الخميس، 25 ديسمبر 2025

07:47 م

"راية القابضة" تتخلى عن "راية فودز" بصفقة بيع، ما علاقة إسرائيل؟

سركة راية فودز

سركة راية فودز

أعلنت شركة راية القابضة للاستثمارات المالية موافقتها على التخلي عن كامل وحدتها التابعة "راية فودز" المتخصصة في تصدير الفواكه والخضراوات المجمدة، التي تورطت في وقت سابق في تصدير منتجاتها الغذائية للجيش الإسرائيلي.

بيع راية فودز

وقالت شركة راية القابضة في بيان، أن مجلس إدارتها وافق من حيث المبدأ على بيع حصة تمثل 100% من إجمالي رأسمال وحدتها التابعة "راية فودز" لصالح شركة “هيليوس إنفيستمينت”، ضمن خطة لإدارة المحفظة المالية وتعظيم العائد.

ولإتمام الصفقة من المقرر عقد جمعية عمومية غير عادية في موعد لم يحدد بعد، للموافقة على الصفقة على أن تصدر الموافقة النهائية بعد دراسة القيمة العادلة من قبل مستشار مالي مستقل واعتمادها من مراقب حسابات الشركة، مع خضوع إتمام الصفقة لكافة الشروط والموافقات المعتادة.

وفي الوقت الذي حققت أرباح الشركة التابعة “راية فودز” زيادة بنسبة 51% خلال العام الماضي، وسط تورطها في عمليات التصدير لإسرائيل، وحققت نموا بنسبة 36.3% في الصادرات خلال أول 9 أشهر من 2025 لتصبح المُصدر الأول للفراولة المجمدة في مصر. وبررت الشركة الأم خطواتها للتخلي عن "راية فودز" بأنها ضمن نهج استثماري منضبط تتبعه الشركة منذ أكثر من 26 عامًا.

الشركة القابضة التي تحولت إلى الربحية بقيمة 317.208 مليون جنيه، خلال التسعة أشهر الأولى من 2025، مقابل 249.250 مليون جنيه خسائر بالفترة المناظرة، أوضحت أن نهجها يقوم على تأسيس الشركات وتنميتها وتوسيع أعمالها، ثم التخارج منها عند تحقيق الأهداف الاستثمارية، بما يسمح بإعادة توجيه رأس المال نحو فرص نمو جديدة تتماشى مع رؤيتها طويلة الأجل، مع الحفاظ على أعلى معايير الشفافية والحوكمة باعتبارها شركة مدرجة في البورصة المصرية.

وكانت الشركة تخارجت من شركات مثل "إي فاينانس" و"فوري" و"راية تيليكوم" و"راميدا" و"بريق"، وفقًا للبيان الرسمي.

أزمة راية فودز والتصدير لإسرائيل

وفي بداية العام الجاري، وفقًا لبيانات رسمية حكومية ظهر اسم "راية فودز" ضمن الشركات التي تصدر منتجاتها للسوق الإسرائيلي في قطاعات متنوعة تشمل الصناعات الغذائية والأغذية المجمدة، ما آثار جدلًا واسعًا وفتح تساؤلات عديدة خاصة في ظل دعوات مقاطعة المنتجات الأجنبية التابعة لشركات تدعم إسرائيل. 

وفي تبريرها لعمليات تصدير منتجاتها إلى إسرائيل، قالت "راية فودز" عام 2023، أنها تتعاقد مع موردين ووسطاء في دول مختلفة حول العالم، يقومون بدورهم بتوزيع المنتجات في أسواق متعددة من خلال تعاقدات منفصلة، دون تدخل مباشر من الشركة في تحديد وجهات البيع النهائية أو تصميم العبوات ولغة الكتابة عليها، وفقاً للأعراف التجارية الدولية. 

وفي البيان الذي أصدرته الشركة عن مصدر داخلها دون كشف هويته، أكدت حينها التزامها بعدم المساس بالقضايا الوطنية والعربية، مضيفة أنها تعاقدت منذ فترة طويلة مع وسيط سويدي لتوزيع منتجاتها دون تحديد وجهات بعينها، وأن آخر شحنة تم بيعها لهذا الوسيط كانت في مايو 2023. 

وفي السياق ذاته، صرح مدحت خليل، رئيس مجلس إدارة "راية القابضة" آنذاك، لـ"تليجراف مصر"، بأن الشركة لا تتواصل بشكل مباشر مع إسرائيل أو أي من ممثليها، وأن أي عمليات تصدير محتملة قد تكون تمت عبر طرف وسيط دون علم الإدارة التشغيلية.

جاذبية "قطاع الأغذية" بالبورصة

أوضحت خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، أن من بين الأسباب الرئيسية للصفقة هو جاذبية أسهم شركات الأغذية والمشروبات المطروحة في البورصة المصرية، فهذا القطاع يعد من أكثر القطاعات الجاذبة للسيولة.

أوضحت "رمسيس" لـ"تليجراف مصر"، أن أسهم شركات الأغذية تتداول عند مستويات سعرية تنافسية ومنخفضة، ما يجعلها مغرية للشراء، وطبيعة هذه المنتجات ترتبط بالأمن الغذائي والاحتياجات الأساسية للمواطنين، حيث لا تشهد معدلات الاستهلاك أي تراجع، بل هي في زيادة مستمرة.

وأرجعت الخبيرة زيادة المبيعات إلى الكثافة السكانية المرتفعة، ووجود أعداد كبيرة من المقيمين في مصر، بالإضافة إلى المواسم الدورية مثل "شهر رمضان" ودخول المدارس، والتي تتضاعف فيها القوى الشرائية، مما ينعكس مباشرة على إيرادات هذه الشركات وقابليتها لتوزيع الأرباح.

وفيما يخص الهيكل المالي، أكدت “رمسيس”، أن شركات الأغذية تمتلك أصولاً قوية وقيمة، وتتميز بانخفاض تكاليف الإنتاج اعتمادًا على الحاصلات الزراعية المحلية، وهذه الشركات تجيد إدارة ملف التمويل، حيث تعتمد على الاقتراض البنكي لتشغيل عجلة الإنتاج، وتنجح في تحقيق عوائد مرتفعة تغطي تكلفة الدين وتفيض كأرباح للمساهمين.

وحول تأثير الجدل المثار بشأن تعامل بعض الشركات، مثل راية، بالتصدير إلى إسرائيل، وتأثير ذلك على السهم، قللت "رمسيس" من تأثير العوامل السياسية أو دعوات المقاطعة على أداء السهم في البورصة.

وأكدت أن عميل البورصة يختلف عن المواطن العادي، حيث يبحث المستثمر في المقام الأول عن مصلحته المالية ومكاسبه الخاصة، مشيرة إلى أن هناك تعاملات اقتصادية رسمية قائمة (مثل قطاع الغاز)، وأن المستثمر يركز على لغة الأرقام والأرباح بعيدًا عن العواطف السياسية.

اقرأ أيضًا:

رئيس "راية " عن التصدير لإسرائيل: “معرفش حاجة”

من يملك "راية" المتهمة بالتطبيع مع إسرائيل؟

"راية فودز" عن التصدير لـ إسرائيل: “طرف وسيط”

search