مدرب الناشئين والشباب.. الأكفأ أولًا والأقرب سنًا دائمًا
في مدارس صناعة الأبطال، لا تُترك المواهب للصدفة، ولا يُقاد جيل المستقبل بالتجربة والخطأ، فالأصل في الرياضة الحديثة أن يتولى تدريب الفئات العمرية – الناشئين والشباب – الأكفأ، والأعلى تأهيلًا، والأقدر علميًا وبدنيًا ونفسيًا على فهم هذه المرحلة الدقيقة، لكنّ هناك معيارًا آخر لا يقل أهمية والذي أصبح اليوم من ركائز التطوير حول العالم، وهو أن يكون المدرب قريبًا من الفئة العمرية، (ذهنيًا وثقافيًا وسلوكيًا)، ليتمكن من التواصل الفعّال وبناء جسور الانسجام، وفهم احتياجات هذا الجيل الجديد الذي يتغيّر بسرعة غير مسبوقة، فالعالم لم يعد يقيس مدرب الناشئين بعدد البطولات، بل بقدرته على صناعة لاعب يمتلك شخصية، وانضباطًا، ومهارات متقدمة تتسق مع علم النفس الرياضي والذكاء العاطفي والتكنولوجيا الحديثة. وهذه هي القاعدة الذهبية التي أثبتت التجارب الدولية نجاحها (الكفاءة أولًا… والتقارب العمري أساسًا)، فلماذا إذًا يجب أن يتولى تدريب الناشئين الأكفأ والأعلى تأهيلًا والأقرب سنًا؟
أولًا: الشاهد أن احتياجات الجيل الجديد تغيرت جذريًا، والناشئون اليوم ينتمون إلى "جيل رقمي" يتفاعل مع المدرب الذي يفهم لغتهم، أنماط تفكيرهم، وديناميكياتهم النفسية، من ثم فالمدرب القريب في السن أو الذهنية يستطيع قراءة سلوكياتهم وتوجيههم بطريقة تجذبهم بدلًا من أن تُنفرهم.
ثانيًا: التأكيد على أن التأهيل الفني والعلمي شرط لا نقاش فيه، فتطوير لاعب عمره 14–18 عامًا ليس مهمة بسيطة، إنها مرحلة بناء التكنيك، التكتيك، المهارات العصبية الحركية، والهوية الرياضية، والأفضلية عالميًا تُمنح لمدربين حاصلين على:
(1)- شهادات متقدمة في التدريب.
(2)- دورات في علم النفس الرياضي.
(3)- خبرة في التعامل مع المواهب الصاعدة.
ثالثًا: ضرورة التواصل النفسي لما له من أثر على الأداء، فكلما اقترب المدرب من الفئة العمرية، تقل الفجوة الذهنية، ويزيد الانسجام، وينخفض التوتر، من ثم فإن التواصل الفعّال ينعكس على:
(1)- الالتزام بالحضور.
(1)- الرغبة في التدريب.
(3)- الولاء للمنتخب أو النادي.
(4)- تحقيق معدلات نمو أعلى في الأداء.
رابعًا: ضرورة ضمان بيئة تربوية وانضباطية صحية
فالمدرب القريب عمرًا يفهم حساسية المراحل الانتقالية لدى الشباب، فيتجنب الأساليب القاسية، ويعتمد على التحفيز والقيادة الناعمة، من ثم فإن هذا يحدّ من المشكلات السلوكية ويخلق "ثقافة فريق" متوازنة.
خامسًا: ضرورة منع ظاهرة المدرب "المستهلك" غير القادر على مواكبة التطور، فبعض الأنظمة كانت تعتمد على مدربين كبار في السن دون تحديث علمي أو فهم لسلوكيات الجيل الجديد، والتجارب أثبتت أن هذا يُفقد المواهب أهم سنوات التكوين، من ثم فإن التطوير الحقيقي يبدأ حين تُسند المهمة للمستعدين علميًا وعمليًا، وليس لمَنْ "وجد اسمه في الطابور".
سادسًا: أفضل الممارسات العالمية
(1)- الاتحاد الإنجليزي (FA)، الذي يمنح تدريب الفئات العمرية لمدربين شباب حاصلين على رخصة UEFA A Youth، حيث يتم اختيارهم بناء على مهارات التواصل والقيادة والذكاء العاطفي وليس الخبرة الطويلة فقط.
(2)- أكاديمية أياكس الهولندية (De Toekomst)، التي تعتمد على مدربين بين 28– 40 عامًا، مدرَبين علميًا على التعامل مع الجيل الصاعد، فنموذجهم في هذه الحالة يبني على عقيدة تتمثل في “مَن يفهم الطفل أفضل… يصنع لاعبًا أفضل”.
(3)- أكاديمية برشلونة (La Masia)، التي توظّف مدربين متخصصين في الفئات السِنية لديهم قدرة على التوجيه الإنساني قبل الفني، مع التركيز على القرب العمري لضمان التواصل السلوكي والمعرفي.
(4)- ألمانيا – مشروع “DFB Talent Development” الذي يؤكد أن كل مدرب للناشئين يجب أن يمتلك شهادات متقدمة في علم النفس، والتدريب الفردي، والتحليل الفني، من ثم يرى هذا المشروع أن العمر المثالي للمدرب 30 – 42 عامًا.
(5)- اليابان – “Youth Coach Philosophy” ، حيث يشترط اتحاد الكرة الياباني أن يكون المدرب قادرًا على التفاعل مع الجيل الجديد وتطبيق أساليب تعليم حديثة فليس المهم كم درّب… بل كيف يعلّم.
في النهاية، إن صناعة لاعب محترف ليست مصادفة… بل علم، وأساس هذا العلم أن يتولى تدريب الناشئين الأكفأ، والأعلى تأهيلًا، والأقدر على إدارة جيلٍ جديد بروح جديدة، من ثم ما تناولته أعلاه يمثل قاعدة ذهبية أثبتت نجاحها في كل مدارس الكرة العالمية، ولا بُد من ترسيخها في كل منتخب ونادٍ يسعى لبناء منظومة مستقبلية لا تعتمد على الحظ، بل على المنهج.
الأكثر قراءة
-
أحمد سعد ينجو من حادث سيارة بالعين السخنة، مصدر يكشف التفاصيل الكاملة
-
"عروسته الجديدة ضربتني"، الأمن يفحص فيديو استغاثة سيدة من زوجها بحلوان
-
موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025، ما قيمة الزيادة الجديدة؟
-
"مفيش قلم بيموّت"، أقوال المتهم بإنهاء حياة مسن بعد صفعه أمام ابنته بالهرم
-
موعد تطبيق زيادة أسعار كروت الشحن، "قطاع الاتصالات" يحسم الجدل
-
جلابية بارتي
-
مدرب الناشئين والشباب.. الأكفأ أولًا والأقرب سنًا دائمًا
-
بيئة مثالية لنمو البكتيريا، كيف تحمي نفسك من أضرار ليفة الاستحمام؟
أكثر الكلمات انتشاراً