الجمعة، 05 ديسمبر 2025

12:48 ص

فتاة "البشعة" تعيد الجدل حول الموروثات بين الحقيقة والدجل

بوسي فتاة البشعة

بوسي فتاة البشعة

تداول مستخدمو مواقع التواصل، في الساعات القليلة الماضية، مقطع فيديو لسيدة تدعى بوسي تتعرض لـ"البشعة"، بسبب اتهام زوجها لها في عرضها، بعد أن أخبره طبيب النساء، أن السيدة حامل منذ شهر، في حين أنها متزوجه قبل 3 أسابيع.

فتاة البشعة

وخلال أقل من 3 أسابيع على زواجها، وجدت بوسي نفسها محاصرة بين تقرير طبي يكشف حملها، وحديدة مشتعلة يجب أن تمر على لسانها لإثبات براءتها، بعد أن أخبرها طبيب النساء أنها حامل منذ شهر، في حين أنها متزوجة قبل 3 أسابيع.

واتهم الزوج زوجته في شرفها، وظن أن الطفل الذي تحمله ليس منه، بل كانت حاملًا فيه من قبل ليلة زفافهما، ما أدى لتصاعد التوتر بين الزوجين لتصل إلى قضية شرف، قضت فيها "البشعة"، بإثبات براءة بوسي وبطلان اتهامات زوجها، وذلك بعد أن تعرضت بوسي للكي في لسانها 3 مرات، ولم تظهر للحروق أثر.

فتاة البشعة

رأي الطب في حمل بوسي

ومن جانبه، أوضح طبيب النساء والتوليد، الدكتور محمد نادي لـ "تليجراف مصر"، أن عمر الحمل يحسب من أول يوم في آخر دورة شهرية إذا كانت منتظمة عند المريضة، وفي حال عدم انتظامها يلجأ الطب إلى عمل سونار في أول 3 أشهر من الحمل، وليس من يوم الزفاف نفسه.

وأكد أن حالات الحمل في أول شهر من الجواز طبيعية، لا سيما وأن أيام التبويض تختلف من سيدة لأخرى، وفي حالة بوسي يرجح نادي أن التبويض حدث في يوم الزفاف أو في الأسبوع الأول من الزواج، ومع ذلك لا يوجد أي طريقة علمية يمكنها تحديد يوم التبويض بشكل فعلي.

وشدد نادي على ضرورة شرح العملية الحسابية لعمر الحمل لكل من الزوج والزوجة بشكل بسيط يلائم المستوى الإدراكي والثقافي للحالة، مراعاة لحساسية الأمر، ولتجنب أي سوء فهم قد يترتب عليه.

وأوضح أن غياب التوضيح الطبي الدقيق لعمر الحمل قد يقود لمشاكل خطيرة، تفتح باب الاتهامات الباطلة التي تمس شرف المرأة وتؤدي إلى نزاعات أسرية حادة قد تتطور في بعض العائلات إلى حد القتل.

ما هي البشعة؟

البشعة هي طقس تقليدي عند بعض القبائل- للحكم ببراءة أو إدانة متهم، يقوم فيه (المبشع) الموكل بالحكم بحمل سيخ من الحديد الساخن يشبه الملعقة العملاقة وطبعه على لسان المتهم، إذا كان كاذبًا في أقواله أحرقت لسانه، وإن كان صادقًا لم تمسسه بسوء وكانت بردًا وسلامًا عليه، بحسب المعتقد.

وينتشر هذا التقليد بين البادية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت العادات والتقاليد، وتعد قبيلة العيادية من أشهر القبائل المصرية التي ينتشر بها هذا التقليد للفصل في نزاعاتهم بعيدًا عن القضاء والمحاكم.

كيف بدأت البشعة؟

لا يوجد تاريخ محدد يجزم كيف بدأ الناس اتخاذ البشعة حكمًا في نزعاتهم، لكنها موروث ثقافي من أجداد الأجداد للأحفاد، ونظرًا لاقتصارها على قبائل محددة في مصر، لا تعد البشعة عادة منتشرة أو معروفة لدى الكثيرين.

البشعة

وبالرغم من كوننا في القرن الحادي والعشرين، حيث الذكاء الاصطناعي والإنترنت والعصر المستنير، ما زال يؤمن البعض بهذه الطرق البدائية للحكم في النزاعات، ما يعد كارثة مجتمعية يجب التصدي لها، وفق ما قالته أستاذة علم الاجتماع، سامية خضر.

البشعة نقطة ضعف مجتمعية يجب مواجهتها

وفي تصريحاتها لـ"تليجراف مصر" أضافت سامية خضر، أن وجود مثل هذه السلوكيات يشير إلى نقطة ضعف مجتمعية يجب مواجهتها، مؤكدة أن المجتمع لا يمكنه أن يبرر أي فعل مؤذ باعتباره عادة أو تقليد.

وأوضحت سامية خضر، أن العادات تحترم فقط عندما تكون عادات إيجابية مثل موائد الرحمن في رمضان.

وأشارت إلى أن هذه العادة هي جانب مرضي في المجتمع لم نتوصل لعلاجه، مؤكدة أنها كارثة على الدولة وعلى الوزارات المعنية.

وشددت على أن الجهل لا يمكن اعتباره سببًا مقبولًا لاستمرار هذه العادات خاصة في عصر الانفتاح الملئ  بالمعرفة، مشيرة إلى أننا في دولة تحكمها قوانين ووزارات ومحاكم ولا يجب أن تترك هذه العادات دون رقيب.

أسلوب متخلف وجب اندثاره

وأكدت أن البشعة لا يمكن أن تكون وسيلة للفصل في النزاعات، بل هي أسلوب "متخلف" يجب أن يندثر في العصر الحالي، ففي وقت يصعد فيه العالم للقمر لا مكان لهذه العادات.

واختتمت أستاذة علم الاجتماع، بضرورة إعادة النظر في هذه المفاهيم المتأخرة الوحشية، مشيرة إلى أننا مقبلون على مرحلة انتخابية وهذه القضية يجب أن تكون على رأس أولويات الدولة.

رأي الافتاء عن البشعة

أما عن رأي الدين، أكدت دار الإفتاء، أن ما يُعرف بـ"البِشْعَة"، لا أصل لها في الشريعة الإسلامية بحالٍ من الأحوال، وأن التعامل بها محرَّم شرعًا؛ لما تنطوي عليه من إيذاء وتعذيب وإضرار بالإنسان، ولما تشتمل عليه من تخمينات باطلة لا تقوم على أي طريق معتبر لإثبات الحقوق أو نفي التهم.

وأضافت الإفتاء، أن الشريعة الإسلامية رسمت طرقًا واضحة وعادلة لإثبات الحقوق ودفع التُّهَم، تقوم على البَيِّنات الشرعية المعتبرة، وفي مقدمتها ما وَرَد في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى، واليَمِينُ على مَن أَنْكَرَ”، وهي قواعد راسخة تَحفظ للناس حقوقهم، وتُقيم ميزان العدل بعيدًا عن الأساليب التي تُعرِّض الإنسان للضرر أو المهانة.

اقرأ أيضًا:

"اتهموها في شرفها وربنا برأها"، أول تعليق من صاحب مقطع فتاة البشعة (خاص)

مفاجأة، بطلة فيديو "فتاة البشعة" صانعة محتوى شهيرة على "تيك توك"

search