قنبلة إسرائيل المحظورة تعود إلى لبنان بعد 20 سنة
تظهر بقايا الذخائر العنقودية التي تم العثور عليها شريطًا أبيض من النايلون، يستخدم لتثبيت الذخائر الصغيرة وتدويرها (الجارديان)
استخدم الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع، القنابل العنقودية "المحظورة" خلال حربه مع حزب الله بين عامي 2023 و2024، والتي امتدت على مدار 13 شهرًا.
وبحسب ما كشفته صحيفة "الجارديان" البريطلنية، فإن صورًا جرى تحليلها من قبل ستة خبراء في مجال الأسلحة، تظهر بقايا نوعين جديدين من الذخائر العنقودية الإسرائيلية في ثلاثة مواقع متفرقة جنوب نهر الليطاني، تحديدًا في المناطق الحرجية لوادي زبقين ووادي برجوز ووادي دير سريان.
حرب لبنان عام 2006
وتمثل هذه الأدلة المؤشر الأول على لجوء إسرائيل إلى هذا النوع من الذخائر منذ حرب لبنان عام 2006، بالإضافة إلى أنها تكشف للمرة الأولى عن استخدام نوعين جديدين من القذائف: قذيفة المدفعية "باراك إيتان" M999 عيار 155 ملم، وصاروخ "رعام إيتان" الموجّه عيار 227 ملم.
والقنابل العنقودية عبارة عن ذخائر تُطلق عددًا كبيرًا من القنابل الصغيرة على مساحة واسعة تعادل حجم عدة ملاعب كرة قدم، وتكمن خطورتها الأساسية في أن ما يصل إلى 40% من هذه القنابل الصغيرة لا ينفجر عند الارتطام، ما يجعلها تهديدًا طويل الأمد للمدنيين.

وعلى الرغم من انضمام 124 دولة إلى اتفاقية حظر الذخائر العنقودية، فإن إسرائيل ليست طرفًا فيها ولا تعد ملزمة بها، بحسب الصحيفة.
وعلقت مديرة تحالف الذخائر العنقودية تامار جابيلنيك، قائلة إن هذا النوع من الأسلحة يتعارض بشكل دائم مع القانون الإنساني الدولي بسبب طبيعته العشوائية أثناء الاستخدام، وبعده أيضًا، وأوضحت أن هذه الذخائر لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وأن بقاياها تواصل قتل وتشويه المدنيين لعقود.
ورغم خطورة المعلومات، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي أو ينف استخدامها، مكتفيًا بالقول إنه "يلتزم باستخدام الأسلحة القانونية وفق القانون الدولي، مع تقليل الضرر اللاحق بالمدنيين قدر الإمكان".
خلفية الحرب والدمار اللاحق
تسببت الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023 في ما يقرب من 4000 قتيل في لبنان وأكثر من 120 قتيلًا في إسرائيل، وتسببت المعارك والقصف المستمر في دمار واسع جنوب لبنان، ولا تزال الغارات الجوية الإسرائيلية تشن بشكل شبه يومي، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه العام الماضي.
ويحمل اللبنانيون ذكريات مريرة مع القنابل العنقودية،, إذ أطلقت إسرائيل أربعة ملايين قنبلة عنقودية على البلاد خلال الأيام الأخيرة من حرب 2006، ويعتقد أن مليونًا منها لم تنفجر، ومنذ ذلك الحين، تسببت هذه القنابل الصغيرة غير المنفجرة في مقتل أكثر من 400 شخص في جنوب لبنان، وكان الانتشار الهائل للقنابل غير المنفجرة في البلاد أحد الأسباب التي قادت إلى صياغة اتفاقية حظرها عام 2008.
ورغم أنها ليست جزءًا من الاتفاقية، فقد سبق أن انتقدت إسرائيل استخدام إيران للقنابل العنقودية خلال حرب الصيف الماضي التي استمرت 12 يومًا، بعد أن استخدمت في مناطق مأهولة جنوب البلاد، واعتبر المتحدث العسكري، العميد إيفي ديفرين، أن إيران تهدف إلى إلحاق أكبر ضرر بالمدنيين باستخدام هذا النوع من الذخائر.
تفاصيل الذخائر الجديدة
جرى التحقق من صور بقايا قذيفة M999 باراك إيتان، وهي ذخيرة متطورة مضادة للأفراد تنتجها شركة "إلبيت سيستمز"، عبر ستة خبراء في الأسلحة، بينهم برايان كاستنر من منظمة العفو الدولية، والخبير ن.ر. جينزن-جونز مدير "خدمات أبحاث التسلح"، وتطلق القذيفة الواحدة تسع ذخائر فرعية تتفتت إلى 1200 شظية من التنجستن.
أما النوع الثاني الذي ظهر في الصور، فهو صاروخ "رعام إيتان" عيار 227 ملم، وهو ذخيرة عنقودية موجهة طورتها الشركة ذاتها عام 2017، ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، يحمل كل صاروخ 64 قنبلة صغيرة تنتشر على نطاق واسع، يلحق أضرارًا فتاكة بكل من يتواجد في محيطه، وقد كشف الجيش الإسرائيلي في بيان بداية 2024 أن قواته شمال البلاد مجهزة بهذا النوع تحسبًا للقتال ضد حزب الله.
قانونية الاستخدام
تعتمد قانونية استخدام الذخائر العنقودية للدول غير الموقعة على ظروف استخدامها ونوايا الجهة العسكرية أثناء الهجوم، ولم تتمكن "الجارديان" من تحديد سياق الضربات التي استخدمت فيها هذه الأسلحة، إذ تم العثور على بقاياها فقط بعد سقوطها على الأرض.
مكان العثور على البقايا
وقد تم اكتشاف البقايا في مناطق كثيفة الغابات جنوب لبنان، وهي مناطق قالت إسرائيل إن حزب الله استغلها لتوفير غطاء من القصف والاستطلاع الجوي خلال الحرب.
وتقول تقارير إسرائيلية إن الذخائر الجديدة صممت لتقليل نسبة الذخائر غير المنفجرة، إذ زعم أن معدل فشل صاروخ "رعام إيتان" لا يتجاوز 0.01%، وطورت إسرائيل هذه الذخائر بعد الانتقادات الدولية الواسعة لاستخدامها القنابل العنقودية في 2006، في محاولة للإبقاء على هذا السلاح مع الحد من آثاره على المدنيين.
تحذيرات من الاستخدام
لكن خبراء الأسلحة يحذرون من أن معدلات الفشل المعلنة غالبًا ما تكون أقل بكثير من الواقع، مستشهدين بذخيرة M85 المستخدمة في 2006 والتي ادعي أن معدل فشلها 0.06%، بينما أظهرت تحليلات لاحقة أن المعدل الحقيقي كان 10%.
وفي هذا السياق، تؤكد مجموعات حقوق الإنسان أنه لا يمكن استخدام الذخائر العنقودية بطريقة آمنة على المدنيين، ويقول كاستنر: "القنابل العنقودية محظورة دوليًا لسبب وجيه، فهي عشوائية بطبيعتها، ولا يمكن استخدامها بطريقة قانونية أو مسؤولة، فيما يتحمل المدنيون أكبر الخسائر، لأن هذه الذخائر تبقى قاتلة لعقود".
اقرأ أيضًا:
الجارديان: 450 شخصية يهودية تدعو لمحاسبة إسرائيل على جرائم حرب غزة
الأكثر قراءة
-
تفاصيل مأساة الفنان أشرف بوزيشن داخل مستشفى شهير في آخر أيامه (خاص)
-
ما هو مرض تامر حسني؟ تفاصيل حالته الصحية بعد إجراء جراحة دقيقة
-
كوبري مشاة بالأقصر يتحول إلى دورة مياه وإسطبل للخيول والحمير
-
"إخواته شاهدين"، التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة في جريمة "طفل الإسماعيلية"
-
مشاهدة مباراة الهلال السوداني ومولودية الجزائر في دوري أبطال أفريقيا
-
"والنبي ادعيلي"، محمد القلاجي أصغر متسابق يبهر لجنة تحكيم "دولة التلاوة"
-
أمن القاهرة يستمع لأقوال المسؤولين عن مدرسة دولية بواقعة خدش براءة صغار
-
"كان عايز يفضحني"، ننشر اعترافات المتهم بجريمة طفل الإسماعيلية (خاص)
أخبار ذات صلة
أمريكا تسجل أول وفاة بسلالة نادرة من إنفلونزا الطيور
22 نوفمبر 2025 12:32 م
ترامب يدعو زيلينسكي لقبول خطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب مع روسيا
22 نوفمبر 2025 01:10 ص
"لف وارجع تاني"، لماذا دافع ترامب عن زهران ممداني بعد أشهر من الخلاف؟
22 نوفمبر 2025 10:34 ص
جنوب أفريقيا تصعّد خلافها مع أمريكا على خلفية قمة "العشرين"
22 نوفمبر 2025 07:45 ص
أكثر الكلمات انتشاراً