خط أحمر، العرابي: تلويح إسرائيل بفتح معبر رفح للتهجير سذاجة وإحباط

أثارت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوجات) حالة واسعة من الجدل، عقب إصدارها بيانًا زعمت فيه أنه وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وبتوجيه سياسي في إسرائيل، سيتم فتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة بشكل حصري لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر، وهو ما تم نفيه من قبل مصر على الفور.

بيان كوجات يكشف "سذاجة" إسرائيل

وتعليقًا على البيان الإسرائيلي، قال وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي، إن ما صدر عن كوجات يعكس "تصرفات إسرائيلية ساذجة"، موضحًا أن إسرائيل تشعر بالضعف والإحباط بعدما فشلت في فرض سيناريو التهجير.

 وقال العرابي في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، الفلسطينيون متمسكون بأرضهم، ومصر لم ولن تسمح بتمرير أي مخطط من هذا النوع، مشيرًا إلى أن قرار الرئيس السيسي بمنع التهجير قرار قاطع لا يمكن التهاون معه، وإسرائيل لن تنجح في التفاهم مع الاتحاد الأوروبي لتمرير خططها. 

وأوضح أن أبرز دلائل افتقار إسرائيل لرؤية واضحة هو أن الفلسطينيين يتجهون إلى شمال قطاع غزة وليس جنوبه، معتبرًا أن التطورات الحالية تؤكد فقدان إسرائيل لاتزانها السياسي.

حقيقة فتح معبر رفح

ورغم أن القضية الفلسطينية تمثل ركيزة ثابتة في السياسة المصرية، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي قطع الطريق أمام جميع محاولات التهجير، حيث رفض أكثر من مرة مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونجحت مصر في تنسيق الجهود وصولًا لتوقيع اتفاقية قمة شرم الشيخ للسلام في 13 أكتوبر 2025، لوقف الحرب على غزة.

وواصلت كوجات في بيانها أنه سيتم تسهيل خروج سكان غزة عبر معبر رفح بالتنسيق مع مصر، بعد الحصول على الموافقة الأمنية من إسرائيل، وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، وبآلية مماثلة لما كان معمولًا به في يناير 2025.

نفي مصري سريع وحاسم

وعلى الفور، أفادت الهيئة العامة للاستعلامات، بأن مصدر مصري مسؤول نفى ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن التنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة للخروج من غزة، مؤكدًا أنه إذا تم التوافق على فتح المعبر فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع طبقًا لما ورد بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

موقف مصر الحاسم من رفض التهجير

منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، وقفت مصر في وجه الأطروحات التي تضمنت حلولًا قائمة على التهجير أو نقل السكان، وتمسك الرئيس السيسي برفض تهجير الفلسطينيين، ونجح عبر تحركات دبلوماسية مكثفة في تحويل النقاش من أفكار الإزاحة والاقتلاع إلى رؤية شاملة لإعادة الإعمار، تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم ووقف إطلاق النار على غزة.

وشدد الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة على أن "التهجير خط أحمر"، مؤكدًا رفض مصر القاطع لأي مخطط يستهدف دفع الفلسطينيين نحو مصر أو الأردن، كما أكد أن معبر رفح لن يغلق أمام المساعدات الإنسانية، لكنه لن يُفتح يومًا ليكون بوابة لتهجير الفلسطينيين.

وفي فبراير 2025، حذرت مصر إسرائيل من الشروع في تنفيذ أي مخطط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدة رفضها المطلق لأي طرح من هذا النوع.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، أن القاهرة تحذر من تداعيات التصريحات الصادرة عن بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن خطط تهجير الفلسطينيين، معتبرة أنها تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني. وأضاف البيان أن الترويج لمثل هذه الأفكار غير المسؤولة يزيد من تعقيد الوضع الملتهب، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي في مواجهة ممارسات تتعارض مع أسس السلام والاستقرار.

وجددت الخارجية المصرية موقفها الراسخ برفض أي مقترح يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر انتزاع الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية، سواء بشكل مؤقت أو دائم.

اقرأ أيضًا:

مصدر مصري مسؤول ينفي التنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة للخروج من غزة

تعليقًا على البيان الإسرائيلي، اللواء سمير فرج: فتح معبر رفح لن يتم إلا بشروط القاهرة

خبير علاقات دولية: الحديث عن "تهجير ناعم" عبر معبر رفح فهم خاطئ لخطة ترامب