"أقراص منع الحمل مطلب أساسي"، شهادات موجعة من قلب الفاشر بالسودان

تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، واحدة من أصعب فصول الحرب منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تحولت المدينة خلال الأيام الأخيرة إلى محور اهتمام دولي، بعد إعلان الأخيرة سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني.

وتزايدت الشهادات والمناشدات من مواطنين سودانيين تابعوا ما يجري عن مدينة الفاشر، ونقلوا لـ"تليجراف مصر" صورة مؤلمة لما يتعرض له المدنيون المحاصرون في الفاشر. 

وتقول السيدة دينا عثمان، وهي مواطنة سودانية، إن ما يجري في الفاشر ليس مجرد قتال بين طرفين، بل سلسلة مروعة من الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين العزل. 

أهل الفاشر يتعرضون للشنق

وأضافت أن هناك عمليات قتل جماعي، واغتـصاب، ومشاهد لا يمكن تخيلها، وبعض المدنيين أُجبروا على حفر قبور جماعية قبل إطلاق النار عليهم، وآخرون تم شنقهم في الشوارع.

أقراص منع الحمل مطلب أساسي

وأوضحت أن الأمر وصل إلى أن أقراص منع الحمل أصبحت مطلبا أساسيا للنساء بسبب الخوف من الانتهاكات المتكررة. 

أما السيدة نوسة نادر، وهي مواطنة سودانية أخرى، فأكدت أن قوات الدعم السريع تتحمل مسؤولية ما تصفه بـ“الإبادة الجماعية” في المدينة.

ومن خلال  الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل تنبين تنفيذ عمليات قـتـل للمواطنين، وإعدامات بحق جنود الجيش، مناشدة العالم “أن يسمع الصوت وينقل معاناة أهل الفاشر، لأن ما يحدث هناك لا يمكن السكوت عنه”.

مطالب ماذا يعني سيطرة الدعم السريع على الفاشر؟

ولم تسقط الفاشر في يوم واحد، بل بعد حصار طويل ومعاناة إنسانية ممتدة، ويعتقد محللون أن السيطرة عليها قد تغيّر وجه الحرب وربما وجه السودان نفسه، بينما يظل السؤال: هل تكون الفاشر بداية نهاية الحرب؟ أم بداية فصل أكثر قسوة في تاريخ البلاد؟

يعد سقوط الفاشر تحولًا مفصليًا في الصراع المستمر منذ أبريل 2023، إذ يمثل ضربة قوية لحركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، واللتين كانتا قد وقعتا اتفاق جوبا للسلام عام 2020، فقد أدى التغير الميداني إلى تهديد وجودهما العسكري والسياسي داخل الإقليم، بحسب شبكة "بي بي سي".

ويرى محللون أن سيطرة الدعم السريع على المدينة قد يعيد رسم خريطة الصراع والتفاوض في المرحلة المقبلة، لكنه في الوقت نفسه يثير مخاوف من توسع المعارك إلى ولايات أخرى، حيث تتشابك الولاءات القبلية والمصالح الاقتصادية.

 

اقرأ أيضا :

البرهان يتوعد ميليشيا "الدعم السريع" ويساند بلاده: “صبرًا يا سودان”