الأربعاء، 17 ديسمبر 2025

07:40 م

أزمة صامتة بغرف الطوارئ.. كيف يهدد نقص الدم حياة المرضى ويعطل فرص نجاتهم؟

غرفة طوارئ - أرشيفية

غرفة طوارئ - أرشيفية

في لحظة غير متوقعة، قد يجد أي مواطن نفسه أو أحد أفراد أسرته في حاجة عاجلة إلى كيس دم واحد لإنقاذ حياته، أو عبوة بلازما توقف نزيفًا حادًا، أو صفائح دموية تعيد الأمل لمريض يُصارع المرض.

ورغم التقدم الطبي، يظل الدم العنصر الوحيد الذي لا يمكن تصنيعه في المعامل، ولا يُعوَّض إلا بإنسان يمتد بالعطاء.

مع تزايد الحالات المرضية والحوادث وحالات النزيف، يبرز التبرع بالدم كعمل إنساني أصيل، يجسّد معنى التكافل الاجتماعي، ويحوّل المريض من حالة انتظار إلى فرصة نجاة.

التبرع بالدم ليس مجرد إجراء طبي، بل رسالة حياة يرسلها المتبرع لمن لا يعرفه، لكنه يحتاجها في أكثر لحظاته ضعفًا. وتعتبر بنوك الدم ذات أهمية قصوى، فكم من حياة يمكن إنقاذها بكيس دم واحد.

خطورة نقص أكياس الدم في المستشفيات

حذّرت الدكتورة مي رمضان، طبيبة النساء والتوليد، من خطورة نقص أكياس الدم داخل المستشفيات، مؤكدة أن عدم توافر الدم في الحالات الطارئة قد يؤدي إلى وفاة المريض خلال دقائق.

وقالت في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر" إن المستشفيات تستقبل يوميًا حالات حرجة، مثل مصابي الحوادث دون مرافقيهم، أو النزيف الداخلي، فضلًا عن حالات النزيف بعد الولادة، مشددة على أن غياب الدم في هذه الظروف يعني فقدان فرصة إنقاذ الحياة.

وأضافت أن الطريقة الأساسية لضمان توافر الدم هي التبرع المنتظم، خاصة قبل إجراء العمليات الجراحية غير الطارئة، بحيث يُتاح استخدام أكياس الدم عند الحاجة لأي مريض بنفس الفصيلة.

حالات الطوارئ

أوضحت مي رمضان أن تخصص النساء والتوليد من أكثر التخصصات احتياجًا للدم في الطوارئ، حيث قد تتطلب المريضة أكثر من كيس دم بسبب نزيف إجهاض، أو نزيف بعد الولادة، أو حمل خارج الرحم.

وأكدت أن هذه الحالات لا تحتمل الانتظار، ويجب توافر الدم المناسب فورًا لإجراء التدخل الجراحي. وأضافت أن ذوي المريضة يضطرون أحيانًا للبحث عاجلًا عن أكياس الدم، ما يمثل عبئًا كبيرًا خاصة عند عدم توافر القدرة المادية.

التبرع بالدم في المستشفيات الحكومية

قالت الدكتورة نورا البرجيني، أخصائي الباطنة، إن التبرع بالدم في المستشفيات الحكومية يعد عنصرًا أساسيًا لدعم المنظومة الصحية، ويعكس بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا مقابل ما تقدمه الدولة من خدمات طبية.

وأشارت إلى أهمية الدم في أقسام الأمراض الباطنية، حيث يعتمد العديد من المرضى على نقل الدم أو مشتقاته كجزء من خطة العلاج، مثل مرضى الأنيميا، والفشل الكلوي خلال جلسات الغسيل الكلوي، ومرضى الكبد الذين يحتاجون البلازما لتعويض نقص عوامل التجلط.

كما أوضحت البرجيني أن حالات النزيف الداخلي، ومرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي، وبعض حالات العدوى الشديدة تعتمد بشكل كبير على نقل الدم لتعويض النقص ودعم الجهاز المناعي.

وأكدت أن التبرع المنتظم بالدم يسهم في تلبية هذه الاحتياجات الطبية الحيوية، ويضمن استمرار تقديم الرعاية الصحية، فضلًا عن دوره المباشر في إنقاذ حياة أعداد كبيرة من المرضى.

اقرأ أيضا:

بعد تحقيق "تليجراف مصر" عن إجبار الأهالي على التبرع بالدم، الصحة العالمية ترد وتكشف أرقامًا صادمة

قبل إجراء العملية، شرط "إجباري" خفي يسبق مشرط الجراح في مستشفيات حكومية

search