الجمعة، 31 أكتوبر 2025

10:02 م

مصر تحول الغاز الإسرائيلي لمليارات، كيف قلبت القاهرة المعادلة لصالحها؟

كيف تكسب مصر مليارات من الغاز الإسرائيلي؟

كيف تكسب مصر مليارات من الغاز الإسرائيلي؟

"تل أبيب تمنح مصر الغاز.. ومصر تستفيد بمليارات الدولارات"، هكذا جاء العنوان العريض لتقرير موقع “Bizportal” الاقتصادي الإسرائيلي، موضحًا أن القاهرة نجحت في قلب معادلة الغاز لصالحها، لتجمع بين المكسب المالي والتأثير الاستراتيجي، بطريقة أدهشت الإسرائيليين ودفعت حتى إدارة الرئيس الأمريكي إلى التدخل.

ووفقًا للموقع، فإن إسرائيل تزود مصر بالغاز عبر حقل ليفياثان، أحد أكبر احتياطيات الغاز لديها، حيث يُستخدم أيضًا للتصدير. 

وتمتد الصفقة على 15 سنة بقيمة 130 مليار دولار، وسيُسيل الغاز في محطات مصرية في إدكو ودمياط قبل تصديره إلى أوروبا، وهي المحطات الوحيدة في شرق المتوسط القادرة على تحويل الغاز لحالة سائلة قابلة للتصدير.

كيف تكسب مصر مليارات من الغاز الإسرائيلي؟

بحسب الموقع، فإن مصر تشتري الغاز الإسرائيلي بسعر 7.5–8 دولار لكل وحدة حرارية، وتبيعه بعد التسييل بسعر 14 دولارًا للوحدة الحرارية، أي هامش ربح يقارب 80%. 

التقرير الإسرائيلي وصف الصفقة بأنها "هدية من تل أبيب"، حيث تتحمل إسرائيل تكاليف الحفر والبنية التحتية، بينما تحقق القاهرة أرباحًا ضخمة، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ألمح سابقًا إلى إعادة النظر في الاتفاقية، لكن العقود كانت موقعة مع شركات دولية مثل نيو ميد وشيفرون.

منصة حقل ليفياثان للغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط

كيف تستفيد مصر استراتيجيًا من الغاز الإسرائيلي؟

أعلنت شركة نيو ميد، تعديل اتفاق توريد الغاز لمصر ليصل حتى عام 2040 بقيمة 35 مليار دولار، ومنذ 2020، زود حقل ليفياثان مصر بما يقارب 23.5 مليار متر مكعب من الغاز.

من جانبه، أكد أستاذ هندسة البترول والطاقة، جمال القليوبي، أن صفقة الغاز مع إسرائيل تدعم مصر عبر ثلاثة محاور رئيسية، أولها أن نقل الغاز عبر بدائل أخرى مثل العوائم أو خطوط التصدير الطويلة مكلف للغاية، مما يجعل التصدير إلى مصر الخيار الأقل تكلفة.

وأضاف القليوبي لـ"تليجراف مصر، أن حقوق كاريش وتمار وليفياثان تمثل كامل القدرات الغازية لإسرائيل، ما يجعل تصدير الغاز إلى مصر السبيل العملي الوحيد أمام تل أبيب.

وأشار أستاذ هندسة البترول، إلى أن استقبال الغاز يمنح مصر تأثيرًا استراتيجيًا على القرار الإسرائيلي، سواء داخليًا أو خارجيًا، بما في ذلك القضايا الفلسطينية.

توترات واشنطن وتل أبيب حول صفقة الغاز مع مصر

الصفقة لم تمر بدون توترات، فقد ألغى وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت زيارته المقررة لإسرائيل، بعد رفض نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين المصادقة على الاتفاق، مشيرًا إلى أن الأسعار لم تُضبط بما يضمن السوق الإسرائيلية. 

ووفقًا لمكتب كوهين، فإن الاتفاق لن يُصادق عليه حتى يتم التوصل إلى أسعار عادلة للسوق الإسرائيلية، رغم ضغوط إدارة ترامب على كوهين ونتنياهو، وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وتضغط شركة شيفرون الأمريكية على إسرائيل، للموافقة على الاتفاق، وسط توترات دبلوماسية تتعلق بمحاولة واشنطن دفع خطة ترامب للسلام في غزة، بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”.

توترات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الإحتلال نتنياهو بسبب صفقة الغاز مع مصر

مصر تستثمر في اكتشافات الغاز المحلية

أعلنت مصر اكتشافين جديدين للغاز في دلتا النيل بطاقة إنتاجية 19 مليون قدم مكعب يوميًا، لأول مرة منذ سنتين.

وتستثمر القاهرة 5.7 مليار دولار لحفر 480 بئرًا جديدًا في الصحراء الغربية وخليج السويس والمتوسط ودلتا النيل، بهدف تحقيق استقرار طاقي طويل الأمد وتعزيز دورها الإقليمي واستقلالها الاقتصادي.

ومع الحاجة الأوروبية الملحة للغاز بعد الأزمة مع روسيا، تستغل مصر محطات إدكو ودمياط لتصدير الغاز المسال، ما يزيد من أرباحها. 

ومع اكتمال خط الأنابيب الإسرائيلي الجديد "نيتسانا"، ستزداد القدرة على نقل الغاز، ما يضاعف الأرباح ويضمن استمرارية الصفقة حتى 2040.

وشهد إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال الربع الثالث من عام 2025، ارتفاعًا فصليًا أول منذ 3 سنوات، وفق بيانات أولية نشرتها "ميس إيكنوميك" المتخصصة في قطاع الطاقة.

وأوضحت البيانات، أن الإنتاج سجل زيادة طفيفة بلغت حوالي 1% مقارنة بالربع السابق، ليصل متوسط الإنتاج اليومي إلى 4.2 مليار قدم مكعبة، وهو مؤشر إيجابي يعكس بداية تعافي الإنتاج بعد سنوات من الركود النسبي.

اقرأ أيضًا:-

"البترول": نجاح حفر بئر "ظهر-9" للغاز الطبيعي بالبحر المتوسط

توقيع اتفاقية "مصرية-إيطالية" لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة

search