الإثنين، 27 أكتوبر 2025

06:00 م

عاش من 80 مليون سنة، جامعة المنصورة تكتشف نوعًا جديدًا من "تماسيح الوادي"

تمساح الوادى

تمساح الوادى

أعلن رئيس جامعة المنصورة، الدكتور شريف خاطر، عن نجاح فريق مركز الحفريات الفقارية بالجامعة (MUVP)، بقيادة أستاذ الحفريات الفقارية ومؤسس المركز، الدكتور هشام سلام، في اكتشاف نوع جديد من التماسيح القديمة عاش في مصر منذ نحو 80 مليون عام.

وأكد خاطر، أن هذا الاكتشاف يأتي ضمن سلسلة من الإنجازات البحثية التي تؤكد ريادة جامعة المنصورة في مجالات العلوم الأساسية والطبيعية، وتعزّز مكانتها كجامعة بحثية ذات تأثير عالمي، مشيدًا بالجهود المخلصة التي يبذلها الباحثون الشباب بقيادة الدكتور هشام سلام.

إنجاز جديد لجامعة المنصورة

ومن جانبه أكد نائب رئيس الجامعة، الدكتور طارق غلوش، أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة في طريق تعزيز ريادة جامعة المنصورة في مجالات البحث المتقدّم، مشيرًا إلى أن الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا بالمراكز البحثية المتميّزة، وتعمل على تهيئة بيئة علمية قادرة على تحقيق اكتشافات نوعية تضع اسم مصر في صدارة المشهد العلمي الدولي. 

معلومات عن التمساح الذي تم اكتشافه

عاش هذا التمساح العملاق قبل نحو 80 مليون سنة في منطقة تُعرف اليوم بمحافظة الوادي الجديد، وقد أطلق عليه العلماء اسم "واديسوكس كسّابي (Wadisuchus kassabi)"، ليصبح أحد أهم الاكتشافات التي تسلّط الضوء على الحياة في العصور السحيقة. 

ويمثل واديسوكس أقدم أفراد عائلة الديروصوريدات (Dyrosauridae)، وهي مجموعة من التماسيح البحرية التي نجت من انقراض الديناصورات وازدهرت بعده، ما جعله شاهدًا نادرًا على مرحلة فارقة في تطوّر الزواحف القديمة.

وعلى خلاف التماسيح المعروفة اليوم التي تسكن الأنهار والمستنقعات، عاشت هذه الفصيلة القديمة في السواحل والبحار الضحلة، وتميّزت بقدرتها الكبيرة على الصيد في المياه المفتوحة بفضل أسنانها الحادة، ما جعلها من المفترسات الماهرة التي حافظت على وجودها بعد اختفاء الديناصورات.

ويحمل الاسم "واديسوكس كسّابي" دلالات مصرية خالصة؛ فكلمة "وادي" ترمز إلى موقع الاكتشاف في الوادي الجديد، أما "سوكس" فهي اشتقاق من اسم الإله المصري القديم "سبِك (Sobek)"، إله القوة والخصوبة ذي رأس التمساح، فيما يحمل الجزء الأخير من الاسم "كسّابي" تخليدًا لذكرى العالم المصري الراحل أحمد كسّاب، أحد رواد علم الجيولوجيا والحفريات في مصر، الذي ألهم أجيالًا من الباحثين.

وأكد الدكتور هشام سلام أن هذا الاكتشاف يُعد من أبرز الاكتشافات في تاريخ الحفريات المصرية، موضحًا أنه تم العثور على بقايا التمساح في منطقتي الواحات الخارجة وباريس، وتشمل أجزاءً من جماجم وخطوم لعدة أفراد في مراحل عمرية مختلفة، وهو ما أتاح للعلماء فرصة فريدة لفهم تطوّر هذا النوع من التماسيح

وأشار سلام إلى أن الفريق البحثي استخدم تقنيات التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد، التي مكّنته من الكشف عن تفاصيل تشريحية دقيقة لم تُرَ من قبل، ما أتاح تصورًا أوضح للبنية الداخلية لهذه الكائنات البحرية التي جابت سواحل مصر القديمة.

فيما أوضحت المدرس المساعد بجامعة أسيوط وعضو الفريق البحثي والمؤلف الأول للدراسة، الدكتورة سارة صابر، أن هذا النوع تميّز بسمات تشريحية فريدة جعلته يمثل حلقة انتقالية مهمة في تاريخ تطوّر التماسيح، مؤكدة أن نتائجه تقدّم رؤية جديدة حول كيفية تكيّف الزواحف مع البيئات البحرية بعد الانقراضات الكبرى.

وأضافت أن طوله يتراوح بين 3.5 و4 أمتار، بخطمٍ طويل جدًا وأسنانٍ حادة، وكان صيادًا متخصصًا في افتراس الأسماك، ويختلف واديسوكس عن أقاربه بامتلاكه أربع أسنان أمامية بدلًا من خمس، وفتحات أنف تقع أعلى الخطم لتساعده على التنفس من سطح الماء، إضافةً إلى تجويفٍ عميقٍ عند التقاء الفكين.

اقرأ أيضًا

بعد نشر "تليجراف مصر".. تحرك من "فنون المنصورة" بشأن لوحة العجيزي (خاص)

تنسيق كلية العلوم جامعة المنصورة 2025

search