الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

12:02 ص

"غرقت زي النهادرة قبل 34 عامًا"، سالم إكسبريس مأساة لا تنسى

العبارة سالم اكسبريس

العبارة سالم اكسبريس

34 عامًا، انقضت على غرق العبارة "سالم إكسبريس"، في قاع البحر الأحمر، بعد اصطدامها بالشعاب المرجانية على بعد 30 دقيقة فقط من ميناء سفاجا، ما تسبب في غرقها السريع ووفاة مئات الأرواح، لتظل صور الحادث تثير مشاعر الحزن والأسى لدى أهالي الضحايا.

غرق العبارة سالم إكسبريس

تحولت تلك الذكرى إلى مأساة لن تُنسى، فقد تركت وراءها موقعًا غارقًا يُعتبر اليوم واحدًا من أفضل وجهات الغوص في العالم على حطام السفن الغارقة، والتي تحمل في طياتها العديد من الأسرار والكواليس.

أشد الحوادث البحرية فداحة

في تلك الحادثة المأساوية، فقد 476 راكبًا حياتهم في دقائق، مما جعلها واحدة من أكثر الحوادث البحرية فجيعة في القرن العشرين، وعلى الرغم من ذلك تحولت هذه البقايا إلى مقصد سياحي فريد يعكس القوة المؤلمة للطبيعة وعبقرية الحياة البحرية، وفقًا لتقرير خسائر لويدز البحرية.

وأصبح حطام عبارة “سالم إكسبريس” الموجود في قاع البحر على عمق يتراوح بين 14 و30 مترًا، مغطى بالشعاب المرجانية، وتزينه الكائنات البحرية التي جعلت منه نقطة جذب للغواصين من جميع أنحاء العالم، ونمت على هيكل السفينة الشعاب المرجانية الصلبة والمرنة، ما حولها إلى موطن للعديد من الأسماك الملونة، والسلاحف البحرية، والمحاريات.

تاريخ عبارة سالم إكسبريس 

بُنيت العبارة في في عام 1966، التابعة لشركة سما تورز، إذ تم تشييدها بفرنسا تحت إشراف هيئة التسجيل الفرنسية، وتعد  صاحبة نقل أول فوج من الجيش المصري في حرب تحرير الكويت، فيما صُنفت كارثة الغرق حينها كأسوأ كارثة بحرية في القرن العشرين، وهى من أكبر ثلاث فواجع بحرية مصرية في سجل الحوادث العالمية بحكم عدد الضحايا بعد حادث باترا وحادث السفينة النيلية 10 رمضان، حيث سقط في سالم قرابة 450  ضحية، فيما ضمت الحادثة ضحايا من جنسيات أخرى مثل "سعيد المرسازي" الذي كان ذاهبا لأداء العمرة.

تفاصيل غرق عبارة إكسبريس

وفي أثناء الإبحار بالعبارة التي كان قائدها حسن مورو، وهو ربان أعالي بحار مشهود لة بالكفاءة، أبلغ ميناء سفاجا حوالي الساعة الحادية عشر مساءً بأنه سيدخل منطقة الشمندورات خلال نصف ساعة، وبعد نحو خمس دقائق من الاتصال الأول أبلغ ميناء سفاجا بنفسه في آخر رسالة له أنه يعاني من جنوح السفينة نتيجة اصطدامها بالشعاب المرجانية الموجودة في جنوب الميناء على بعد 16 كم من الميناء وأنه يتعرض للغرق وطلب الإنقاذ والنجدة الفورية، نظرًا لاندفاع الماء داخل السفينة وميلها 14 درجة.

وعلى الرغم من وضوح إشارة الاستغاثة وضرورة التحرك الفوري لإنقاذ الركاب وذلك في الحادية عشر والربع مساءً، إلا أن أولي عمليات الإنقاذ بدأت في الساعة 8 صباح اليوم التالي، أي أن الركاب ظلوا في درجة حرارة مياه تصل إلى 5 درجات مئوية ليلًا، تركوا أكثر من 9 ساعات كاملة معرضين للمياه الباردة والرياح العاتية مع عدم وجود أدوات إنقاذ.

وكان أول اتصال من ميناء سفاجا بمسئول الساعة الثالثة صباحًا، حين تم إيقاظ محافظ البحر الأحمر وإبلاغه بالحادث وقد دفعت القوات البحرية بثلاثة لنشات للإنقاذ، ودفعت القوات الجوية بخمس طائرات من طراز c-130 للقيام بعمليات البحث والإنقاذ، ولم يعثر للسفينة على أثر، ووجد بعض الركاب الناجين الذين تم نقلهم إلى مدينة سفاجا.

الناجية الوحيدة من غرق العبارة

وبالرغم من هذا، فقد نجت ممرضة العبارة والتي تدعى حنان، بعدما ظلت تسبح لمدة 8 ساعات كاملة حتى وصلت إلى الشاطئ، ونجا أحد أفراد الطاقم بعد أن ظل يسبح لمدة 35 ساعة كاملة.

أما  بالنسبه لمالك السفينة سالم عبدالرازق فقد ظهر بعد 6 أيام، وصرح حينها بأن مسئوليته طبقًا للقانون تتمثل في دفع التعويضات المالية لأسر الضحايا لمن يثبت وفاته بعد تمام الإجراءات، وطبقُا لما هو موضح بوثيقة التأمين وهو خمسون ألف جنيه للمتوفى.

اقرأ أيضًا:

33 عاما على غرق "سالم إكسبريس".. أحلام تبددت وحطام تحول لمزار

نشاط بحركة التداول، 66 ألف طن قمح فرنسي تصل لميناء سفاجا

search