الأربعاء، 19 نوفمبر 2025

06:12 م

نص كلمة السيسي خلال مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل بمحطة الضبعة النووية

الرئيس عبد الفتاح السيسي

الرئيس عبد الفتاح السيسي

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالعيد المصري الخامس للطاقة النووية، الذي يوافق التاسع عشر من نوفمبر من كل عام.

المشروع النووي المصري

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن الفعالية بدأت بعرض فيلم تعريفي حول المشروع النووي المصري، أعقبه كلمة أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة "روس آتوم"، ثم كلمة المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تلتها كلمة مسجلة لرافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف السفير محمد الشناوي، أنه في أعقاب ذلك ألقى الرئيس فلاديمير بوتين كلمته عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث وجّه التهنئة لمصر بمناسبة تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، مؤكدًا أن التعاون القائم بين مصر وروسيا في بناء المفاعل بالوتيرة الحالية يُعد نجاحاً بارزاً، وأن المشروع سيوفر الكهرباء اللازمة لدعم الاقتصاد المصري المتنامي.

كما أشار إلى أن الدعم المباشر والمتابعة الشخصية من جانب الرئيس كان لها دور حاسم في سرعة الإنجاز والوصول إلى مرحلة متقدمة من بناء محطة الضبعة النووية، موجهاً في الوقت ذاته التهنئة للرئيس بمناسبة يوم مولده.

العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا

وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده تدعم طموحات مصر التنموية في إطار الشراكة والتعاون الاستراتيجي الممتد بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا راسخة وتعود لعقود طويلة شهدت مشاركة الخبراء السوفييت في بناء السد العالي وعدد من كبرى المصانع المصرية.

وأكد أن هذه الشراكة مستمرة وتتجلى في ارتفاع حجم ومعدل التجارة بين البلدين، وتكثيف التعاون الصناعي، فضلاً عن مضي روسيا قدماً في إنشاء منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

كما أوضح أن الكهرباء التي ستنتج عن محطة الضبعة النووية ستسهم في تعزيز أمن الطاقة في مصر، مشيراً إلى أن الشركة الروسية المنفذة تعتمد أحدث التقنيات التكنولوجية مع الالتزام الكامل بالمعايير البيئية، وأن الجانب الروسي يقدّم برامج تدريب وتأهيل للكوادر المصرية العاملة في المجال النووي، مع إمكانية توظيف العلوم والتكنولوجيا النووية كذلك في مجالات على غرار الطب والزراعة.

مراحل تصنيع وعاء ضغط المفاعل

واختتم الرئيس بوتين كلمته بتوجيه الشكر للعاملين في مشروع محطة الضبعة النووية من الجانبين المصري والروسي، مهنئاً مصر بعيد الطاقة النووية الخامس، ومعاوداً تقديم التهنئة للرئيس بمناسبة يوم مولده.

وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس ألقى كلمة بهذه المناسبة، أعقبها عرض فيلم وثائقي تناول مراحل تصنيع وعاء ضغط المفاعل وفحصه ونقله إلى موقع الضبعة، ثم أعلن الدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، جاهزية تركيب وعاء الضغط للوحدة النووية الأولى، طالباً من السيد الرئيس والرئيس بوتين منح الإذن وإعطاء إشارة البدء في التنفيذ، لتبدأ بعدها مراسم تركيب وعاء الضغط.

نص كلمة الرئيس السيسي

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الرئيس خلال الفعالية:

"يسعدني في مستهل كلمتي أن أعبر عن بالغ التقدير والاعتزاز، لرئيس روسيا الاتحادية، الصديق العزيز فلاديمير بوتين، على مشاركته في هذه الفعالية التاريخية، التي نشهد فيها تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، إلى جانب توقيع أمر شراء الوقود النووي، في خطوة محورية، تضاف إلى مسيرة استكمال مشروع محطة الضبعة النووية. وأعرب كذلك عن خالص الشكر لفخامته على دعمه لهذا المشروع الاستراتيجي، ومتابعته واهتمامه المباشر بإنجاحه. كما أتوجه بخالص الامتنان إلى جميع الضيوف الكرام على مشاركتهم.

نسطر اليوم صفحة جديدة مضيئة في مسيرة الوطن، فمنذ منتصف القرن الماضي ظل حلم مصر النووي يراود أبناءها، وها نحن اليوم نراه يتحقق على أرض الواقع بفضل الإرادة والعمل والإصرار.

وكذلك العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الاتحادية، التي تعد علاقات استراتيجية راسخة، تمتد لتشمل كل المجالات، وتقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك مهما كانت التحديات الإقليمية والدولية.

ويعتبر هذا الحدث العظيم، الذي نحتفي به اليوم، امتداداً لمسيرة التعاون الثنائي المثمر بين بلدينا، عبر مشروعات عملاقة تركت بصماتها الواضحة على مسار التنمية والتقدم، بدءًا من تشييد السد العالي في ستينيات القرن الماضي، وصولاً إلى المشروع القومي لإنشاء محطة الضبعة النووية، ذلك الصرح الوطني العملاق، الذي يحمل في طياته قيمة استراتيجية كبرى لمصر، ويبعث برسالة جلية بأننا نمضي بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر تقدماً واستدامة، متجاوزين كل التحديات بفضل العزيمة الصادقة والعمل الدؤوب، حتى بلغنا هذه المرحلة المتقدمة في تنفيذه.

ويعد ذلك برهانا عملياً على أن شراكتنا لا تقتصر على التصريحات السياسية، بل تتجسد في مشروعات واقعية تترجم إلى تنمية حقيقية، تعود بالنفع المباشر على شعبينا.

وفي ظل ما يشهده العالم من أزمات متلاحقة في قطاع الطاقة وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، تتجلى بوضوح أهمية وحكمة القرار الاستراتيجي الذي اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووي السلمي، باعتباره خياراً وطنياً يضمن تأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة، دعماً لأهداف رؤية مصر 2030.

كما يعزز هذا القرار مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، ويواكب جهود الدولة الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة.

ويمثل مشروع محطة الضبعة النووية نقلة نوعية في مسار توطين المعرفة، واستثماراً حقيقياً في الكوادر الوطنية، إذ يشمل تعاوناً واسعاً في مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا، ويتيح إعداد جيل جديد من الكوادر المصرية في تخصصات الطاقة النووية والتصنيع الثقيل، بل يضع مصر في موقع ريادي على خريطة الاستخدام السلمي للطاقة النووية. كما يساهم المشروع في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

في الختام، أجدد الشكر والتقدير لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، كما أتوجه بخالص الامتنان إلى جميع من أسهموا بجهودهم في تنفيذ هذا المشروع من الخبراء والمهندسين والعمال من الجانبين المصري والروسي، على ما يبذلونه من جهد مخلص وتفانٍ، تحقيقاً لمعدلات غير مسبوقة في التنفيذ.

وأدعو الجميع إلى مواصلة العمل بإصرار لاستكمال المشروع وفقاً لأعلى المعايير العالمية، بما يرسخ مكانة مصر على خريطة الدول الرائدة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ويعزز مسيرتها نحو مستقبل أكثر تقدماً واستدامة".

اقرأ أيضا:
السيسي: محطة الضبعة النووية وفرت الآلاف من فرص العمل

search