الجمعة، 26 ديسمبر 2025

11:27 م

تأثير السكر الخفي على نظامك الغذائي اليومي

سكر

سكر

عندما نرى ملصقات مثل "خالٍ من..."، أو "منخفض في..."، فهذا لا يعني بالضرورة أن الطعام مناسب لنظام غذائي متوازن، فغالباً ما يحتوي على مكونات تحل محل السكر أو الدهون بطرق غير واضحة، وأحياناً ضارة، خاصةً لمرضى السكري أو لمن يحاولون التحكم في استهلاكهم للكربوهيدرات.

مكونات أخرى ذات تأثير مماثل

في محاولة لتعزيز الإعلانات، تختفي كلمة "السكر" من بعض المنتجات، ومع ذلك، يتم استبدالها في كثير من الأحيان بمكونات أخرى لها تأثير مماثل أو أكبر على نسبة السكر في الدم، مثل شراب الجلوكوز، والمالتوديكسترين، والسكروز، والفركتوز، والدبس، أو السكر البني .

أما السكر البني، الذي يُعرف بفوائده الصحية، فلا يُبرر استهلاكه بناءً على هذه الفوائد الغذائية، إذ قد يحتوي على آثار ضئيلة من معادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والمغنيسيوم. 

ويرفع كل من السكر الأبيض والبني مستويات السكر في الدم بشكل متقارب، وكلاهما من السكريات البسيطة التي قد يُساهم الإفراط في تناولها في الإصابة ببعض الأمراض، وفقا لتقرير صحيفة لا راثون الإسبانية.

السكر المخفي 

لا يوجد السكر فقط في الحلويات أو المعجنات أو المشروبات السكرية، حيث يكون وجوده واضحًا جدًا، ولكنه يوجد أيضًا في منتجات أخرى تحتوي على سكريات مخفية والتي يتم تصنيفها أحيانًا على أنها "صحية".

على سبيل المثال، تحتوي بعض الحبوب والصلصات ( ملعقة كبيرة من الكاتشب تحتوي على ملعقة صغيرة من السكر )؛ والخبز والمخبوزات الصناعية، التي يُضاف إليها السكر لتحسين قوامها ونكهتها؛ وألواح الحبوب ووجبات الطاقة الخفيفة، التي تُعتبر صحية للغاية وغالبًا ما تحتوي على العسل أو شراب الأرز ؛ وبالطبع، العصائر والمشروبات الرياضية، التي يُعد السكر مكونها الرئيسي، كما نجد السكريات المضافة في الزبادي والحليب المنكّه.

في هذه الحالات، يخلق الإعلان شعوراً زائفاً بالأمان لدى المستهلكين، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا ينبغي أن يستهلك الشخص البالغ أكثر من 10% من سعراته الحرارية اليومية من السكريات الحرة، مع أن النسبة المثالية هي أقل من 5%، ومع ذلك، يتجاوز الكثيرون هذه النسبة دون أن يدركوا ذلك.

إن معرفة مكان وجود هذا المكون الخفي تساعدنا على تجنب حالات مثل السمنة، والأمراض الأيضية كالسكري من النوع الثاني، والالتهابات المزمنة التي قد تساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما أنها تساعد على تقليل احتمالية اختلال توازن الطاقة، أي الارتفاعات والانخفاضات الحادة في مستوى السكر في الدم التي تسبب التعب وانخفاض سكر الدم. وتمنع أيضاً التأثير السلبي للسكريات على صحة الأسنان، مثل تسوس الأسنان.

لكن إذا لم نتمكن من الوثوق تمامًا بملصقات الأطعمة، فكيف لنا أن نقلل السكر في نظامنا الغذائي بسهولة؟ 

الأمر بسيط، يكفي استخدام الأطعمة الطازجة والمعالجة بأقل قدر ممكن، اختر المشروبات الخالية من السكر المضاف، أو اشرب الماء أو الشاي غير المحلى.

لكن هذا لا يعني التخلي عن متعة تناول الطعام، بل يعني إعادة اكتشاف النكهات الحقيقية للطعام، تلك التي يبدو أنها قد نُسيت. 

ولا يتطلب الأمر تغييراً جذرياً ، بل تقليل كمية السكر المضاف تدريجياً حتى تعتاد على تناول الطعام بدونه.

في حالة الأطفال، يُنصح بتعويدهم على عدم الاعتماد على هذا المكون منذ البداية، ولكن على الاستمتاع بالنكهة الأصلية لما يأكلونه.

ينبغي أن يكون الماء هو المشروب المفضل دائمًا. يجب تحضير الوجبات المنزلية بمكونات طازجة غير معالجة.

يُنصح بتناول الفواكه والخضراوات، وخاصة تلك التي تحتوي على نسبة سكر منخفضة، مثل الأفوكادو والتوت البري والتوت الأزرق والبطيخ والكيوي. في المقابل، هناك فواكه ذات نسبة سكر أعلى، مثل العنب والموز والمانجو، وخاصة الفواكه المجففة كالتمر والزبيب، حيث يكون تركيز السكر فيها أعلى.

ينبغي عليك تجنب الأطعمة المصنعة أو المطبوخة مسبقاً، والمعجنات الصناعية، والآيس كريم التجاري، وكريمة الشوكولاتة أو المربى، والعصائر المعلبة، والمشروبات الرياضية.

وختم التقرير بقوله: شجعوا على اتباع نظام غذائي طبيعي قدر الإمكان، وتناول الأطعمة الطازجة من مصادر محلية، وإعداد وصفات متوازنة في المنزل؛ وتجنبوا تأثيرات الإعلانات والوعود الكاذبة التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي قدر الإمكان، وكونوا واعين لما نختاره.

إنّ التثقيف الغذائي الجيد يساعدنا على التمييز بين الأطعمة المختلفة، ويمكننا الاعتماد على مساعدة المختصين عند الحاجة، فالغذاء الصحي هو ما يحمي أجسامنا على أفضل وجه عند تخصيصه وفقًا لاحتياجاتنا. ولا ننسى أن الغذاء هو الأداة الأساسية للصحة العامة.
 

أخبار متعلقة

search