فضح الإخوان وخلده مسلسل الاختيار، ذكرى رحيل الشهيد محمد مبروك

تحل اليوم ذكرى استشهاد البطل المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، أحد أبرز رجال مكافحة الإرهاب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للحقيقة وحماية الوطن، بعدما استهدفته يد الغدر في 17 نوفمبر 2013 أمام منزله بمدينة نصر، في عملية تبنتها آنذاك جماعة أنصار بيت المقدس ضمن سلسلة عمليات حاولت خلالها الجماعات المتطرفة ضرب أجهزة الدولة.

أسرة حملت إرثه بعد الرحيل 

ولد الشهيد محمد مبروك خطاب، في حي الزيتون عام 1974، زرع فيه والده حب الوطن والانتماء له، وأنهى دراسته الثانوية عام 1991، ثم التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها بصيف عام 1995، وأقسم في ساحتها على الحفاظ على أمن الوطن والوفاء له، فصدق ما عاهد الله عليه، حتى النفس الأخير من حياته.

بداية المسيرة

التحق الشهيد محمد مبروك، بجهاز الأمن الوطني، وتخصص في ملف الجماعات المتطرفة وتنظيم الإخوان، حيث لعب دورا محوريا في كشف مخططات تهدف إلى نشر الفوضى واستهداف مؤسسات الدولة عقب أحداث 30 يونيو.

وكان مبروك أحد الضباط الذين تولوا جمع وتحليل المعلومات حول أنشطة عناصر التنظيم، إلى جانب مشاركته في إعداد تحريات وقضايا مهمة شكلت نقطة تحول في الحرب على الإرهاب.

قضايا جماعة الإخوان الإرهابية 

لم يكن مبروك، مجرد ضابط أمن، بل كان رأس الحربة في معارك المعلومات والتحريات التي أسقطت أبرز قيادات جماعة الإخوان.

وكان مبروك، شاهدًا رئيسيًا أمام نيابة أمن الدولة في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرون، كما شارك في تحريات هروب قيادات الجماعة من سجن وادي النطرون، وكان له دور بارز في التحقيقات الخاصة بأحداث مكتب الإرشاد بالمقطم.

تهديدات وعمليات رصد

قبل استشهاده، تلقى البطل مبروك عدة تهديدات بشكل مباشر وغير مباشر، نتيجة دوره في كشف مخططات خطيرة، إلا أنه واصل عمله بشجاعة وإصرار، رافضا التخلي عن واجبه الوطني رغم علمه بخطورة المهام التي يتولاها.

لحظة الغدر

في مساء 17 نوفمبر 2013، نفذ إرهابيون، عملية استهداف مباشرة للسيارة التي كان يقودها الشهيد أمام منزله بطلقات نارية غادرة، ليسقط مبروك شهيدا، تاركا وراءه زوجة و3 أبناء هم زينة ومايا وزياد، وسيرة يتوارثها أبناء الوطن ودرسا في البطولة والتفاني.

القبض على المتورطين

كشفت تحقيقات النيابة، أن وراء اغتيال مبروك؛ تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي خطط لاغتياله أكثر من مرة، ونجا في محاولتين سابقتين، وقاد الخطة محمد علي عفيفي بدوي ناصف، مؤسس التنظيم خارج نطاق سيناء، ومعه محمد بكري هارون، وعدد من العناصر الإرهابية الأخرى.

وبحسب المخطط، تم تجهيز سيارات وأسلحة آلية، وتوزيع الأدوار بدقة، وتولى أحد أفراد الخلية مراقبة منزل الشهيد، وما إن شاهده يقترب من سيارته، حتى تم التواصل مع باقي أفراد المجموعة الذين كانوا في موقع قريب، ليتم تتبعه، ثم إطلاق النار عليه بوابل من الأعيرة النارية، أردته قتيلًا في الحال.

واستطاعت الأجهزة الأمنية وزملائه الذين أقسموا على الثأر له، كشف تفاصيل المؤامرة وإلقاء القبض على المتورطين وتقديمهم للعدالة، في واحدة من أهم الضربات الموجهة ضد تنظيم أنصار بيت المقدس.

مسلسل الاختيار 

وأبرز مسلسل الاختيار الشهير، حياة البطل الراحل، وتم تناول قصته في عدة حلقات وأبرز دوره البطولي في مواجهة الإرهاب من خلال الفنان إياد نصار الذي جسد دور محمد مبروك قبل استشهاده.  

فرحة غابت صاحبها 

ومؤخرا، شهدت أسرة الشهيد محمد مبروك، لحظة مؤثرة امتزج فيها الفرح بالحنين، حيث احتفلت ابنته بزفافها منذ نحو شهر.

وأقيم الحفل في أجواء تسودها مشاعر الفخر بالشهادة، إذ أكد الحضور أن البطل كان حاضرا بروحه رغم غيابه الجسدي، وأن زفاف ابنته يمثل صفحة جديدة من حياة أسرة لم تنكسر رغم ألم الفقد.

إرث لا يُنسى

خلد المصريون، ذكرى الشهيد محمد مبروك باعتباره أحد الرموز البارزين في معركة الدولة ضد الإرهاب. وتحولت سيرته إلى نموذج للضابط الذي وضع أمن بلاده فوق كل شيء، فكان من القلائل الذين واجهوا العنف المسلح بالمعلومة والوعي والالتزام.

اقرأ أيضًا:

بعد حضور وزاري لزفاف ابنته.. من هو الشهيد محمد مبروك "قاهر الإخوان"؟

بحضور وزير الداخلية.. ابنة الشهيد محمد مبروك تحتفل بزفافها

في ذكرى 30 يونيو.. الشهيد محمد مبروك رأس حربة وخصم الجماعة الإرهابية