الثلاثاء، 09 ديسمبر 2025

11:55 م

الجوع يأكل أطفال غزة، والمستشفيات تستقبل صغارًا أوزانهم أقل من كيلوجرام

سوء التغذية في غزة

سوء التغذية في غزة

في ظل الهدنة المعلنة منذ أكتوبر الماضي، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن أرقام صادمة تتعلق بأوضاع الأطفال في قطاع غزة، مؤكدة أن الآلاف منهم اضطروا لدخول المرافق الصحية لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد، رغم أن الاتفاق كان يفترض أن يتيح تدفقًا أكبر للمساعدات الإنسانية.

9390 طفل

وقالت المنظمة، وهي الجهة الرئيسية المسؤولة عن علاج حالات سوء التغذية في القطاع، إن 9300 طفل خضعوا لعلاج سوء التغذية الحاد الشديد خلال شهر أكتوبر، تزامنًا مع بدء المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يستهدف وضع حد للحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل وحركة حماس، وفقا لوكالة "رويترز".

وأوضحت اليونيسف أن هذا الرقم أقل من الذروة المسجلة في أغسطس والتي تجاوزت 14 ألف حالة، لكنه يبقى أعلى بكثير من الأعداد التي سُجلت خلال فترة وقف إطلاق النار القصيرة في فبراير ومارس، ما يدل على استمرار نقص المساعدات الواردة إلى القطاع.

قالت المتحدثة باسم اليونيسف، تيس إنجرام، في إفادة صحفية من غزة عبر اتصال مرئي مع الصحفيين في جنيف، إن عدد الأطفال الذين نُقلوا إلى المستشفيات يفوق بخمس مرات ما كان عليه في فبراير، مضيفة: "إنه رقم لا يزال صادمًا للغاية".

الوزن لا يتجاوز كيلوجرامًا

واستعرضت إنجرام جانبًا من زياراتها الميدانية، مشيرة إلى أنها التقت أطفالًا يعانون نقصًا حادًا في الوزن، بعضهم لا يتجاوز وزنه كيلوحرامًا واحدًا، وقالت: "صدورهم الصغيرة تنتفخ من شدة الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة".

ورغم تأكيدها أن اليونيسف أصبحت قادرة على إدخال كميات أكبر من المساعدات مقارنة بما كان قبل اتفاق العاشر من أكتوبر، أشارت إنجرام إلى استمرار عقبات كبيرة تعرقل العملية، من بينها تأخير دخول الشحنات، ورفض بعضها عند المعابر، إضافةً إلى إغلاق طرق وتحديات أمنية متواصلة.

دعوة لفتح المعابر

وقالت: "شهدنا بعض التحسن، لكننا نواصل الدعوة إلى فتح جميع المعابر المتاحة إلى قطاع غزة"، مشددة على أن الإمدادات التجارية أيضًا غير كافية، وأن أسعار اللحوم مثلاً ما زالت مرتفعة بشكل كبير، حيث يصل سعر الكيلوجرام إلى نحو 20 دولارًا.

وأكدت المتحدثة أن أغلب الأسر في القطاع غير قادرة على شراء هذه المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يفسر استمرار ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال.

وكانت هيئة مراقبة الجوع المدعومة من الأمم المتحدة قد ذكرت في تقرير صادر في أغسطس أن نحو نصف مليون شخص (أي ما يعادل ربع سكان غزة)يعيشون في ظروف ترقى إلى مستوى المجاعة.

ومع استمرار الأزمة، حذر الخبراء من أن تأثيرات سوء التغذية على الأطفال قد تترك آثاراً صحية دائمة.

اقرأ أيضًا:

حماس تلوح بتعطيل اتفاق وقف النار: المرحلة الثانية مرهونة بوقف الانتهاكات

search