السبت، 06 ديسمبر 2025

11:11 م

"جدتنا مريضة زهايمر"، عصابة "حلب الأغنياء" بالدقهلية تستهدف عائلة درويش بـ500 قضية

توقيع إيصال أمانة - أرشيفية

توقيع إيصال أمانة - أرشيفية

انقلبت حياة عشرات العائلات في محافظة الدقهلية رأسًا على عقب، بعد اكتشافهم أنهم ضحايا تشكيل عصابي منظم تخصص في استهداف الأثرياء وميسوري الحال عبر تلفيق قضايا وبلاغات كيدية في محافظات لم يتواجدوا فيها من قبل.

عصابة "إيصالات الأمانة" تستهدف عائلة درويش

والتقت “تليجراف مصر” عددًا من أفراد عائلة "درويش"، إحدى عائلات الدقهلية التي وقعت ضحية لـ"إيصالات الأمانة" المضروبة، واستهدفتها العصابة رغبة في “حلب” مقدراتها من أموال وعقارات، دون معرفة العقل المدبر للعصابة.

وقال أفراد العائلة: “إحنا 4 من عائلة واحدة فوجئنا إن علينا إيصالات أمانة وأحكام بالصدفة، ووصل عدد القضايا ضدنا لـ500 قضية تم رفعها بـ6 محافظات، وجميعها في مركز السنبلاوين وإحنا من المنصورة”.

وأضاف أحدهم: "جدتي لوحدها مرفوع عليها 112 قضية، ودي ست مسنة عندها 79 سنة، ومصابة بالزهايمر، وقدمنا بلاغات واستغثنا بالجهات المختصة ومفيش رد، وعاوزين حد يحمينا من العصابة اللي اخترقت حياتنا كلها دي".

"الفلوس أو الحبس"

لم تكتفِ العصابة بتلفيق القضايا للعائلات ميسورة الحال، بل تابعت خطتها بمرحلة الابتزاز المباشر، وفقًا لرواية أشرف المغاوري أحد الضحايا الذي تحدث لـ"تليجراف مصر" عن تفاصيل ما جرى معه، موضحًا أنه تلقى هو وأشقاؤه ونجله العديد من الاتصالات الهاتفية من شخص مجهول وصفه بأنه “زعيم العصابة”، وأبلغهم برسالة واضحة: "يا تدفعوا حق الشيكات دي فلوس أو عقارات، يا تتحبسوا".

ولم يتردد المتصل في تهديدهم صراحة بأن أي محامٍ سيتقدم للترافع عنهم "سيتعرض للبطش"، في محاولة لبث الرعب في نفوس الضحايا ومنعهم من اللجوء إلى القضاء.

"ضابط مخابرات" يجمع المعلومات

كما أكد أحد الضحايا في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أنه مع تعاون العائلات وبدء البحث عن مصدر الكارثة، وبحسب المستندات وشهادات الضحايا، فإن صبي زعيم العصابة (مساعده) والمُعرّف في بعض البلاغات بـ"ن.أ"، يتنقل بين قرى الدقهلية منتحلًا صفة "ضابط مخابرات" ويجمع معلومات دقيقة عن العائلات الميسورة، من أسماء أفرادها وبياناتهم الشخصية إلى وضعهم المالي وممتلكاتهم.

وبعد ذلك، تبدأ المرحلة التالية، حيث يتم تزوير توقيعات الضحايا على إيصالات أمانة أو شيكات، واستخدام بياناتهم الشخصية لتحرير محاضر ضدهم في دوائر شرطة بعيدة عن محل إقامتهم، ما يصعّب على الضحايا متابعة الأمر ويضاعف من حيرتهم وخوفهم.

نمط موحد ودليل على التخطيط

وما يؤكد الطابع المنظم للإجرام، هو التكرار الموحد في نمط البلاغات، فالمحاضر كلها تحمل القيمة المالية ذاتها (20 ألف جنيه)، وتتبع الأسلوب الوصفي نفسه، وتُحرر في مراكز شرطية تتوزع على 5 محافظات (القاهرة، الجيزة، الغربية، دمياط، والدقهلية)، في إطار استراتيجية واضحة لتعقيد الأمر على الضحايا وتشتيت الجهات الرقابية.

اقرأ أيضًا:
حكم قضائي ضد المتهمين بإكراه محام على توقيع إيصالات أمانة بكفر الشيخ

10 إيصالات.. ضبط سيدة و5 رجال لاحتجازهم شخصا في الوايلي

search