الإثنين، 24 نوفمبر 2025

05:04 م

هدنة إسرائيل ولبنان “على المحك”، بيروت تعود لبنك أهداف تل أبيب فهل يرد حزب الله؟

أدت غارة إسرائيلية يوم الأحد إلى مقتل القائد العسكري الأعلى لحزب الله وأربعة أعضاء آخرين في الجماعة المسلحة (فرانس 24)

أدت غارة إسرائيلية يوم الأحد إلى مقتل القائد العسكري الأعلى لحزب الله وأربعة أعضاء آخرين في الجماعة المسلحة (فرانس 24)

أعاد اغتيال القيادي البارز في حزب الله، هيثم علي الطبطبائي، التساؤلات من جديد حول مستقبل الهدنة التي تمت بين إسرائيل ولبنان في نوفمبر 2024.

ويأتي هذا الاغتيال في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وفي وقت تكثف فيه الولايات المتحدة، ضغوطها على بيروت لنزع سلاح حزب الله بشكل كامل.

اغتيال يستهدف أحد أبرز قادة الحزب

أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، أنه تمكن من القضاء على رئيس هيئة الأركان العامة لحزب الله هيثم علي الطبطبائي، في هجوم أسفر أيضًا عن مقتل أربعة أعضاء آخرين من الحزب.

وبدوره، أكد حزب الله، اغتيال الطبطبائي، الذي كان قد تولى القيادة العسكرية بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وهي الحرب التي كبدت التنظيم خسائر كبيرة، وشملت مقتل عدد من أبرز قادته.

ودعت الحركة، أنصارها إلى المشاركة في جنازة جماعية لقائدها الراحل في الضاحية الجنوبية، المعقل الأكثر كثافة سكانية تحت سيطرتها.

هيثم علي الطبطبائي

تصعيد إسرائيلي متجدد رغم الهدنة

جاء اغتيال الطبطبائي في سياق هجمات متكررة شنتها إسرائيل على لبنان خلال الأشهر الماضية، رغم استمرار الهدنة التي تنص على سحب قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، نحو 30 كيلومترًا من الحدود، ومنع إعادة بناء البنية التحتية العسكرية في الجنوب.

وبحسب الاتفاق ذاته، يفترض بالجيش اللبناني، العمل على تفكيك هذه البنية جنوب النهر قبل نهاية العام، لتنطلق بعدها مرحلة معالجة ما تبقى من منشآت في بقية المناطق، إلا أنّ حزب الله رفض هذا المسار بشكل قاطع، معتبرًا إياه فرضًا لشروط إسرائيلية غير قابلة للتطبيق.

ضغوط أمريكية إسرائيلية على الحكومة اللبنانية

وتزامن التصعيد العسكري مع زيادة الضغط الأمريكي على حكومة بيروت، فإلى جانب المطالبة بنزع سلاح الحزب، تضغط واشنطن أيضًا لتجفيف مصادر تمويله القادمة من إيران، التي وصفت عملية اغتيال الطبطبائي بأنها جبانة، بحسب “فرانس 24”.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد اغتيال الطبطبائي، على أنه لن يسمح لحزب الله بإعادة بناء قوته، داعيًا السلطات اللبنانية إلى الالتزام الكامل بتعهداتها بنزع سلاح التنظيم.

انقسام داخل حزب الله حول كيفية الرد

كشف مصدر قريب من حزب الله لوكالة "فرانس برس"، أن داخل التنظيم رأيين مختلفين: فريق يدعو إلى الرد على الاغتيال، وفريق آخر يفضل الامتناع عن التصعيد في هذه المرحلة.

وبحسب المصدر، تميل قيادة الحزب حاليًا إلى اعتماد أقصى درجات الدبلوماسية لتفادي اندلاع مواجهة واسعة.

ويرى الباحث في المجلس الأطلسي نيكولاس بلانفورد، أن خيارات الحزب محدودة للغاية، إذ تزداد الضغوط الشعبية المطالبة بالرد، لكن أي رد مباشر قد يقود إلى ضربات إسرائيلية قاسية لن يرحب بها الشارع اللبناني.

ويؤكد بلانفورد، أن العملية تمثل أكبر ضربة يتلقاها الحزب منذ وقف إطلاق النار بالنظر إلى مكانة الطبطبائي، كما تظهر قدرة إسرائيل المستمرة على رصد مواقع كبار المسؤولين رغم الإجراءات التي يتخذها الحزب منذ الحرب الأخيرة.

وأكد الجيش اللبناني، أنه ينفذ خطته الخاصة بإزالة البنية العسكرية لحزب الله في الجنوب، لكن واشنطن وتل أبيب تتهمان الجهات اللبنانية بعرقلة التنفيذ.

وقال مسؤول عسكري لبناني، الأسبوع الماضي، إن تنفيذ مطلب نزع سلاح الحزب بالكامل قبل نهاية العام، أمر مستحيل، لافتا إلى نقص القوى البشرية والمعدات، إضافة إلى الحساسية الاجتماعية في المناطق التي تعد حاضنة أساسية للحزب.

موقف الحكومة اللبنانية

وفي إدانته للغارة الإسرائيلية الأخيرة، شدد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، على أن السبيل الوحيد لتعزيز الاستقرار يكمن في فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية باستخدام قواتها الشرعية فقط، وتمكين الجيش من القيام بمهامه دون قيود. 

اقرأ أيضًا:

إسرائيل استهدفته في بيروت، من هو "أبو علي طبطبائي" الرجل الثاني لحزب الله؟

search