الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

12:38 م

أزمة مناخية أم ابتلاء؟.. الإيرانيون يتضرعون لله أملا في معجزة بعد الجفاف

صلاة الاستسقاء في إيران

صلاة الاستسقاء في إيران

مع فشل موسم الأمطار في إغاثة الإيرانيين، تحاول السلطات تلقيح السحب، بينما يصلي الناس في جميع أنحاء البلاد من أجل حدوث معجزة لحل أزمة الجفاف.

صلاة الاستسقاء في إيران 

صلوات استسقاء 

وفقا لتقرير صحيفة “الجارديان” البريطانية، الأحد، فقد أصبح الجفاف وندرة الأمطار، هاجسًا وطنيًا في إيران، في مساجد شمال طهران كان الأئمة يدعون طلبًا للمطر، بينما يعدّ خبراء الأرصاد الجوية الساعات حتى يُتوقع تحسن الأحوال الجوية وهطول المطر أخيرًا.

في جميع أنحاء إيران، في المدن والقرى، تُقام صلوات استسقاء منظمة، وتُستعاد معجزات الماضي، مثل ربيع عام 1944، عندما عانت إيران إبان الحرب من الجفاف، فخرج أهالي قم إلى الحقول ودعوا المطر لمدة ثلاثة أيام تحت أعين المحتل البريطاني الساخرة، بعد اليوم الثالث، وبينما تفرق الحشد، هبت الرياح وسقطت السكة الحديدية.

تصدرت توقعات "السحب المُمطرة" عناوين الصحف، مرّ أكثر من 50 يومًا على بدء موسم الأمطار في إيران، ولم تشهد أكثر من 20 محافظة أي أمطار غزيرة.

 وارتفع عدد السدود التي تقل سعتها التخزينية عن 5% من ثمانية إلى 32، وامتدت الأزمة من السهول الوسطى إلى جميع أنحاء البلاد، وجفّ نهر لواسان إلى حد كبير، الذي كان يُعتبر في السابق من أغنى أنهار طهران بالمياه.

جفاف نهر لواسان

تلقيح السحب 

وفي يوم الأحد، ورغم بعض التقارير التي أفادت بهطول أمطار محلية، حاولت السلطات أخذ زمام الأمور بنفسها، فأطلقت عمليات تلقيح السحب لتحفيز هطول الأمطار، تتضمن هذه العملية رش جزيئات مثل يوديد الفضة والملح في السحب من الطائرات لتحفيز هطول الأمطار.

في طهران، لم يتجاوز هطول الأمطار هذا العام مليمترًا واحدًا، وهو حدثٌ نادرٌ كل قرن (بلغ متوسط ​​هطول الأمطار السنوي في العاصمة بين عامي 1991 و 2000 حوالي 350 مليمترًا)، يُضاف هذا كله إلى خمس سنواتٍ سابقة من الجفاف. 

ويُعدّ النصف الثاني من شهر نوفمبر عادةً موسم تساقط الثلوج في العاصمة، ولكن انخفض الغطاء الثلجي بنسبة 98.6% على مستوى البلاد مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفي طهران، بلغت درجة الحرارة اليومية 20 درجة مئوية، وارتفع سعر المياه المعبأة، وفُرضت قيود على شرائها.

أزمة مناخ أم إنذار إلهي 

بدلاً من إلقاء اللوم على أزمة المناخ، اتجهت أنظار بعض الأوساط إلى ما إذا كان هذا الانحدار نحو الكارثة رسالةً إلهيةً، ويربط آية الله محسن أراكي، العضو المحافظ في مجلس خبراء القيادة، بين "الفجور الصارخ في الشوارع والجفاف".

وحذر آية الله العظمى الجوادي آملي: "في بعض الأحيان تزيل المشاكل الثقافية والنقائص الاجتماعية والذنوب أسباب الرحمة".

وألقى بعض النواب باللوم في الجفاف على الحكومة الإيرانية لفشلها في تطبيق قوانين الحجاب المُقيّدة التي أقرّها البرلمان، وردّ مؤيدو الرئيس، مسعود بزشكيان، متسائلين: لماذا تبدو أوروبا، حيث تُتاح للنساء حرية تعريض شعرهنّ للرياح، خضراء إلى هذا الحد؟ وجاء في أحد العناوين: "لماذا تهطل الأمطار أكثر في الدول الملحدة؟".

search