الخميس، 23 أكتوبر 2025

02:34 ص

استقبلوه بالشتائم، تفاصيل أول ليلة لساركوزي في السجن

نيكولا ساركوزي وزوجته

نيكولا ساركوزي وزوجته

قضى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي ليلته الأولى في السجن، بعد صدور حكم قضائي بحبسه خمس سنوات، على خلفية إدانته في قضية تمويل حملته الانتخابية عام 2007 بأموال ليبية في عهد الرئيس معمر القذافي.

دخول ساركوزي السجن لم يمضِ بهدوء، إذ كشفت تقارير إعلامية فرنسية أجواءً متوترة وسخرية قاسية تعرّض لها من قبل بعض السجناء، وصلت حد الصراخ والتهديد، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة لحمايته.

ماذا يمتلك ساركوزي داخل السجن

تم نقل ساركوزي مساء أمس إلى سجن "لا سانتيه" الواقع في الدائرة الرابعة عشرة من باريس، وهو من أكثر السجون تحصينًا في البلاد، حيث تم وضعه في زنزانة انفرادية تبلغ مساحتها 11 مترًا مربعًا ضمن الحي الخاص المخصص للسجناء البارزين أو المهددين.

ووفقًا لصحيفة "لو باريزيان"، دخل الرئيس الأسبق السجن مصطحبًا حقيبة صغيرة تحتوي على ثلاثة كتب وعدد من الصور الشخصية فقط، فيما رفضت إدارة السجن طلبه الحصول على زنزانة فردية خاصة، مكتفية بعزله لأسباب أمنية.

الزنزانة التي يقيم فيها ساركوزي مجهزة بسرير مثبت في الأرض ومكتب صغير ودش ومرحاض، ويمكنه استخدام لوح تسخين للطهو، كما تتوافر لديه شاشة تلفزيون وثلاجة، إلى جانب إمكانية شراء مستلزمات النظافة والطعام من كتالوج داخلي.

ويسمح له بالاتصال بعشرة أرقام محددة عبر هاتف مراقب، وتخصيص ثلاث زيارات أسبوعيًا له، بينما تدخل عائلته من مدخل خاص لتجنب الاحتكاك بعائلات السجناء الآخرين.

سخرية السجناء من ساركوزي

وسرعان ما انتشرت على الإنترنت مقاطع فيديو تم تصويرها خلسة من داخل السجن، أظهرت بعض السجناء وهم يصرخون بعبارات مسيئة مثل: "أرنا رأسك يا ساركوزي!" و"اتصل بساركو" في إشارة ساخرة إلى لقبه السياسي، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وأظهر أحد الفيديوهات سجناء يصرخون بالشتائم في وجه "نيكولا الصغير"، الذي لا يتجاوز طوله 170 سنتيمترًا.

كما هتف آخرون: "نعرف كل شيء يا ساركوزي، أعد المليارات"، في تلميح إلى اتهامات التمويل الليبي، بينما تداول رواد مواقع التواصل فيديو يظهر فيه أحد السجناء وهو يتوعد بالانتقام.

وأفادت مصادر أمنية بأن بعض السجناء حاولوا إبقاء الرئيس الأسبق مستيقظًا طوال الليل عبر الصراخ المتواصل قرب زنزانته التي تطل على ساحة السجن.

وقال أحد حراس السجن: "هناك غضب واسع بين الضباط بسبب الوجود الأمني المكثف، لكننا نؤكد أن ساركوزي في أمان تام داخل زنزانته الخاصة".

تعزيز الحماية داخل السجن

وفي أعقاب هذه الحوادث، قررت وزارة الداخلية الفرنسية نشر اثنين من ضباط الشرطة من وحدة حماية الشخصيات المهمة في الزنزانة المجاورة مباشرة لزنزانة ساركوزي، على مدار الساعة، لتأمينه ومنع أي محاولات اعتداء أو تصوير جديدة.

وقال وزير الداخلية لوران نونيز: "هذا قرار شخصي لضمان سلامة رئيس الجمهورية الأسبق نظرًا إلى مكانته والتهديدات التي يواجهها. نحن مسؤولون عن أمن كبار المسؤولين حتى داخل السجون".

ضمان أمن ساركوزي

من جانبه، أعرب إريك سيوتي، زعيم حزب الجمهوريين الذي ينتمي إليه ساركوزي، عن قلقه من التهديدات المتكررة داخل السجن، قائلًا: "من المشروع تمامًا أن يتم ضمان أمن رئيس الجمهورية الأسبق في كل مكان، وفي كل الأوقات، خاصة أن التهديدات الموجهة إليه ستكون أكبر في هذا النوع من البيئات".

وفي الوقت نفسه، أكد محامو ساركوزي أن زوجته كارلا بروني تواصلت معه عبر الهاتف الأرضي داخل السجن، وأنها تحدثت إليه مطولًا في اليوم التالي لاعتقاله، مشيرين إلى أن ليلته الأولى كانت مخيفة وصادمة بالنسبة له.

يخضع ساركوزي حاليًا لنظام أمني مشدد داخل السجن، حيث يرافقه ثلاثة حراس أثناء خروجه للمشي في فناء داخلي تبلغ مساحته 30 مترًا مربعًا محاطًا بالأسلاك الشائكة، كما يحق له استخدام مكتبة وصالة ألعاب رياضية في أوقات محددة.

وقدم فريق الدفاع عنه طلبًا للإفراج المشروط بانتظار جلسة الاستئناف، التي يتوقع أن تعقد خلال الشهرين المقبلين، فيما قد يبقى في السجن حتى عام 2026 إذا تم رفض الطلب.

“لا سانتيه” أشهر سجون فرنسا

يُعد "لا سانتيه" أحد أشهر السجون في فرنسا، إذ افتتح عام 1867 في حي مونبارناس شرق باريس، واحتجز عبر تاريخه العديد من الشخصيات السياسية والمشاهير، ويعرف اليوم بأنه آخر سجن باق داخل حدود العاصمة الفرنسية، وفقًا لقناة "العربية".

اقرأ أيضًا:

نيكولا ساركوزي يبدأ تنفيذ حكم السجن في قضية التمويل الليبي

search