الإثنين، 24 نوفمبر 2025

02:24 م

زيلينسكي يتمسك بـ"تدفيع روسيا ثمن الحرب"، ومشاورات مكثفة لوضع خطة السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

تتسارع التحركات الدبلوماسية في الملف الأوكراني مع اقتراب موعد حاسم حدده الجانب الأمريكي للبدء في مقترح السلام المحدث، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، إن بلاده ستواصل العمل مع شركائها الدوليين للتوصل إلى حلول وسط بشأن مقترحات السلام الأمريكية، بشرط أن تؤدي هذه الحلول إلى تقوية أوكرانيا لا إضعافها.

وفي كلمة عبر الفيديو خلال مشاركته في قمة منصة القرم المنعقدة في السويد، شدد زيلينسكي، على أن روسيا يجب أن تدفع ثمن الحرب، معتبرًا أن اتخاذ قرار بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة أمر بالغ الأهمية لتعزيز الموقف الأوكراني، بحسب وكالة “رويترز”.

مواصلة العمل لوضع اقتراحات لإنهاء الحرب

تواصل الولايات المتحدة وأوكرانيا، اليوم الاثنين، العمل على وضع اقتراحات خطة لإنهاء الحرب مع روسيا، بعد الاتفاق بين الجانبين على تعديل مقترح سابق أثار جدلاً لاعتباره يميل بشكل كبير لصالح موسكو.

وفي بيان مشترك صدر عقب محادثات في جنيف، أمس الأحد، أعلن الطرفان، أنهما توصلا إلى إطار عمل منقح للسلام، دون الكشف عن تفاصيله.

وفي بيان منفصل، قال البيت الأبيض، إن الوفد الأوكراني أكد أن الصيغة الجديدة تعكس المصالح الوطنية لأوكرانيا، وتلبي متطلباتها الاستراتيجية الأساسية، بينما لم تصدر كييف توضيحًا خاصًا بشأن ذلك، بحسب ما ذكرته رويترز.

غموض حول البنود الأساسية

ولا يزال الغموض يسيطر على كيفية معالجة الخطة المحدثة لقضايا محورية، من بينها ضمان أمن أوكرانيا في مواجهة التهديدات الروسية المستمرة، وأكد الطرفان أنهما سيواصلان العمل المكثف قبل حلول الموعد النهائي المحدد يوم الخميس، رغم مغادرة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي ترأس الوفد الأمريكي في المفاوضات جنيف عائدًا إلى واشنطن مساء أمس الأحد.

ترامب ينتقد أوكرانيا

وفي سياق متصل، واصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الضغط على كييف للقبول بالاتفاق، قائلًا إن أوكرانيا لم تظهر الامتنان الكافي للجهود الأمريكية، ما دفع مسؤولين أوكرانيين للتأكيد على تقديرهم لدعم واشنطن.

وحدد ترامب يوم الخميس، موعدًا نهائيًا لزيلينسكي للموافقة على خطة السلام، لكن روبيو أوضح أن تنفيذ الخطة قد يتطلب وقتًا أطول.

احتمال زيارة زيلينسكى إلى واشنطن

ولفتت مصادر مطلعة إلى احتمال توجه زيلينسكي إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لبحث النقاط الأكثر حساسية في المقترح بشكل مباشر مع ترامب.

الخطة الأولية

وكان المقترح الأولى الذي طرحته واشنطن الأسبوع الماضي، والمكون من 28 بندًا، أثار صدمة واسعة في كييف، إذ طالبت أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ، والقبول بقيود على قدراتها العسكرية، والتخلي عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط اعتبرها كثيرون بمثابة استسلام غير مقبول بعد قرابة أربع سنوات من القتال في أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتبيّن لاحقًا، وفق مصادر أمريكية، أن صياغة الخطة تمت خلال اجتماع عُقد في أكتوبر بميامي، ضم المبعوث الخاص، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، إلى جانب المبعوث الروسي الخاضع للعقوبات الأمريكية كيريل دميترييف.

انتقادات الخطة

وانتقد أعضاء مجلس النواب من الديمقراطيين، الخطة ووصفوها بأنها قائمة رغبات روسية، فيما شدد روبيو على أن الاقتراح أُعد بمساهمة من طرفي الحرب.

وقال حلفاء أوروبيون، إنهم لم يشاركوا في صياغة الخطة الأصلية، ولكن طرحوا مقترحًا جديدًا أمس الأحد، يخفف من التنازلات الإقليمية المفروضة على أوكرانيا، ويقترح تقديم ضمانات أمنية أمريكية لكييف على غرار مظلة حلف الناتو في حال تعرضها لأي هجوم.

واقترحت الخطة الأوروبية، التي طُرحت في جنيف، أن يكون الحد الأقصى للقوات المسلحة الأوكرانية 800 ألف جندي في وقت السلم بدلاً من الحد الأقصى الشامل البالغ 600 ألف الذي اقترحته الخطة الأمريكية.

الضغط على أوكرانيا

وتأتي هذه التطورات فيما تواصل روسيا إحراز تقدم محدود على بعض الجبهات، بينما تُستهدف منشآت الطاقة والغاز الأوكرانية بهجمات مكثفة من الطائرات المسيرة والصواريخ، ما يترك ملايين السكان بلا ماء أو تدفئة أو كهرباء لساعات يوميًا.

وفي الداخل، يواجه زيلينسكي، ضغوطًا إضافية بعد تفجر فضيحة فساد طالت عددًا من وزرائه، ما أثار غضبًا شعبيًا، وعقّد مساعي الحكومة للحصول على الدعم المالي اللازم لتثبيت الاقتصاد.

وفي المقابل، شعرت كييف، ببعض الارتياح خلال الأسابيع الماضية مع تشديد الولايات المتحدة العقوبات على قطاع النفط الروسي، المصدر الأبرز لتمويل الحرب، إلى جانب الضربات الأوكرانية بعيدة المدى التي ألحقت أضرارًا ملموسة بالبنية التحتية للطاقة في روسيا.

اقرأ أيضًا:

خطة ترامب لإنهاء الحرب، ضغوط على كييف وشروط تميل لموسكو

تابعونا على

search