الأحد، 21 ديسمبر 2025

04:32 م

تسويق على واحدة ونص، إعلان بدل رقص يشعل الجدل بين القانون والأخلاق

صورة تخيلية بالـAI للفيديوهات

صورة تخيلية بالـAI للفيديوهات

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، عددًا من الفيديوهات التي وثقت محلًا متخصصًا في بيع بدلات الرقص النسائية، وعرضها بطريقة سببت حالة واسعة من الغضب، إذ ظهرت النساء في الحملة التسويقية يرتدين القطع ويرقصن بها، رغبة في جذب الجمهور.

الواقعة جاءت بمثابة الصدمة على الجمهور الذي عهد طرقًا أكثر تحفظًا في عرض تلك المنتجات، فكان الأمر مثيرًا للجدل بين المشاهدين الذين رأوا فيه خروجًا عن أخلاقيات المجتمع المعهودة، بينما احتفت فئة أخرى بطريقة التسويق المبتكرة التي اعتمدتها العلامة التجارية.

هل نجح الإعلان في عرض المنتج بطريقة ابتكارية؟

ترى خبيرة التسويق، شيرين بدر، أنه ينبغي اتباع بعض الخطوات قبل اتخاذ خطوة الإعلان عن المنتج، أولها دراسة السوق والشريحة المستهدفة، وهل تحتاج تلك الشريحة هذا المنتج فعليًا أم لا، وعند الوصول للإجابة عن كل تلك التساؤلات، تأتي خطوة القنوات الشرعية لعرض المنتج المستهدف من خلال عدة أدوات منها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابعت بدر لـ"تليجراف مصر" تعليقًا على الفيديوهات، أن العلامة التجارية هدفت بشكل واضح لإثارة الجدل، وهي على علم بمدى الصدى التي ستسببه، موضحة: "العلامة التجارية استهدفت الشريحة التي تريد عرض المنتج عليها، واختارت الطريقة التي اعتبروها مناسبة لعرض منتجهم وكان يمكن أن يلجأوا لتوليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، ولكن لن تحقق ذات الصدى".

وأردفت، أن التساؤل في هذه الحالة يكمن في، هل وصلت العلامة التجارية بتلك الطريقة التسويقية الجدلية لزيادة نسبة مبيعاتهم؟، أم اكتفت بتصدرهم للترند وحديث الناس؟، هنا يكمن مفهوم التسويق الناجح أو الفاشل، حتى وإن كان التسويق في تلك الحالة سلبيًا قد لا يحقق النتائج المرجوة، لكن من يستطيع أن يجزم بنجاح تلك الحملة أو فشلها هو الشخص الذي أطلق الحملة.

وقالت: "لا نستطيع الإشارة لنجاح الحملة أو فشلها من مسافة بعيدة، لكن المؤكد فشل توصيل اسم المنتج والعلامة التجارية للمستهلك، بقدر ما وصلت إليه مادة دسمة قد تثيره، لكن لا تترك لديه تساؤلات أو دوافع لطلب المنتج، فطريقة التسويق المتبعة قد لا تصل بها العلامة النجارية للفئة الواجب عليها استهلاكها".

الحملة الإعلانية يجب أن تراعي أخلاقيات وآداب المجتمع

وأشارت بدر إلى أنه يتوجب أن تبنى كل حملة إعلانية على التوجهات المجتمعية، وتراعي المسموح والمحظور، وتهتم بالقيم الأخلاقية، فكل ذلك يندرج تحت بند دراسة السوق.

جزء من الفيديوهات المنتشرة

هل عرض الإعلان يستوجب المسائلة القانونية للعلامة التجارية؟

اجتاحت حالة من الغضب تعليقات رواد مواقع التواصل فور اطلاعهم على فيديوهات العلامة التجارية، واختيارها لطريقة غير معهودة، تستعرض بها منتجاتها، الأمر الذي اعتبره المعلقون خروجًا عن الآداب العامة للمجتمع.

تعليقات الجمهور
تعليقات الجمهور
تعليقات الجمهور

وبينما تساءل البعض عن احتمالية تعرض العلامة التجارية للمسائلة القانونية، من باب خرقها لمقاييس الآداب العامة في المجتمع، تواصلت “تليجراف مصر” مع المحامي أشرف ناجي، الذي كشف أن تلك الفيديوهات تدخل تحت وجهتي نظر.

وكشف أن الفيديوهات يمكن أن تدخل تحت بند الحرية الشخصية، بمبدأ كل ما هو ليس فيه فعل فاضح فلا يعبر عن جريمة، باعتباره حرية شخصية، وتحته يندرج خانة الإعلان عن المنتجات كالمنتجات الداخلية وغيرها، ولكن بمحاذير محددة وتكون المبالغة هي الرادع فيها.

وتابع: "بالنسبة للفيديوهات قد تكون تحت بند الحرية الشخصية أو عرض المنتجات إلا لو كان فيها بند التجاوز أو المبالغة، هنا تتعرض للمسائلة القانونية، أما فكرة العلامة التجارية التي تلجأ لفتيات لعرض بدل الرقص، قد يدخل ذلك في نطاق التعدي على القيم الأسرية والمجتمعية، عملًا بالمادة 25 من قانون 175 لعام 2018، الخاصة بجرائم تقنية المعلومات، بسبب نشر تلك المواد على منصات التواصل الاجتماعي".

واصل: "كذلك يمكن أن تؤخذ الفيديوهات كتحريض للفتيات على أفعال الفسق، إذا ما احتوت على عامل التشجيع، إضافة لأنه إذا اتضحت نيتهم في إنشاء الحساب بقصد ارتكاب جريمة وهي نشر فيديوهات مخلة أو مثيرة لا تراعي القيم المجتمعية والأخلاقية، وفي حال كانت تلك البدل لا تشتمل على عنصر الحشمة أو تخترق المعايير التي وضعتها وزارة السياحة والآثار، والتي قد تعرض أصحابها للمسائلة القانونية، هنا يكون هناك إثبات على قضية التحريض على الفسق".

اقرأ أيضًا..

بالطو بالنهار وبدلة رقص بالليل، شروق قاسم تشعل السوشيال ميديا وأجرها “صادم”

رقص في الشوارع والنبيذ يقدم بالمطاعم، ماذا حدث في إيران؟

search