلا، واستمر التصعيد مع إجراء القاذفات طلعات تدريبية تأتي فى إطار مناورات عسكرية مستمرة، كما تعمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية على تكثيف جمع المعلومات.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تحليل لها، أن وزير الخارجية ماركو روبيو، هو من يقود حملة الضغط التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب تجاه فنزويلا.

وبحسب الصحيفة سعى ماركو روبيو لأكثر من عقد من الزمان منذ توليه منصب السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا منذ عام 2011 وحتى العام الحالي، إلى الإطاحة بنظام الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو، والآن بعد توليه مهام مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، أتيحت له الفرصة للضغط بشكل أكبر.

نقل قطع حربية أمريكية إلى الكاريبي

وبحسب الإعلام الأمريكي، أعلن البنتاجون نقل ثماني سفن حربية تابعة للقوات البحرية (غواصة هجومية، مقاتلات إف-35بي، طائرات تجسس بي-8 بوسيدون، وطائرات مسيرة إم كيو-9)، إلى منطقة بحر الكاريبي، كما نشرت وزارة الدفاع الأمريكية أيضًا، قوات العمليات الخاصة النخبوية، بما في ذلك فوج طيرانا لعمليات الخاصة 106 المعروف باسم "مطاردو الليل"، قرب سواحل فنزويلا للتدريب، وردًا على الحشد العسكري الأمريكي، أعلنت فنزويلا نقل وتعبئة قواتها العسكرية.

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، يهدف الرئيس ترامب إلى وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، أملًا فى أن يرضخ مادورو لحملات الضغط الأمريكية ويقتنع بأنه لم يعد يمكنه البقاء في السلطة أكثر من ذلك.

في السياق ذاته، كشف مدير برنامج الأمريكتين بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، رايان بيرج، أن وزير الخارجية الأمريكي يري تلك الخطوات إجراءً ذكيًا للغاية، لأنه إذا كان يهدف إلى مواصلة الضغط على مادورو بتلك الطريقة، سيحصل على دعم الجمهوريين بشكل مطلق لأن ذلك الملف هام جدًا بالنسبة لهم، مضيفًا أن روبيرو وصف حملة الضغط على مادورو بأنها بمثابة دفاع عن الوطن لأن القائد الفنزويلي يعد "ورمًا خبيثًا" يجب استئصاله، بحسب وصف "وول ستريت جورنال".

سر عداء روبيرو القديم لمادورو

في الأشهر الأولى من ولايه روبيو، اصطدم بالمبعوث الخاص لترامب، ريك جرينيل، الذي كان يقود محادثات مباشرة مع  الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ودعا إلى اتفاق عملي يعيد فتح قطاع النفط والمعادن في فنزويلا أمام الشركات الأمريكية مقابل إطلاق سراح السجناء السياسيين وإجراء إصلاحات اقتصادية، وفي ذلك التوقيت كان العديد من صانعي السياسات والمستثمرين الأمريكيين يراهنون على الحوار والمفاوضات بين مادورو وترامب.

ولكن بفضل دور روبيرو المزدوج كقائد الدبوماسية الأمريكية ومستشار الأمن القومي لترامب، فقد تمكن من تنفيذ سياسات للإطاحة بمادورو ظل يدافع عنها لأكثر من عقد من الزمن، وبعد سنوات من العمل داخل أروقة الكونجرس، وجد سلطة للتحرك سريعًا في خطته.

روبيو ومادورو - أرشيفية 

أعداء الإنسانية

وخلال زيارة له إلى كوستاريكا في فبراير الماضي، وصف روبيو فنزويلا وكوبا ونيكارجوا بأنهم “أعداء الإنسانية”، محذرًا قادة تلك الدول قائلًا: "من الأفضل لكم أن تكونوا حليفًا بدلًا من أن تكون مثيرين للمشاكل".

وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال" فإن هذه التصريحات أجهضت محاولات جرينيل، الذي كان قد زار نيكولاس مادورو في يناير الماضي، وأعلن إبرام صفقة لتحرير الرهائن الأمريكيين وموافقة مادورو على استئناف ترحيل الفنزويليين من أمريكا، حيث اعتقد الكثيرون أن الولايات المتحدة ستخفف من موقفها تجاه النظام.

ولم يحدث ذلك، حيث تم تهميش دور جرينيل في منتصف يوليو الماضي، وأصبحت السياسة الفنزويلية داخل إدارة ترامب من مهام روبيو، حيث صعدت واشنطن من اتهاماتها لنيكولاس مادورو بقيادة عصابات تهرير المخدرات، وأعقب ذلك الحشد العسكري في منطقة البحر الكاريبي لاستهداف سفن يُشتبه في أنها تنقل المخدرات.

وفي ظل استمرار التصعيد وتغيير السياسات الأمريكية تجاه النظام الفنزويلي، تكثر التكهنات بشأن جدوي خطة روبيو للضغط على النظام الفنزويلي والإطاحة به، تلوح في الأفق مخاوف بشأن مستقبل منطقة الأمريكيتين وبحر الكاريبي وما قد يؤول إليه الموقف حال تطوّرت الأحداث إلى اشتباكات بين الطرفين وأطراف أخرى قد تنضم إلى هذا الصراع.

اقرأ أيضًا:

فنزويلا تحشد الجيش والشعب مع تصاعد التوتر في الكاريبي

نهج تصعيدي.. روسيا تدين الضربة الأمريكية في مياه فنزويلا

فنزويلا تتهم أمريكا بالاستفزاز بعد تحليق 5 مقاتلات قرب سواحلها

search