رقص في الشوارع والنبيذ يقدم بالمطاعم، ماذا حدث في إيران؟
حفلات شعبية في طهران
شهد الشباب الإيراني تغييرًا جذريًا في العادات والتقاليد الاجتماعية خلال الأشهر الأخيرة، مع ظهور جيل جديد يكسر المحرمات، وانتشرت الحفلات الموسيقية والمهرجانات الشعبية في الشوارع بجميع أنحاء إيران، وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

إيران جديدة
ووفقا للتايمز، فإن جميع الأحياء في إيران تشهد إقامة حفلات موسيقية في الأماكن العامة، بعد أن كانت محظورة حتى في الأماكن الخاصة، وتجد الشباب يرقص ويغني على أنغام فرقة موسيقى الروك الصاخبة، والفتيات بشعر مكشوف يرتدين سراويل الجينز وقمصانا قصيرة الأكمام ويتمايلن في الحفلات الشعبية.
ولا تقتصر الحفلات على طهران، بل تُقام مهرجانات في جميع أنحاء البلاد، سواء في المدن الكبيرة أو الصغيرة، وتجذب حشودًا هائلة.
كما توافد عشرات الأشخاص في أنحاء طهران لحضور أسبوع التصميم، وهو مهرجان يضم أعمالًا فنية ضخمة وملونة، وعروضًا ضوئية، وموسيقى حية في مواقع متعددة.
وفي الشهر الماضي، حوّل مهرجان جاز، والذي استمر خمسة أيام، المقاهي والمعارض الفنية إلى ساحاتٍ للعروض.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه المشاهد التي نسمع عنها لأول مرة ليست في نيويورك أو برلين، إنها طهران، عاصمة إيران، حيث قاد الشباب في الأشهر الأخيرة نهضةً اجتماعيةً.
تحول جذري
وهذا يتناقض بشكل صارخ مع الوضع قبل 5 سنوات فقط، عندما كان من الممكن اعتقال النساء من قبل عربات الشرطة لمجرد إظهار بعض خصلات الشعر، وكانت قوات الأمن تداهم المنازل لتفريق الحفلات المنزلية، وكان الرقص محظورا في الأماكن العامة.
وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي شبابا في وسط طهران يتجمعون حول فرقة موسيقية تعزف في شارع مزدحم.
وقالت دنيا أميري، ناقدة أزياء ومصممة أزياء في طهران، في مقابلة للتايمز، إن "المجتمع يتغير بسرعة هائلة، كأنه تغيّر جذري، فإلى جانب الانفتاح الذي نشهده في مواقع التواصل الاجتماعي، لدينا جيل شاب شجاع يكسر المحرمات"، مضيفة أن جيل الشباب يسعى إلى نيل حرياته الأساسية، ويحصل عليها بمثابرته اللامحدودة.
وفقا للصحيفة، تُصوِّر عشرات مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي ، والمقابلات التي أجريت مع أكثر من عشرين إيرانيًاـ من بينهم فنانون ومصممون وموسيقيون ورجال أعمال وطلاب جامعيون، فضلاً عن علماء اجتماع ومحللين سياسيين ــ بلدًا في خضم تغيير شعبي.

ظاهرة شعبية
وفي يزد، وهي مدينة دينية محافظة، أُقيم حفل غنائي لأغاني بوب من حقبة ما قبل الثورة كانت محظورة في السابق.
واستضافت مدينة كرمان ماراثونًا صحراويًا في أكتوبر، حيث ركض الرجال والنساء جنبًا إلى جنب؛ وأصبحت اليوجا الصباحية والتمارين الجماعية عنصرًا أساسيًا في العديد من الحدائق؛ وأصبح موسيقيو الشوارع، ولا سيما النساء اللواتي يغنين منفردات، من المشاهد الشائعة؛ وظهرت راقصات الهيب هوب في شيراز وأماكن أخرى ؛ وأصبحت حفلات الرقص المرتجلة في المقاهي، مثل هذه في كرج ، ومراكز التسوق مع منسقي الأغاني اتجاهًا متزايدًا.
وفي صحراء قرب أصفهان، تُنظّم شركات السياحة حفلات صاخبة ترقص حول تماثيل ضخمة وحُفر نار على غرار مهرجان "الرجل المحترق" في نيفادا.
وأقام بازار طهران الكبير، المعروف بكونه معقلًا للتقاليد، عرض أزياء تهادت فيه عارضات الأزياء على ممشى السجادة الحمراء، مرتديات معاطف الفرو وشالات الكشمير، وتُقدّم بعض مطاعم طهران النبيذ بهدوء، وتُضيف جرعة من الفودكا إلى طلبات الكوكتيل.
كما وصل المسرح الموسيقي، وهو أمر نادر في إيران بسبب القيود المفروضة على غناء ورقص النساء، أيضا إلى طهران، وعُرضت عروضٌ على طراز برودواي لقصص أوليفر تويست وروبن هود أمام جماهير غفيرة كل ليلة، وفقًا لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت نيويورك تايمز إنه تغيير جذري من جانب جيل جديد من الإيرانيين الذين أصبحوا متصلين بالعالم الخارجي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأقل خوفًا من الاعتقال، ويختبرون الحدود ويستعيدون المساحات العامة من الحكومة الإسلامية، المعروفة منذ فترة طويلة بقيودها الخانقة على التجمعات المختلطة بين الجنسين، والرقص، والغناء، والكحول، والأحداث على النمط الغربي.
وقالت فاطمة حساني، وهي عالمة اجتماع تدرس التطورات الاجتماعية، في مقابلة من طهران، إن الحدود بين الحياة العامة والخاصة أصبحت غير واضحة بشكل متزايد حيث يرفض الشباب أن يعيشوا حياة مزدوجة.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، كان جزء كبير من الثقافة الإيرانية موجودًا في أماكن خاصة: في المنازل والحفلات والأماكن المغلقة، أما اليوم، فتُعاد إنتاج تلك القيم والمشاعر وأنماط الحياة نفسها في المجال العام، كما قالت حساني.
وقد انضمت الحكومة ذاتها إلى هذا الاتجاه، وإن كان بتردد بعض الشيء، وفي سبتمبر الماضي، نظمت سلسلة من الفعاليات الموسيقية المجانية في الهواء الطلق في جميع أنحاء البلاد تحت اسم "حفلات السعادة"، ودعت فيها نخبة من المطربين والفرق الموسيقية لتقديم عروض للجمهور، لترسيخ الروح الوطنية التي تشكلت خلال ردّ البلاد على حرب الاثني عشر يومًا مع إسرائيل في يونيو، كانت هذه الخطوة الأولى من نوعها، إذ عادةً ما تُقيم الحكومة الإيرانية احتفالاتها في المساجد مع إقامة صلوات جماعية، وليس حفلات موسيقى البوب.
صرحت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، لوسائل الإعلام المحلية في سبتمبر: "إن إقامة حفلات موسيقية يشارك فيها ملايين الأشخاص يعزز وحدتنا"، وأضافت أن فعاليات مثل حفلات الشوارع من شأنها أن "تعزز السعادة الجماعية".
غضب المحافظين
وقد أثار الانحراف عن الأحكام الإسلامية حفيظة المحافظين الذين طالبوا القضاء وقوات الأمن بالتحرك، محذرين من أن الثورة الإسلامية ستتلاشى قريبًا بهذه الوتيرة.
وفي بعض الحالات، أقدمت السلطات على إغلاق فعالية، كما في المتجر الذي استضاف عرض الأزياء في البازار، أو إلغاء حفل موسيقي، أو تغريم أحد المنظمين.
الأكثر قراءة
-
القنوات الناقلة لكأس العرب 2025، كيف تشاهد البطولة كاملة مجانًا
-
موعد إعلان نتائج سكن لكل المصريين 7، الصندوق يكشف كيفية الاستعلام
-
بعد انتهاء الحصر، كيفية معرفة تصنيف مناطق الإيجار القديم للمالك والمسـتأجر
-
أنا الدين.. والدين أنا!
-
راحت ضحية الحلق، الأمن يكشف كواليس صادمة في واقعة إنهاء حياة الطفلة أسماء بسوهاج
-
لحظة لن تنسى، لي لي فريد تروي مشاعرها بعد غنائها أمام الرئيس (خاص)
-
لغز طبي مثير، اختفاء ورم سرطاني قاتل من دماغ شابة بنيوزيلندا
-
أسعار تذاكر النقل العام بالقاهرة 2025، أبرز تحديثات المواصلات
أخبار ذات صلة
روسيا تحذر: تصريحات "الناتو" تهدد جهود تسوية الأزمة الأوكرانية
01 ديسمبر 2025 10:08 م
رائد تطوير الفروسية بالمملكة، من هو الأمير عبدالله بن فهد آل سعود؟
02 ديسمبر 2025 03:22 ص
لصياغة دولة جديدة، البرهان : لا تسوية سياسية قبل تفكيك الدعم السريع
01 ديسمبر 2025 06:23 م
وزير الداخلية الفرنسي ينتقد مقترح حظر حجاب القاصرات
01 ديسمبر 2025 04:54 م
سوريا تواصل حملتها الأمنية ضد "داعش" في إدلب وريف دمشق
01 ديسمبر 2025 07:23 م
قتلى وجرحى في هجوم صاروخي روسي على دنيبرو الأوكرانية
01 ديسمبر 2025 05:26 م
أمريكا تحذر العراق من هجوم إسرائيلي.. وتهدد بتوسيع الصراع في لبنان
01 ديسمبر 2025 04:27 م
استعدادًا لما بعد الحرب، شرطة غزة تخضع لتدريبات شاملة في مصر
01 ديسمبر 2025 02:23 م
أكثر الكلمات انتشاراً