الإعلام الحكومي بين التقليدي والرقمي.. أيهما ينتصر في مواجهة الشائعات؟
في وقت أصبحت فيه الشائعات تنتشر أسرع من البيانات الرسمية، ومع توسع تأثير السوشيال ميديا على مختلف فئات المجتمع، يظهر سؤال مهم: أي نوع من الإعلام يمتلك القدرة الحقيقية على مواجهة موجات التضليل؟ هل الإعلام التقليدي بموثوقيته، أم الإعلام الرقمي بسرعته وتأثيره اللحظي؟
توجيه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتفعيل المكاتب الإعلامية في الوزارات للرد السريع على الشائعات أعاد هذا السؤال إلى الواجهة، مؤكداً أن معركة الوعي اليوم تحتاج أدوات مختلفة ووتيرة أسرع.
الإعلام التقليدي قيمته ثابتة ومصداقيته راسخة، لكنه لا يمتلك سرعة المواجهة المطلوبة في عصر السوشيال ميديا. لا يمكن إنكار القيمة الكبيرة للإعلام التقليدي في الصحف والإذاعة والتلفزيون، فهو ما يزال مصدراً موثوقاً للعديد من المواطنين، ويتميز بالدقة والتحليل والتوثيق.
لكن إيقاعه بطبيعته بطيء، فعملية النشر تحتاج وقتاً، وجمهوره محدود مقارنة بالفضاء الرقمي، كما أنه لا يمتلك القدرة على الرد اللحظي بينما تنتشر الشائعة خلال دقائق وتصل إلى آلاف وربما ملايين المتابعين.
الإعلام الرقمي.. سرعة تنتصر على اللحظة
على الجانب الآخر، أصبح الإعلام الرقمي اليوم صاحب اليد العليا في التأثير على الرأي العام.
الجمهور لم يعد ينتظر نشرات الأخبار، بل يبحث عن المعلومة السريعة والمباشرة والبصرية.
وهنا تتجلى أهمية الأدوات الحديثة مثل:
- الفيديوهات القصيرة التي تقدم الحقيقة في ثوانٍ قليلة.
- الإنفوجرافيك الذي يبسّط البيانات المعقدة في صورة واضحة وسهلة المشاركة.
- الموشن جرافيك لشرح القرارات والمشروعات بأسلوب جذاب.
- البث المباشر للرد الفوري على الأسئلة والشائعات.
- المنشورات التفاعلية التي تشجع المشاركة وتفتح قنوات تواصل مباشرة مع الجمهور.
هذه الأدوات أصبحت اليوم لغة العصر، ومن لا يستخدمها يظل خطوة خلف الشائعة.
لماذا أصبح الإعلام الرقمي ضرورة حكومية؟
لأن طبيعة الشائعة الحديثة مرئية وسريعة الترويج وتنتشر غالباً من خلال فيديو أو منشور قصير.
لذلك فإن تفعيل المكاتب الإعلامية بأسلوب حديث يعني:
1. الرد السريع قبل تضخم الأخبار الكاذبة.
2. تعزيز الثقة بين المواطن والجهات الحكومية من خلال الشفافية.
3. الوصول إلى الجمهور الأكثر تفاعلًا على المنصات الرقمية.
4. إغلاق الفراغ المعلوماتي الذي تستغله الصفحات المضللة.
معركة الوعي.. من ينتصر؟
الحل لا يقوم على إلغاء الإعلام التقليدي أو التقليل من أهميته، بل على تكامل الأدوار. الإعلام التقليدي يمنح المصداقية، والإعلام الرقمي يمنح السرعة. ومتى اجتمع الاثنان في منظومة واحدة، يصبح الإعلام الحكومي قادراً على حماية وعي المجتمع ومواجهة الشائعات في وقتها.
خلاصة القول:
في عصر السرعة والسوشيال ميديا، يبقى الإعلام الرقمي هو السلاح الأكثر فعالية في الرد على الشائعات، بشرط أن يكون احترافياً، واضحاً، وقادراً على المنافسة في ساحة تتغير كل دقيقة.
ومع توجيهات رئيس الوزراء بتفعيل المكاتب الإعلامية، تمتلك الدولة فرصة حقيقية لبناء إعلام حكومي حديث يجمع بين مصداقية الإعلام التقليدي وسرعة وتأثير الإعلام الرقمي.
الأكثر قراءة
-
بعد نشرها بالجريدة الرسمية، نتائج تصنيف مناطق الإيجار القديم في الإسكندرية
-
لامست موطن عفتها، "دادة" مدرسة خاصة بالسلام متهمة بخدش براءة تلميذة في KG1
-
بـ10 لاعبين، المغرب تهزم سوريا وتتأهل لنصف نهائي كأس العرب
-
بـ"القاضية"، السعودية تهزم فلسطين وتتأهل لنصف نهائي كأس العرب
-
بسبب انفجار ماسورة غاز، إصابة 4 أشخاص في انهيار جزئي لعقار بإمبابة
-
مباريات اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة
-
إنستاباي والمكافآت المغرية.. طريقة نصب جديدة تسرق رصيدك في ثوانٍ
-
النظرة الأخيرة والأذرع المرفوعة بين "شيطنة" محمد صبحي و"ملائكية" البشر
أكثر الكلمات انتشاراً