الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

11:47 م

في المنزل وبدون طبيب، الولادة الوحشية تجارة بالملايين تتسبب في وفاة 48 طفل

الحمل الوحشي- تعبيرية

الحمل الوحشي- تعبيرية

أثارت جمعية “Free Birth Society”، جدلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي والهيئات الصحية العالمية، لما تروج له من فكر نسوي غير مألوف بعنوان" الولادة المجانية" حيث تضع السيدات دون مساعدة طبية أو فحوصات خلال فترة الحمل أو لحظة الوضع.

جمعية الولادة المجانية

وسبق أن وجهت هيئة الصحة البريطانية وعدد من المؤسسات الصحية، النساء، لهذه الجمعية، التي ارتبطت فيما بعد بوفيات الأطفال في جميع أنحاء العالم، لما تقوم عليه من معلومات مضللة لا أساس لها من الصحة.

حتى يوم الإثنين الماضي، كانت المؤسسات الصحية توجه النساء اللاتي يرغبن في الولادة المجانية أو "الحمل الوحشي" أو “الحمل البري”، إلى الموقع الإلكتروني لجمعية “Free Birth Society” كمصدر للقصص التمكينية التي يمكن أن تساعد النساء في الاستعداد لولادتهن، وفقًا لصحيفة “ذا جارديان”.

لكن فيما بعد، حذر خبراء أطباء من أن الجمعية تستخدم لتجنيد النساء من خلال معلومات مضللة، إذ تدعو لنموذج متطرف من الولادة الحرة، تعرف بأنها ولادة وحشية دون مساعدة، كما تروج الجمعية لفكر تتجنب فيه النساء اللجوء للأطباء وكذلك تجنب فحوصات الحمل.

انطلقت “Free Birth Society" كصفحة عبر منصات التواصل وتحولت لمجتمع واسع يقدم ورشات تدريبية بلغت قيمتها ملايين الدولارات، وهي مدارة من قبل قابلات سابقات، إيملي سالدايا ويولاندا نوريس كلارك، ورغم أن الولادة الحرة منخفضة الانتشار، فإن التوجه لها آخذ في الازدياد ويرجع ذلك نسبيًا إلى انخفاض الثقة في خدمات الأمومة في الولايات المتحدة.

الولادة المجانية

من بين المفاهيم الكارثية التي تروج لها هذه الجمعية، أن عملية إنعاش الأطفال بعد الولادة غير ضرورية ومن المفترض ترك الرضيع يقاوم بمفرده إذا كان يرغب في العيش، أو الاستسلام للموت، وأن النصائح الطبية القائمة على الأدلة في إنعاش الأطفال هي شكل من أشكال التخريب، كما زعمت الجمعية أن الأطباء غالبًا ما يعتدون جنسيًا على النساء في المستشفيات.

وتصور الجمعية الولادة كعملية يمكن إدارتها منزليًا دون أي تدخلات، تحت شعار “جسد المرأة لن يحمل طفلًا غير قادر على ولادته”، وقد برزت كل من إيملي ويولاندا باعتبارهما واجهة الجمعية، حيث تشجعان النساء على الاعتماد على الإحساس في مراقبة حملهن، عوضًا عن الفحوصات الطبية.

ورغم أن الثنائي المسؤول عن الجمعية غير حاصلتين على أي شهادات طبية، فقد تمكنتا من قيادة ملايين النساء عبر المواقع الإلكترونية، لتوثيق تجاربهن مع الولادة المنزلية.

هجوم من الخبراء وإحصائيات كارثية

في يوم السبت، كشفت صحفية “الجارديان” عن 48 حالة ولادة ميتة أو وفيات لحديثي الولادة أو أشكال أخرى من الأذى الجسدي، تعرضت لها نساء نتيجة التشخيص الخاطئ والاعتقادت الخاطئة غير المبنية على أساس طبي.

فيما أوضحت الجارديان أن للنساء دوافع وراء لجوئهن إلى الولادة المجانية أو الحرة، وذلك نتيجة تعرضهن لتجارب سلبية ومستوى رعاية متدني في المستشفيات.

وقد كشفت الصحيفة عن عدد من النساء اللاتي تلقين توجيهات مباشرة من إيملي ويولاندا كادت أن تودي بحياة أطفالهن، ففي عام 2025 أخبرت يولاند، إحدى المسؤولات عن الجمعية، طلاب معهد التوليد الأمومي، بأنها تعقم المقص الجراحي المستخدم في قطع الحبل السري فقط احترامًا لعملائها، رغم انعدام خطورة الإصابة بعدوى حتى لو استخدمت شوكة صدئة في قطع الحبل.

الولادة الحرة

فيما قالت أستاذة جامعة لانكشاير، سو دوان، إن هذه المعلومة في غاية الخطورة، ويموت على إثرها عدد كبير من السيدات في البلدان منخفضة الدخل بسب تعفن الدم وتلوثه.

أما سالديا المسؤولة الثانية عن الجمعية، فقالت إن إنعاش الأطفال غير ضروري، مشيرة إلى أن هناك أطفال يصرخون ويتحول لونهم إلى الوردي بعد دقيقة من الولادة، فيما يستغرق آخرون نحو 15 دقيقة للتنفس.

لكن قالت داون، إنه من الخطير جدًا ترك الطفل لمدة 15 دقيقة دون تدخل بالإنعاش، مشيرة إلى أن توقف الطفل عن التنفس لمدة دقيقة واحدة يستوجب الإنعاش، أما إذا توقف عن التنفس 5 دقائق فهناك احتمال كبير لتلف عصبي طويل الأمد.

اقرأ أيضًا:

بعد 17 سنة حرمان، أم تفقد طفلتها بسبب إهمال طبي في عين شمس

حالة نادرة تتحدى الطب، فتاة تحتفل بمرور 20 عامًا على ولادتها دون مخ

search