جلابية بارتي
قامت الدنيا ولم تقعد بعد التعليق الشهير "أنتم لا تمثلون مصر والزي المصري وشياكة الأربعينات".... إلى آخره. وتعليقي هنا ليس ردا على تريند الجلابية إنما هو رد على حالة التآكل الثقافي التي نعانى منها.
السيدة المشهورة بحسبها ونسبها والملقبة بالإعلامية، تُقر حالة ثقافية في الواقع الافتراضي تجاوزت السنوات، ولا أعلم هل اللوم يقع عليها أم يقع على العالم الافتراضي الذي ينشر ما يراه جاذبا وإن لم يكن حقيقياً ولا ينشر ما هو حقيقة لكونه غير جاذب.
في تصريحها الشهير عن الجلابية والمقارنة بين زي الأربعينات والخمسينات وأن تلك الفترة هي التي تمثل مِصر، هو تصريح جانبه الصواب تماماً، وهو تصريح ينم عن هوى نفس فقط لا غير، وإذا كان هناك جُرم قد ارتكب في حق المصريين فهو تركهم يقولون ما لا يعلمون وما لا يدركون وما لم يدرسون، الجُرم الحقيقي هو ترك أمور الناس في أيدي كل الناس، من يطلق على نفسه إعلامي ومن يطلق على نفسه خبير ومن يطلق على نفسه متخصص أو استشاري، فالساحة الإعلامية المتلفزة والافتراضية أصبحت تعبر عن آراء شخصية فقط، لا تعبر عن حقيقة أو تاريخ أو حتى هوية مصرية حقيقية، ولا يتجاوز الأمر العرض فقط بل يحلق في آفاق التأكيد ويظل هذا المُلقب في تأكيد معلومات هوى النفس مراراً وتكراراً حتى تصيب الجموع كالعدوى ويصاب بها الناس ويصبح هو المصدر والمؤرخ .
الزى المصري متنوع ومتعدد على مر الأزمان، حتى الهوية المصرية لم تكن يوماً أحادية القطب ولكنها متعددة الأقطاب وهذا ما جعلها في منتصف العالم والثقافات واللغات، هل ترغبين يا سيدتي أن نعتمد الزى المصري القديم للدولة المصرية وترين الرجال يرتدون التنورات والسيدات عراة الصدر حتى تقولي هذه هي الهوية المصرية الحقة.
أم ترغبين في ارتداء الرجال والنساء الزي الروماني اوالإغريقي اوالعثماني اوالفاطمي اوالمملوكي؟! حتى نقول أن هذه هي الهوية؟
ما لها الجلابية؟
وما المثير بالنسبة لك يا سيدتي في الجلباب الرجالي والنسائي؟ أليس هذا هو المتعارف عليه منذ قديم الزمن حتى الآن؟ أليس هذا هو المتعارف عليه عربياً وعالمياً؟ وما الحكمة من ترديد أسطوانة الزى الوهابي؟ هل حين تذكرين الوهابي سوف ننبذ الزي المصري البلدي الشرقي المتعارف عليه قبل ظهور ما يسمى الوهابية؟ هل تصبغين حديثك ببعض الانفعالات غير المبررة والمقارنات غير المنطقية والفزاعات غير المفزعة حتى نصدقك؟
هل نلوم عليكِ أم نلوم على من أطلق عليكِ لقب إعلامية حتى يتم تصديق ما تقوليه.... وهنا الحديث ليس موجها لشخص بل موجه لكل من يطلق على نفسه لقب إعلامي وهو لا يعلم عن الإعلام سوى التأجيج والشهرة والترند والمشاهدات، ومن يطلق على نفسه لقب الخبير وهو يفسر الماء بالماء ومن يطلق على نفسه استشاري وليس له من الاستشارة سوى أن يدل سائق على اتجاه الطريق فيضله.
في نهاية الأمر، الجلباب زي مصري قديم تطور عبر العصور وهو أيضاً زي عربي قديم تطور عبر العصور، فكل إقليم تتشابه وتتقاطع هويته مع بعضه في حدود المعقول وما يحفظ لكل وطن خواصه الأساسية دون انصهار كامل وذوبان، ولكن حصر الهوية والصورة الذهنية للمصريين في عصر الأربعينات والخمسينات فقط فهو انتصار لبدايات العولمة القديمة والانفتاح الملكي ثم الثوري ومسح كامل للهوية والتراث المصري القديم والأصيل.
السيدات والسادة..... هل من الممكن أن نتوقف عن السعي خلف الشهرة الزائفة، عن طريق الترويج لهوى النفس على أنه حقائق دامغة، هل من الممكن البعد عن الفزاعات غير المفزعة تحقيقاً لمتابعات أكثر؟ هل من الممكن أن تكون إنساناً عادياً غير مشهور؟ هل من الممكن ألا تكون مصدراً للمعلومات غير الدقيقة؟ هل من الممكن أن تسعى خلف تحصيل معلومات حقيقية عوضاً عن سعيك المستميت خلف المشاهدات وتفعيل زر الجرس واللايك.
الأكثر قراءة
-
أحمد سعد ينجو من حادث سيارة بالعين السخنة، مصدر يكشف التفاصيل الكاملة
-
ليسوا رجالاً.. وكلنا شركاء في الجريمة!!
-
لم يمت بسبب الحادث، مفاجأة حول وفاة محمد صبري لاعب الزمالك السابق
-
"عروسته الجديدة ضربتني"، الأمن يفحص فيديو استغاثة سيدة من زوجها بحلوان
-
بعد إعلان موعد الزفاف، من هو خطيب حورية فرغلي؟
-
أسرة محمد صبري تتقدم ببلاغ رسمي ضد الشامت مظهر عاشور، غدا
-
موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025، ما قيمة الزيادة الجديدة؟
-
أول رد من يارا السكري على أنباء زواجها بـ أحمد العوضي
مقالات ذات صلة
الفطرة والقانون
07 نوفمبر 2025 09:38 م
المتحف المصري الكبير
01 نوفمبر 2025 09:25 ص
"أنـا مـن يـُحــيي ويـميـت"
25 أكتوبر 2025 08:00 ص
الكنيست ١٩٧٧ – ٢٠٢٥
18 أكتوبر 2025 08:00 ص
أكثر الكلمات انتشاراً