الأحد، 21 ديسمبر 2025

11:54 ص

الصين تحوّل الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى عمالة صناعية

روبوتات عاملة بالمصانع

روبوتات عاملة بالمصانع

بدأت عدة مصانع صينية بدمج الروبوتات الشبيهة بالبشر في بيئات صناعية حقيقية، ليس كعروض توضيحية تكنولوجية، بل كجزء دائم من عملية الإنتاج. 

وأدت الاختبارات التجريبية إلى استخدامها في خطوط الإنتاج، مع أهداف واضحة تتمثل في الكفاءة واستبدال المهام البشرية، وفقًا لصحيفة “لا راثون” الإسبانية.

وتُشير هذه الخطوة إلى تحول في مجال الأتمتة، فلم تعد الروبوتات مقتصرة على مهمة محددة، بل بدأت تضطلع بوظائف أكثر عمومية.

من أبرز الأمثلة على ذلك شركة "كاتل " (CATL)، أكبر مصنّع لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، والتي بدأت بنشر الروبوتات الشبيهة بالبشر على نطاق واسع في مصنعها بمدينة تشونجتشو، بمقاطعة خنان الصينية، وقد وصفت الشركة هذا الاستخدام بأنه الأول من نوعه على نطاق صناعي واسع.

وتقوم الروبوتات، التي طورتها شركة Spirit AI الصينية الناشئة، بالفعل بأداء مهام معقدة على خط تجميع البطاريات، مثل توصيل المقابس عالية الجهد، وهي عملية كانت تتم حتى الآن يدويًا وتعتبر خطرًا على سلامة العمال البشريين.

الروبوتات التي تعمل كمشغلين

تم تجهيز الروبوتات البشرية "شياومو" بنظام ذكاء اصطناعي متكامل يجمع بين الرؤية واللغة والحركة، مما يُمكّنها من رصد التغيرات في بيئتها وتعديل حركاتها في الوقت الفعلي.

ووفقًا لشركة CATL، فقد حققت هذه الروبوتات نسبة نجاح بلغت 99% في مهام الاتصال، ويمكنها التعامل مع عبء عمل يومي يصل إلى ثلاثة أضعاف عبء عمل المشغل البشري ، وذلك بشكل متواصل.

بخلاف الروبوتات الصناعية التقليدية المصممة لوظائف محددة وبيئات محدودة، صُممت هذه الأنظمة للعمل في المصانع المصممة للبشر . فهي قادرة على التنقل في أرجاء المصنع، والتعامل مع الأدوات الموجودة، والتكيف مع تغيرات العمليات دون الحاجة إلى إعادة تصميم خط الإنتاج.

لا يقتصر الاهتمام بالروبوتات الشبيهة بالبشر على شركة CATL فقط، فقد بدأت العديد من شركات صناعة السيارات الصينية استثمارات مباشرة في هذا النوع من التكنولوجيا لتعزيز مكانتها في سلسلة توريد السيارات الكهربائية العالمية.

وأعلنت مجموعة شانجان للسيارات المملوكة للدولة مؤخرًا عن استحواذها على حصة 50% في شركة روبوتات بشرية وتخطط للكشف عن نماذجها الأولية بدءاً من عام 2026. 

كما كشفت شركة إكس بينج ، وهي شركة صينية رئيسية أخرى لتصنيع السيارات الكهربائية، عن روبوتها البشري الخاص وتهدف إلى إنتاج ما يصل إلى مليون وحدة بحلول عام 2030 .

وقامت شركات أخرى، مثل UBTech Robotics أو AgiBot ، باختبار أو الموافقة على نشر العشرات من الروبوتات في مصانع السيارات والمكونات، مما يشير إلى اعتماد تدريجي يتجاوز المشاريع التجريبية المعزولة.

إن سرعة دمج هذه الروبوتات تحوّل الصين إلى مختبر صناعي للأتمتة، فالبلاد تجمع بين قدرة تصنيعية هائلة، ودعم مؤسسي للروبوتات، وشبكة من المصانع الكبيرة المستعدة لخوض المخاطر التكنولوجية.

وأشارت شركة CATL إلى أنها ستواصل زيادة مستوى الأتمتة وتعزيز استخدام ما تسميه " الذكاء الاصطناعي المدمج"، وهو عبارة عن أنظمة ذكية مدمجة في أجسام مادية قادرة على التفاعل مباشرة مع بيئة الإنتاج.

وبعيداً عن الكفاءة، يثير هذا الانتشار تساؤلات جوهرية حول العمل، فمن خلال توليها مهاماً بشرية تقليدية، تُطمس هذه الروبوتات الخط الفاصل بين الأتمتة والعمل، وتثير تساؤلات حول تأثيرها على التوظيف والتدريب وتنظيم المصانع.

اقرأ أيضًا..

"رومانسية AI"، افتتاح أول مقهى مواعدة بالذكاء الاصطناعي في العالم

search