آخر مشوار للبقال، قرية بالقليوبية تبحث عن فتاة معاقة اختفت قبل 17 يومًا

تمشي بثبات وعلى وجهها ابتسامة عريضة، هكذا ظهرت ندى فرج للمرة الأخيرة في كاميرات المراقبة قبل أن تختفي تمامًا من قريتها البسيطة بمحافظة القليوبية، بعدما خرجت لتشتري علبة جبنة من دكان بقالة قريب من منزلها.

اختفاء شابة من ذوي الإعاقة بقرية الصفا بالقليوبية

عبر عشرات المنشورات على “فيسبوك” ناشد أهالي قرية الصفا التابعة لمركز طوخ المسؤولين بضرورة البحث عن الشابة ندى، بعد اختفائها لـ17 يومًا كاملة بلا أثر، خاصة أنها تعاني إعاقة ذهنية تزيد من حجم الخطورة المفروضة على حياتها.

تواصلت “تليجراف مصر” مع شقيقتها رنا، التي كشفت لحظة اختفاء ندى وانقطاع التواصل معها، حيث قالت: "استيقظنا يومها وذهب كل منا لعمله، فيما بقيت ندى مع زوجة أبي بالمنزل، بعد ساعات من خروجنا طلبت منها زوجة أبي شراء علبة جبنة، خرجت من المنزل ولم تكن تملك إلا ثمن علبة الجبنة فقط، ومرت الساعات ولم تعُد للمنزل، كانت تلك أول مرة تختفي".

أضافت: "لما رجعنا البيت علمنا بغيابها لساعات خرجنا ندور عليها في كل مكان في البلد، لما موصلناش لحاجة لجأنا للسوشيال ميديا ونشرنا عن غيابها".

تتبع خط السير بكاميرات المراقبة

وأوضحت رنا أن شقيقتها ندى مصابة بنسبة من التأخر العقلي، فرغم بلوغها سن الـ17، فإنها تتعامل كالأطفال، استطاعت اجتياز المرحلة الإعدادية، وتستطيع الحديث والنقاش، تعرف اسمها وعنوان منزلها لكنها لا تزال غير مدركة لطبيعة الحياة ولا تستطيع التعامل وحدها دون إعانة من بالغ.

وزادت: "بسبب حالة ندى الخاصة سارعنا لتتبع خط سيرها بواسطة كاميرات المراقبة، اتضح أنها ذهبت لدكان أحد الجيران لتشتري علبة الجبنة، وآخر ظهور لها كان عند موقف السيارات بعدها لا نعلم أين ذهبت، ولا في ماذا كانت تفكر آنذاك".

تابعت: "بعد نشرنا لاختفائها، البعض أوهمنا برؤيتها في محافظة أخرى، وعلمنا أنها كانت طريقة للنصب قبل وصولنا للمكان المتفق عليه، بعدما طلبوا منا مالًا لإمدادنا بباقي المعلومات، تكرر الأمر أكثر من مرة استغل فيها الناس قلقنا عليها، ليحصلوا منا على أموال".

جلسة فضفضة مع صديقتها المقربة

ثاني أيام اختفاء ندى حضرت صديقتها للمنزل وتحدثت مع شقيقتها رنا، أخبرتها أن ندى زارتها قبل يوم اختفائها عصرًا،  وحدثتها عن شعورها بالحزن لخلاف نشب مع شقيقتها، وأنها ضربتها لقاء ذلك، وظلت تبكي لتأثرها بما حدثت، علقت شقيقتها:" لا شيء مما حكته ندى لصديقتها صحيح، والعلاقة بيننا كانت مليئة بالود، كل المنزل يتعامل معها بهدوء وحب، الضرب بعيد عن علاقتنا".

تابعت: "ندى كانت تمتلك هاتفًا، كانت تلعب عليه بعض الألعاب مع شقيقنا الأصغر، لم يكن مزودًا بخط اتصال، فاختفت وهي لا تملك مالًا ولا أي وسيلة اتصال، الخوف الأكبر أنها لا تعي حجم الخطر من العالم الخارجي، شخصيتها اجتماعية ويستطيع أي شخص استدراجها".

محضر شرطة وظهور بمدينة قريبة

وأشارت ندى إلى أن العائلة وصلها اتصال من شخص يدّعي ظهور ندى في مدينة طوخ القريبة من محل سكنهم، فانتقلت العائلة للبحث في المدينة، وتعرف على صورة ندى عامل في أحد محلات المخبوزات، قال إنها اشترت منه الخبز، ودخلت لشارع قريب، وفيه تعرف شخص آخر على الفتاة التي ظنها من طلبة الثانوية العامة الذين يرتادون أحد السناتر التعليمية القريبة.

وأضافت رنا: "لأيام طويلة بحثنا في مدينة طوخ ونشرنا عدد من المنشورات التي تحتوي صورتها، لعل أحدهم يستدل عليها، لكن بلا جدوى، وعدنا لنقطة الصفر مرة أخرى".

وواصلت حديثها: "لم تستطع الجهات المعنية الاستدلال على مكانها حتى الآن رغم مرور 17 يومًا على اختفائها، وحضرت الشرطة أمس إلى القرية وأجرت تحرياتها، وأخذت تفريغ كاميرات المراقبة، ونأمل أن يتدخل المسؤولون لإنقاذ ندى قبل فوات الآوان، وحماية حياتها حتى تعود لنا سالمة".

اقرأ أيضًا:

"قالولي افقدي الأمل"، ضحية اختطاف زوجها لنجلها تكشف سر "الرسائل المجهولة"

الحسناء المشردة، أمن القاهرة يسلم "تقى" لأسرتها بعد 4 أشهر من اختفائها