الأسواق الأمريكية تتأرجح بعد تصريحات متباينة لمسؤولي الفيدرالي
الأسواق الأمريكية
شهدت الأسواق المالية الأمريكية، اليوم الجمعة، حالة من الزخم الاستثنائي، بعد سلسلة من التصريحات المتباينة التي أدلى بها كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول مسار الفائدة والسياسة النقدية المقبلة.
جاءت هذه التصريحات في وقت حساس يترقب فيه المستثمرون قرار اجتماع ديسمبر، وسط انقسام واضح داخل الفيدرالي بين من يفضلون التثبيت والحذر من أي تيسير مفرط، وبين من يرون إمكانية خفض جديد للفائدة في المستقبل القريب.
وأدى هذا التباين في المواقف إلى إعادة تشكيل توقعات الأسواق خلال ساعات قليلة، لتصبح تعاملات الجمعة بمثابة مؤشر مبكر لما قد يحمله الاجتماع المقبل من تحولات في السياسة النقدية الأمريكية.
ميران يدعم خفض الفائدة
أوضح عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ستيفان ميران، أنه سيكون مستعدًا لدعم خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إذا كان صوته حاسمًا في اتخاذ القرار. وجاءت تصريحاته بعد بيانات وصفها بأنها تميل بوضوح نحو التيسير صدرت يوم الخميس.
وقال ميران في حديثه عبر تلفزيون بلومبرج، إن الفيدرالي يجب أن يعتمد على التوقعات المستقبلية وليس على البيانات الحالية وحدها، مؤكداً أن غياب البيانات لا يعني غياب الرؤية الاستشرافية، معربًا عن قلقه بشأن أوضاع سوق العمل، مشيرًا إلى أنها ليست بالقوة التي يرغب الفيدرالي أن تكون عليها في هذه المرحلة.
وأشار ميران أيضًا إلى أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر نوفمبر لن تكون متاحة قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، مما يزيد من عبء التوقعات في توجيه القرار المقبل. وتعكس تصريحاته تحولًا محتملاً في موقف السياسة النقدية مع استمرار تقييم المسؤولين للمؤشرات الاقتصادية قبيل الاجتماع القادم.
لوجان تدعم تثبيت الفائدة
في المقابل، قالت لوري لوجان، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، إنه سيكون من الأنسب الإبقاء على مستويات الفائدة دون تغيير في اجتماع ديسمبر، حتى لا يقدم الفيدرالي على تيسير مفرط يضطر إلى التراجع عنه لاحقًا.
وأكدت لوجان في كلمتها بزيورخ، أن الفيدرالي نفذ بالفعل خفضين للفائدة مؤخرًا، وهو ما يجعل اتخاذ خطوة خفض جديدة في ديسمبر أمرًا صعبًا ما لم تظهر دلائل قوية على تراجع التضخم بوتيرة أسرع أو أن يشهد سوق العمل تباطؤًا واضحًا.
وأوضحت أن الإبقاء على الفائدة دون تغيير لفترة محددة سيكون أكثر فاعلية لمساعدة الفيدرالي على تقييم مستوى التشديد الحالي للسياسة النقدية، مضيفة أن التراجع عن أي تخفيضات مستقبلية إذا تبين لاحقًا أنها لم تكن مبررة قد يؤدي إلى تقلبات مالية واقتصادية غير مرغوبة، مؤكدة أن موقفها الحذر يعكس التزام الفيدرالي بالحفاظ على استقرار الاقتصاد.
تأثير انقسام الفيدرالي
خفض الفيدرالي أسعار الفائدة في الاجتماعين السابقين بعد سلسلة تخفيضات بنسبة 1% خلال الأشهر الأخيرة من 2024. ومع اقتراب اجتماع ديسمبر، ينقسم المسؤولون بين فريق يخشى استمرار التضخم عند مستويات تتجاوز هدف الفيدرالي البالغ 2%، وفريق آخر يرى مخاطر أكبر على سوق العمل التي تظهر مؤشرات ضعف في التوظيف.
هذا الانقسام أدى إلى تراجع توقعات المستثمرين بشأن خفض الفائدة في ديسمبر، قبل أن تتغير الصورة اليوم، بعد تصريحات جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، الذي أكد وجود فرصة لخفض جديد في المدى القريب.
موقف أكثر ميلاً للتثبيت من بوسطن
من جهتها، قالت سوزان كولينز، رئيسة الفيدرالي في بوسطن، إن تثبيت الفائدة سيكون مناسبًا في المرحلة الحالية، إذ من المرجح أن يبقى التضخم فوق المستويات المستهدفة لبعض الوقت، مضيفة أن سوق العمل يظهر علامات تباطؤ لكنها ليست حادة بما يكفي لتبرير خفض إضافي الآن.
وأكدت كولينز أنها ستتعامل بجدية مع أي دلائل على تدهور واضح في سوق العمل، وهو ما قد يبرر تيسيرًا جديدًا، لكنها أشارت إلى غياب تغييرات كبيرة في معدل البطالة حتى الآن، معتبرة أن السياسة الحالية تحقق توازنًا بين مخاطر تباطؤ سوق العمل ومخاطر التضخم المرتفع.
دور ويليامز في تحريك توقعات السوق
أعاد جون ويليامز، توجيه توقعات الأسواق نحو مسار التيسير بعد تأكيده أن السياسة النقدية الحالية لا تزال مقيدة بشكل معتدل، وأن هناك مساحة لخفض جديد قد يساعد على إعادة الفائدة إلى مستوى أقرب للحياد.
وبعد تصريحاته مباشرة، ارتفعت رهانات المستثمرين على خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر لتقترب من 60%، بعدما كانت الأسواق تميل بقوة إلى توقع التثبيت.
وأوضح أن التقدم في خفض التضخم تعرض لمرحلة من التباطؤ المؤقت، وأن الأسعار ما تزال أعلى من هدف الفيدرالي، لكنه يتوقع أن تنحسر الضغوط التضخمية تدريجيًا مع انتهاء تأثيرات الرسوم الجمركية، مضيفًا أن بيانات سوق العمل تظهر علامات على التباطؤ، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.4%، وهو مستوى يقترب من الوضع قبل الجائحة.
رؤية جيفرسون حول تأثير الذكاء الاصطناعي
صرح نائب رئيس الفيدرالي فيليب جيفرسون، بأن الارتفاع الكبير في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي لا يشبه فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينات، لأن الشركات الحالية راسخة ولديها أرباح فعلية. وأوضح أن تقريرًا حديثًا أظهر أن 30% من المشاركين يرون أن تراجع الثقة في الذكاء الاصطناعي يمثل خطرًا على الاقتصادين الأمريكي والعالمي.
وأكد جيفرسون، أن النظام المالي في وضع قوي، وأن شركات الذكاء الاصطناعي لم تعتمد بشكل كبير على الديون بعد، ما يقلل من احتمالية انتقال أي هزة محتملة إلى السوق عبر قنوات الائتمان. لكنه حذر من أن توسع الاستثمارات المستقبلية قد يتطلب تمويلاً أكبر، مما يعني احتمال زيادة المديونية في هذا القطاع ومخاطر أعلى إذا تراجع التفاؤل بالذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي قد يغير العالم بشكل كبير وغير متسق، وأن من المبكر معرفة تبعاته الدقيقة على سوق العمل والتضخم والسياسة النقدية، مؤكداً على أهمية متابعة التطورات بعناية قبل اتخاذ أي قرارات استراتيجية.
تقييم الأسواق واستشراف المستقبل
تعكس تحركات الأسواق والتصريحات الأخيرة للمسؤولين حجم التحديات التي يواجهها الفيدرالي في الموازنة بين التحكم بالتضخم والحفاظ على سوق عمل قوي، وسط مخاطر متزايدة تتعلق بالابتكار التكنولوجي وتأثيره على الاقتصاد. وتبقى الأيام المقبلة حاسمة لتحديد مسار السياسة النقدية، في ظل ترقب المستثمرين لأي إشارات حول خفض الفائدة أو تثبيتها، وتأثير ذلك على الأسواق العالمية والمحلية.
اقرأ أيضًا:
عضو بالفيدرالي الأمريكي يسبعد خفض الفائدة: لن يحل أوجاع سوق العمل
الأكثر قراءة
-
ليلى عبد اللطيف غاضبة وتتوّعد: هذه الحقيقة الكاملة لانقراض مواليد 2006- 2009
-
مشاهدة مباراة الهلال السوداني ومولودية الجزائر في دوري أبطال أفريقيا
-
ساويرس يدخل على خط المواجهة بين علاء مبارك ومصطفى بكري: "ميختلفش عليه اتنين"
-
كوبري مشاة بالأقصر يتحول إلى دورة مياه وإسطبل للخيول والحمير
-
لم يعد بإمكاني، البلوجر سلمى عبد العظيم تخلع الحجاب بعد 6 سنوات
-
مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025 في مصر
-
"كانوا بيقولولي تعالي نلعب"، الأطفال المعتدى عليهم بالمدرسة يكشفون كيف تم استدراجهم (خاص)
-
بعد وفاة مهندسة شابة بالأقصر، صورة عروسين تحمل طلاسم تُشعل مواقع التواصل
أخبار ذات صلة
حجز شقق الإسكان المتميزة 2025، كراسة الشروط والخطوات
21 نوفمبر 2025 06:46 م
مؤتمر Good COP 2.0 يناقش سياسات الحد من مخاطر التدخين
21 نوفمبر 2025 06:45 م
فوضى التوقعات تضرب الأسواق، هل يخفض الفيدرالي الفائدة أم يتراجع؟
21 نوفمبر 2025 04:50 م
احتمال خفض الفائدة الأمريكية في ديسمبر يقفز إلى 60%، ما السبب؟
21 نوفمبر 2025 03:30 م
أكثر الكلمات انتشاراً