خبير علاقات دولية: الحديث عن "تهجير ناعم" عبر معبر رفح فهم خاطئ لخطة ترامب
معبر رفح
أثارت التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني لنقل سكان غزة إلى مصر، تساؤلات بشأن دلالتها، خاصةً بعدما أفادت الهيئة العامة للاستعلامات بأن مصدرًا مصريًا مسؤولًا نفى ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية عن التنسيق مع مصر لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة للخروج من غزة.
محاولة لـ"التهجير الناعم"
من جانبه، أكد المستشار في الأمن القومي والعلاقات الدولية اللواء محمد عبدالواحد، أن البيان الصادر عن الجانب الإسرائيلي اليوم، يمكن أن يُفهم باعتباره محاولة لـ"التهجير الناعم" لسكان غزة، تحت غطاء المساعدات الإنسانية، بالتالي إسرائيل تحاول زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأوضح عبدالواحد لـ"تليجراف مصر"، أن إسرائيل تبرر هذه الخطوات بوجود أعداد كبيرة من المرضى والمصابين جراء حرب الإبادة التي ارتكبتها في القطاع، وبحجة حاجتهم للعلاج والراحة في مصر، مضيفًا أن تفسير بعض المواقع الإخبارية للبيان الإسرائيلي بأنه يعني خروج سكان غزة دون عودة، يتعارض بشكل مباشر مع البنود الواردة في خطة ترامب التي جرى توقيعها في شرم الشيخ.
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن اتفاق السلام، وفي بنوده الثامن والعاشر والسابع عشر، ينص بوضوح على عدم القيام بأي عمليات تهجير، ويؤكد حق الفلسطينيين في الذهاب والعودة، بما في ذلك تلقي العلاج ثم الرجوع إلى القطاع، كما يشير البند الثامن عشر إلى حرية الحركة وعدم التعرُّض للمدنيين، بينما يركز على أهمية إعادة إعمار منازلهم، ما يعني ضمان حقهم في العودة إلى غزة.
وواصل حديثه: الموقف الإسرائيلي يعكس تفسيرات متعمدة وغير صحيحة لبنود الاتفاق، وربما يستند البعض في إسرائيل إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، حين تحدث عن تحويل غزة إلى منتجع سياحي أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" مع توزيع السكان بين مصر والأردن، ما دفع بعض التحليلات للربط بين تلك التصريحات والمواقف الإسرائيلية الحالية.
وشدّد على أن دخول أي فلسطيني إلى مصر بغرض العلاج يتم فقط عبر اتفاق مسبق بين مصر وإسرائيل وبموافقة مصرية كاملة، مبينًا أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة "مثيرة للقلق" وتعكس فهمًا خاطئًا ومتعمدًا للاتفاق الذي لا ينص على ما تروِّج له إسرائيل.
بيان وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية
وكانت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوجات)، أعلنت صباح اليوم، أن معبر رفح سيعاد فتحه خلال الأيام المقبلة، بشكل مخصّص لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر فقط، وهو ما فسرته مواقع إخبارية إقليمية بأنه “مغادرة لأراضي غزة دون عودة”.
وأوضحت الوحدة عبر بيان نُشر على منصة "إكس" أن هذا الإجراء يأتي تنفيذًا للتوجيهات السياسية الصادرة ووفقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن عملية فتح المعبر ستتم بالتنسيق مع السلطات المصرية وبعثة الاتحاد الأوروبي المشرفة على المعبر.
مصر ستسمح لأهالي غزة بالعودة
من ناحية أخرى، كشف مصدر مصري أن القاهرة ستسمح لأهالي غزة الموجودين حاليًا داخل الأراضي المصرية بالعودة إلى القطاع مرة أخرى، مؤكدًا أن استقبال مصر سيقتصر فقط على الجرحى والمصابين والحالات الإنسانية القادمة من غزة، وفقًا لقناة "العربية".
وأوضح المصدر أن فتح معبر رفح سيتم وفق القواعد المتبعة ومن الاتجاهين معًا، مشددًا على عدم السماح بأي عمليات تهجير من غزة إلى مصر تحت أي ظرف، وأضاف أن القاهرة ستتقدم بطلب لإدخال منازل متنقلة وخيام إلى القطاع، في إطار جهود دعم المدنيين في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة.
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن مصر متمسكة بشكل قاطع برفضها تهجير سكان غزة، وأنها ستخطر الولايات المتحدة والوسطاء الدوليين رسميًا برفضها للتصريحات الإسرائيلية التي تشير إلى فتح المعبر لخروج سكان القطاع باتجاه الأراضي المصرية.
موقف مصر ثابت
وفي وقت سابق من اليوم، أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، أن الموقف المصري ثابت منذ بدء العدوان على غزة، وتم التعبير عنه مرارًا من قبل رئيس الجمهورية وكافة مؤسسات الدولة، ويتمثل في الرفض المطلق لأي شكل من أشكال التهجير سواء كان قسريًا أو طوعيًا للسكان الفلسطينيين من القطاع، وخاصة باتجاه الأراضي المصرية.
وأشار رشوان إلى أن السماح بهذا السيناريو سيعد تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية.

رد إسرائيل
وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "مصر إن كانت لا ترغب في استيعاب سكان غزة فهذه مشكلتها"، مضيفًا أن إسرائيل ستفتح معبر رفح أمام سكان القطاع الراغبين في المغادرة، بحسب القناة.
القرار لا يتطابق مع خطة ترامب
فيما أكد المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن القرار الذي أعلنته إسرائيل اليوم بشأن فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني للسماح بدخول سكان من غزة إلى مصر لا يتطابق مع ما ورد في خطة ترامب التي جرى توقيعها في شرم الشيخ في أكتوبر الماضي.
وأوضح فرج في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن البند المتفق عليه ضمن الخطة ينص على فتح المعبر من الجانبين المصري والفلسطيني بهدف عبور المرضى والمصابين فقط إلى الأراضي المصرية.
وأشار إلى أن مصر نفت ما ورد في البيان الإسرائيلي، ما يؤكد أنه لا علاقة بين ما ذكره البيان الإسرائيلي والبند المتفق عليه في الوثيقة الموقعة سابقًا.
وأكد فرج أن مصر تُعد الجهة الوحيدة التي تملك القرار في تحديد من يستطيع الدخول إلى الأراضي المصرية.
وأوضح المفكر الاستراتيجي أن القاهرة لن توافق على أي عمليات دخول من الجانب الفلسطيني عبر معبر رفح إلا في الحالات الإنسانية البحتة، لا سيما المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، والطلاب الذين يتوجب عليهم استكمال دراستهم في الخارج، مشددًا على أن الكلمة الفصل في هذا الشأن تبقى بيد مصر.
اقرأ أيضًا:
تعليقًا على البيان الإسرائيلي، اللواء سمير فرج: فتح معبر رفح لن يتم إلا بشروط القاهرة
الأكثر قراءة
-
التعادل السلبي يحسم نتيجة مباراة السودان والجزائر في كأس العرب 2025
-
"الموضوع مس كرامتي"، شاب يروي تفاصيل فسخ خطوبته بسبب صورة الدكتور النفسي الوسيم (خاص)
-
بعد تسببها في فصل 7 طلاب، فحص مشاجرة جديدة لمعلمة الإسكندرية
-
موعد مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة
-
"رجعولي ابني التاني"، بعد نشر "تليجراف مصر" الطفل موسى بحضن أمه (خاص)
-
الجزائر ضد السودان.. التشكيل المتوقع للمباراة المرتقبة في كأس العرب 2025
-
تسبب بوفاة وإصابة 18، ما هي أسباب حريق سوق الخواجات بالمنصورة؟
-
مواعيد امتحانات الأزهر 2026 لجميع المراحل الدراسية
أخبار ذات صلة
تعليقًا على البيان الإسرائيلي، اللواء سمير فرج: فتح معبر رفح لن يتم إلا بشروط القاهرة
03 ديسمبر 2025 02:18 م
اجتماع مباشر بين لبنان وإسرائيل في الناقورة لبحث تثبيت وقف النار
03 ديسمبر 2025 05:58 م
على خطى بايدن، ترامب يغط في سبات عميق خلال اجتماع الحكومة
03 ديسمبر 2025 05:05 م
مبعوث إسرائيلي في بيروت، خطوة نحو تعاون اقتصادي محتمل
03 ديسمبر 2025 03:51 م
أكثر الكلمات انتشاراً