السبت، 13 ديسمبر 2025

07:53 م

استجابة لطلب أمريكي، إسرائيل توافق على تحمل تكاليف إزالة أنقاض غزة

الركام في غزة

الركام في غزة

قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "يديعون أحرونوت" الإسرائيلية، إن تل أبيب وافقت على إزالة الدمار والركام الهائل في قطاع غزة، وذلك استجابة لطلب أمريكي يقضي بأن تتحمل إسرائيل تكاليف إزالة الأنقاض.

وأفادت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بتحمل نفقات إزالة الدمار الذي لحق بالقطاع خلال العامين الماضيين من القتال، بما في ذلك آثار قصف سلاح الجو الإسرائيلي وعمليات هدم المباني باستخدام جرافات D9.

تكاليف بمئات الملايين

وبحسب مصدر سياسي رفيع، وافقت إسرائيل على هذا الطلب، رغم أن كلفة إزالة الأنقاض وحدها قد تصل إلى مئات الملايين من الشواكل، في حين تُقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بمليارات الدولارات.

ويأتي هذا التطور بعد تصريح رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي قال إن بلاده لن توقّع على شيك إعادة إعمار المناطق التي دمرتها إسرائيل في غزة.

الركام في غزة 

واشنطن تربط إزالة الركام بإعادة الإعمار

وكشفت تقارير عبرية ووسائل إعلام أمريكية، أن إدارة الولايات المتحدة تربط إزالة الأنقاض ببدء عملية إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مع تحديد مدينة رفح كنقطة انطلاق نموذجية لهذه العملية.

وفي المقابل، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن هذه الالتزامات.

أرقام ضخمة لحجم الدمار

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا الأسبوع أن قطاع غزة أصبح مغطى بنحو 68 مليون طن من الركام.

ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المشرف على التخطيط لعمليات إزالة الأنقاض، أن حجم هذا الركام يعادل تقريبًا وزن 186 مبنى بحجم مبنى "إمباير ستيت".

وتُعد إزالة الأنقاض شرطًا أساسيًا لانطلاق عملية إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

أمريكا تمارس ضغوطًا على إسرائيل

وفي الوقت نفسه، تمارس واشنطن ضغوطًا على إسرائيل للانتقال الفوري إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، بينما تصر تل أبيب على عدم المضي قدمًا قبل استعادة جثمان الأسير الإسرائيلي ران جويلي، وفقًا لقناة"روسيا اليوم"

وأفادت تقارير بأن إسرائيل زودت الوسطاء بمعلومات وصور جوية قد تساعد في تحديد مكان الجثمان، مؤكدة تمسكها بعودته وعدم التنازل عن هذا الملف.

موقف البيت الأبيض

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الخميس، إن الجهود لا تزال مستمرة من أجل استعادة جثمان آخر أسير إسرائيلي في غزة.

وأكدت ليفيت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبذل جهودًا مكثفة خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضافت، خلال إفادة صحفية، أن الإعلان عن مجلس السلام الخاص بغزة وتشكيل حكومة التكنوقراط، سيتم في الوقت المناسب، مشددة على أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى ضمان التوصل لسلام دائم في قطاع غزة.

مجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية

وكان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء، أنه سيكشف مطلع عام 2026 عن تشكيل مجلس السلام الخاص بغزة، وهي هيئة ستتولى الإشراف على الحكم وإعادة الإعمار في القطاع.

وفي السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية المقرر نشرها في قطاع غزة.

وبحسب الموقع، أبلغ السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، بأن الإدارة الأمريكية ستتولى قيادة هذه القوة.

نشر القوة الدولية وشكوك إسرائيلية

وتأمل واشنطن في نشر قوة الاستقرار الدولية مطلع عام 2026، على أن تبدأ مهامها من مدينة رفح.

ووفق مصادر أمريكية، أبدت كل من إندونيسيا وأذربيجان استعدادهما للمساهمة بقوات، في حين تفضل دول أخرى تقديم التدريب أو التمويل أو المعدات.

وأعرب نتنياهو، في محادثات خاصة، عن شكوكه في قدرة هذه القوة على تفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس بمفردها، معتبرًا أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى القيام بدور ما.

وبحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين، فإن واشنطن تبدو أكثر اهتمامًا بملف إعادة إعمار غزة مقارنة بمسألة نزع سلاح حماس، وهو ما يثير قلق القيادة الإسرائيلية.
 

اقرأ أيضًا:
"بيرون" يكشر عن أنيابه، قسوة الشتاء تضع ربع مليون نازح في مهب الريح بغزة

search