"متخافش يا بابا"، والد السباح يوسف محمد يروي اللحظات الأخيرة قبل وفاته

كشف والد السباح الراحل يوسف، محمد، كواليس وفاته خلال بطولة الجمهورية للسباحة وآخر حديث مع نجله، وأسباب اتهامه للحكام وفريق الإنقاذ بالتقصير في إنقاذ ابنه.  

وقال محمد في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إن نجله بدأ ممارسة السباحة منذ أن كان في الرابعة من عمره، حيث تعلّم السباحة بـ"الكتّافات" ثم خاض أولى بطولاته في منطقة القناة ببورسعيد، وكانت جميع مشاركاته ضمن المراكز الثلاثة الأولى. 

وأوضح أن يوسف استمر في منطقة بورسعيد حتى بلوغه العاشرة، ثم انتقل إلى منطقة القاهرة التي كان يحلم بالانضمام إليها، وظل يمارس منافساته في استاد القاهرة منذ عام 2023 وحتى وفاته.

يوسف كان متفوق في سباحة الفراشة

وأكد والد اللاعب أن يوسف كان متفوقًا في سباحة الفراشة، وهي أصعب أنواع السباحة، وكان يمارسها منذ عمر ثماني سنوات وحتى وفاته، مضيفًا أنه لم يكن يعاني أي مشكلة صحية تؤثر على أدائه، وأنه تجاوز إصابات طفيفة في الكتف سابقًا وعاد أقوى من قبل.

وأضاف أن يوسف شارك في بطولة الجمهورية الحالية في ثمانية سباقات، من بينها 100 باك محققًا المركز الأول، و200 باك محققًا البرونزية، و100 فراشة التي حصد فيها ذهبية، و50 فراشة التي جاء فيها خامسًا، مؤكدًا أن سباق 50 باك الذي توفي بعده كان الأسهل بالنسبة له، إذ يؤديه يوميًا في التدريب عشرات المرات.

يوسف كان بصحة جيدة تمامًا قبل السباق الأخير

وأشار إلى أن نجله كان بصحة جيدة تمامًا قبل السباق الأخير، حيث تناول وجبات خفيفة وصحية من الموز والتمر والبطاطا وفق النظام الغذائي المعتاد، وشرب كميات كافية من المياه، وكان في كامل وعيه وهدوئه قبل دخول السباق، وصلى العصر، وارتدى زيه الرياضي، وودّع أسرته بطريقة لم يدركوا أنها ستكون الأخيرة.

وأوضح أن يوسف، عقب نهاية السباق، لمس الحائط بيده وخلع نظارته ونظر إلى رقمه على شاشة الأوميجا، ولم يتعرض لأي صدمة في رأسه، وفق الفيديوهات المتداولة. وقال إن نجله “فقد الوعي بعد ذلك مباشرة نتيجة إرهاق طبيعي عقب المجهود، وليس بسبب إصابة أو أزمة صحية مفاجئة”.

لم يتدخل لإنقاذ يوسف

واتهم والد السباح، الحكام وفريق الإنقاذ بالتقصير الشديد، مؤكدًا أن عشرة حكام كانوا يقفون أمام المسبح، إلى جانب فريق إنقاذ مكوّن من ستة أفراد، ولم يتدخل أحدا منهم لإنقاذ يوسف، وجرى الانشغال بتسجيل النتائج والاستعداد للسباق التالي دون التأكد من خروج جميع السباحين من المياه، وهو ما يخالف القوانين، مضيفًا: “الحكام سمحوا ببدء السباق التالي بينما لا يزال يوسف في المياه”.

وأضاف أن إجراءات السلامة في البطولة كانت “معدومة”، حيث لم يكن هناك جهاز إنعاش أو جهاز صدمات كهربائية، كما أن سيارة الإسعاف التي وصلت لم تكن مجهزة، وتأخر نقل يوسف إلى المستشفى، مؤكدًا أن نصف ساعة كاملة مرّت منذ خروجه من المياه وحتى بدء التعامل الطبي معه.

هجيب لك ميدالية

وروى الأب، آخر حديث جمعه مع نجله قبل السباق، إذ قال له يوسف: “يا بابا ما تخافش، روح استناني في المدرجات، أنا هنزل ألعب 50 باك وهجيب لك ميدالية، وبعدها تتابع وهجيب رقم أحسن من الفردي”، مؤكدًا أن نجله حرص على دعم زميله الذي لم يحقق نتائج جيدة في البطولة.

وأكد أن أكبر صدمة واجهها بعد وفاة يوسف كانت قرار تشريح الجثمان، رغم وعود سابقة بإنهاء الإجراءات القانونية سريعًا لإتمام الدفن.

تقصير فادح

وطالب والد السباح، بالتحقيق في كل ما وصفه بـ“التقصير الفادح”، وإيقاف بطولة الجمهورية لحين محاسبة المسؤولين، مؤكدًا أن استمرارها رغم وفاة ابنه “إهدار لحقه”. 

كما شدد على ضرورة رد الاعتبار لابنه بعد ما نُشر من ادعاءات عن تناوله منشطات أو خوضه تدريبات زائدة، قائلا: “ابني عمره ما أخد منشطات ولا أحمال زيادة، ده طفل 12 سنة”.

تخليد اسم يوسف

ودعا وزارة الشباب والرياضة لتخليد اسم يوسف تقديرًا لكونه بطل جمهورية لعامين متتاليين، وكان مشروعًا لتمثيل مصر دوليًا، مشيرًا إلى أن أسرته أنفقت جهدًا ومالًا كبيرين على تهيئة ابنها ليصبح بطلًا، بمساعدة فريق عمل كامل من مدربين وأخصائيين.

كما أعرب عن استيائه مما وصفه بـ“الأقوال المغلوطة” الصادرة عن الاتحاد، ومنها تقارير تزعم أن يوسف أغمي عليه أثناء السباق، مؤكدًا أن الفيديوهات تثبت أنه أنهى سباقه كاملًا قبل تعرضه للإغماء، مطالبًا برد اعتبار كامل لنجله والقصاص له.

اقرأ أيضًا:

منتخب فلسطين يسعى لحصد النقطة السادسة بكأس العرب اليوم، اعرف التشكيل

مدرب جزر القمر: منتخب المغرب الأقرب للتتويج بكأس "الأميرة الأفريقية" (حوار)

حذرت من الشائعات، وزارة الرياضة تسلم تقرير واقعة السباح يوسف أحمد للنيابة