الإثنين، 24 نوفمبر 2025

08:02 م

أنواع حراس المرمى، من الحارس التقليدي إلى الليبرو وثورة نوير

مانويل نوير

مانويل نوير

تعد حراسة المرمى من أصعب الأدوار في كرة القدم، إذ تتطلب تركيزًا مستمرًا، سرعة استجابة خارقة، وشجاعة. يواجه حراس المرمى ضغوطًا هائلة، حيث أن أي خطأ قد يكلف الفريق خسارة هدف أو حتى المباراة بأكملها، مما يجعل دورهم حاسمًا في تحقيق النجاح.

مع تطور كرة القدم الحديثة، لم يعد الحارس مجرد شخص يقف بين القائمين ويصد الكرات، بل أصبح جزءًا أساسيًا في بناء اللعب وتنظيم الدفاع، وأحيانًا يتحول إلى لاعب ليبرو متقدم يساهم في الهجمات.

وبناءً على ذلك، فإن حراسة المرمى تجمع بين المهارات البدنية والفنية، إضافة إلى القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة تحت ضغط نفسي كبير، مما يجعل الحارس عنصرًا محوريًا في أي فريق.

تصريحات المدرب جاري سبيد: "أخطاؤهم تحمل الثمن الأكبر"

وأكد المدرب الويلزي جاري سبيد: "الجميع يرتكبون أخطاءً، لكن عندما يرتكبها حارس المرمى، يكون الثمن باهظًا. هذه هي طبيعة حارس المرمى"، وفقا لصحيفة "الصن" البريطانية.

وأضاف: "من الوهلة الأولى، قد يعتقد البعض أن حراس المرمى يملكون أسهل مهمة في الفريق، فهم يقفون في المكان نفسه طوال المباراة ويُسمح لهم باستخدام أيديهم، ولكن الحقيقة على النقيض تمامًا، فحراس المرمى يتحملون دون مبالغة أكبر قدر من المسؤولية مقارنة بأي لاعب آخر في الملعب، فهم يمثلون خط الدفاع الأخير عن فريقهم".

"حارس المرمى".. مسؤولية كبيرة في الدفاع والهجوم

أما هوجو لوريس، حارس منتخب فرنسا، فقد قال: "جزءٌ من كونك حارس مرمى هو أنه لا يوجد أحدٌ خلفك لينقذك." كما أكد مارك أندريه تير شتيجن، حارس برشلونة: "الناس من الخارج لا يدركون مدى صعوبة أن تكون حارس مرمى."

يمكن تلخيص الأنماط المختلفة لحراس المرمى في ثلاثة أصناف رئيسية:

  • حراس المرمى المتخصصون في صد الكرات
  • حراس المرمى القادرون على المساهمة في بناء اللعب
  • حراس المرمى الذين يتحولون أحيانًا إلى لاعب ليبرو متقدم يساهم في منظومة اللعب خارج منطقته.

سنوات الضياع.. الحارس المتخصص في التصدي للتسديدات

الحارس الذي تتركز مهمته الأساسية في التصدي للتسديدات ومنع الكرة من الوصول إلى الشباك، عبر القفزات الاستثنائية والقدرة على توقع اتجاه وقوة التسديدات. 

يتميز هذا النوع بقدرات بدنية هائلة، وسرعة رد فعل غير عادية، مع درجة عالية من التركيز والتنسيق بين العين واليد. لكنه غالبًا لا يمتلك المهارات الفنية أو التمريرات الدقيقة خارج نطاق الضربات الثابتة.

ويُعد ديفيد دي خيا نموذجًا معاصرًا لهذا النوع من الحراس، فقد كان في فترة ما يُعتبر أفضل حارس في العالم بفضل قدرته الأسطورية على إنقاذ مرمى مانشستر يونايتد في ظل دفاع متذبذب الأداء، حتى إن كثيرين اعتبروا أن بقاء النادي في دائرة المنافسة كان بفضل براعة دي خيا في صد الكرات.

ومن الأمثلة الأخرى على هذا النوع: جانلويجي بوفون، الحارس التاريخي لمنتخب إيطاليا، هوجو لوريس، حارس فرنسا، ويان أوبلاك، حارس أتلتيكو مدريد، وكذلك على المستوى المحلي: عصام الحضري، نادر السيد، وعبد الواحد السيد.

جانلويجي بوفون الحارس التاريخي لمنتخب إيطاليا

الهروب من الضغط العالي.. الحارس المُساهم في بناء اللعب

أما الحارس المستخدم في بناء اللعب فهو نسخة مطورة من الحارس المتخصص، فهو يجمع بين قدرات التصدي الممتازة وبين مهارة التمرير والمساهمة الفعالة في بناء الهجمات من الخلف. 

هذا الأمر بالغ الأهمية اليوم مع تسارع وتيرة الضغط العالي من المهاجمين على المدافعين.

يُعد أليسون بيكر، حارس ليفربول، مثالًا واضحًا لهذا النوع، حيث عانى الفريق لسنوات من غياب حارس قادر على أداء هذا الدور حتى جاء أليسون الذي جمع بين الجودة في التصدي والمهارة في التمرير والمساهمة في الهجمات، ليصبح جزءًا أساسيًا من منظومة الفريق.

وينتمي إلى هذا النمط أيضًا كل من مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة، وإيدرسون، حارس مانشستر سيتي السابق، وفيكتور فالديز، حارس برشلونة السابق. 

كما يبرز محليًا كل من مصطفى شوبير (حارس الأهلي)، محمد صبحي (حارس الزمالك)، وشريف إكرامي (حارس بيراميدز)، إضافةً إلى محمد عبد المنصف، ولا سيما خلال فترته مع وادي دجلة، إلى جانب أنس الزنيتي (الحارس السابق لنادي الرجاء المغربي)، ودينيس أونيانجو (حارس ماميلودي صنداونز).

مصطفى شوبير حارس الأهلي

ثورة مانويل نوير.. الحارس الليبرو

أما الحارس الليبرو فهو امتداد متقدم لفكرة الحارس المشارك في اللعب، لأنه لا يكتفي باستخدام قدمه داخل منطقة الجزاء، بل يكون مرتاحًا في التقدم إلى خارجها لاستلام الكرة أو لقطع التمريرات الطويلة، وهو ما يسمح لفريقه باللعب عمليًا بأحد عشر لاعبًا في الملعب.

ويحتاج هذا النوع إلى مزيج خارق من القدرات الفنية، والصلابة النفسية، إضافة إلى الجرأة والثقة في اتخاذ القرارات تحت ضغط شديد.

مانويل نوير

ويعد مانويل نوير النموذج الأبرز لهذا النوع في العقدين الأخيرين، فهو يمارس دوره خارج منطقة الجزاء بثقة كبيرة، سواء بالتمرير أو بالتدخل قبل وصول المهاجمين إلى خط الدفاع، وقد أصبح أسلوبه في اللعب مشهدًا أسبوعيًا مألوفًا في مباريات بايرن ميونخ. 

ورغم جرأته الشديدة، يظل نوير في الجوهر واحدًا من أكثر الحراس كفاءة في العالم لسنوات طويلة.

اقرأ أيضًا..

دايوت أوباميكانو يستبعد الانتقال إلى ليفربول ويحدد وجهته المفضلة

تابعونا على

search