السبت، 27 ديسمبر 2025

01:56 م

شق الصف يخدم المتربصين، السعودية تتوجه بطلب عاجل لـ"الانتقالي الجنوبي" باليمن

وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان

وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان

في ظل تصاعد التوترات الأمنية بمحافظتي حضرموت والمهرة جنوبي اليمن، وجه وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، اليوم السبت، دعوة مباشرة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي للاستجابة لجهود الوساطة السعودية الإماراتية الرامية إلى خفض التصعيد وسحب القوات من المعسكرات في المحافظتين، بما يسهم في تعزيز الاستقرار وتفادي مزيد من الانقسام.

وأكد بن سلمان، في بيان نشره عبر منصة "إكس"، أن عددًا من المكونات والقيادات الجنوبية أصبحت تدرك حجم التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن في المرحلة الراهنة، محذرًا من منح الفرصة للمتربصين لتحقيق أهدافهم في اليمن والمنطقة.

وشدد وزير الدفاع السعودي على أن القضية الجنوبية يجب أن تُعالج عبر التوافق والوفاء بالالتزامات وبناء الثقة بين جميع أبناء اليمن، وليس من خلال ما وصفه بالمغامرات التي قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام.

شق الصف الداخلي

وأشار الأمير خالد بن سلمان إلى أن الأحداث التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة منذ مطلع ديسمبر 2025 أسهمت في شق الصف الداخلي في مواجهة العدو، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المملكة لن تغفل القضية الجنوبية، وستظل حاضرة في أي حل سياسي شامل.

كما لفت إلى أن السعودية تعاملت مع القضية الجنوبية على الدوام باعتبارها قضية سياسية عادلة لا يمكن تجاهلها أو استغلالها في صراعات لا تخدم جوهرها.

الوساطة السعودية الإماراتية

وأوضح وزير الدفاع السعودي أن بلاده، واستجابةً لطلب الشرعية اليمنية، قادت جهودًا كبيرة عبر تحالف دعم الشرعية في إطار عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، بهدف استعادة سيطرة الدولة اليمنية على كامل أراضيها، مشيرًا إلى أن تحرير المحافظات الجنوبية كان عنصرًا محوريًا في هذه الجهود.

وأشار إلى أن المملكة جمعت كافة المكونات اليمنية في مؤتمر الرياض لوضع مسار واضح للحل السياسي الشامل، بما يشمل معالجة القضية الجنوبية، مؤكدًا أن اتفاق الرياض ضمن مشاركة الجنوبيين في السلطة، وفتح الطريق أمام حل عادل لقضيتهم عبر الحوار دون استخدام القوة.

ودعا بن سلمان المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة، والاستجابة لجهود الوساطة السعودية الإماراتية من خلال إنهاء التصعيد، وسحب القوات من المعسكرات في حضرموت والمهرة، وتسليمها سلميًا لقوات درع الوطن والسلطات المحلية.

دعم سعودي سياسي واقتصادي وإنساني

وأشار وزير الدفاع إلى أن المملكة باركت قرار نقل السلطة الذي أتاح للجنوبيين حضورًا فاعلاً في مؤسسات الدولة، ورسّخ مبدأ الشراكة بدلاً من الإقصاء أو فرض الأمر الواقع بالقوة.

وأضاف أن السعودية قدمت دعمًا اقتصاديًا ومشاريع ومبادرات تنموية وإنسانية أسهمت في التخفيف من معاناة الشعب اليمني، وتعزيز صموده في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وأكد بن سلمان أن المملكة وأشقاءها في التحالف قدموا تضحيات بشرية ومادية إلى جانب اليمنيين لتحرير عدن ومحافظات أخرى، مشددًا على أن الهدف من هذه التضحيات كان استعادة الدولة والأرض، وليس فتح الباب أمام صراعات جديدة.

وأشار إلى أن التصعيد الأخير منذ ديسمبر 2025 في حضرموت والمهرة أدى إلى إهدار تلك التضحيات، وألحق ضررًا بالقضية الجنوبية العادلة، وشتّت الجهود في مواجهة العدو.

تحالف دعم الشرعية: حماية المدنيين أولوية

في سياق متصل، شدد تحالف دعم الشرعية في اليمن، في وقت سابق السبت، على أن أي تحركات عسكرية مخالفة لجهود خفض التصعيد سيتم التعامل معها بهدف حماية المدنيين.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، إن هذه الإجراءات جاءت استجابةً لطلب من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، لحماية المدنيين في محافظة حضرموت، نتيجة انتهاكات إنسانية جسيمة منسوبة لعناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأوضح المالكي أن التحالف يواصل جهوده المشتركة مع السعودية والإمارات لخفض التصعيد، وخروج قوات الانتقالي من المعسكرات وتسليمها لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من أداء مهامها.

وأكد أن أي تحركات عسكرية تعرقل هذه الجهود سيتم التعامل معها مباشرة، حفاظًا على أرواح المدنيين وضمان نجاح الوساطة السعودية الإماراتية.

غارات واشتباكات في حضرموت

وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أن السعودية قصفت مواقع تابعة له في حضرموت يوم الجمعة، بعد مطالبتها له بسحب قواته من المناطق التي سيطر عليها.

وأفادت مصادر محلية في حضرموت بسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات المجلس الانتقالي، إثر اشتباكات مع قوات حلف قبائل حضرموت في منطقة عيص خرد بهضبة حضرموت التابعة لمديرية الشحر، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (DW).

وكان المجلس الانتقالي قد وسّع نفوذه مطلع ديسمبر، معلنًا سيطرته على مساحات واسعة قال إنها تمثل أكثر مناطق اليمن الجنوبي، ما أثار مخاوف من تصاعد التوتر مع فصائل حكومية أخرى، واحتمال سعيه لإحياء دولة اليمن الجنوبي السابقة.

وأثار هذا التمدد حفيظة السعودية التي طالبت المجلس بسحب قواته فورًا من حضرموت والمهرة، معتبرة أن تصرفه الأحادي أدى إلى تصعيد غير مبرر أضر بمصالح الشعب اليمني والقضية الجنوبية، وهدد تماسك التحالف الذي يواجه الحوثيين المدعومين من إيران.

موقف مصري داعم لوحدة اليمن

من جهتها، أعلنت مصر، يوم الجمعة، متابعتها بقلق للتطورات في اليمن، معربة عن تقديرها للجهود المبذولة لخفض التصعيد ومنع تفاقم الأوضاع، بما ينعكس إيجابًا على أمن واستقرار المنطقة، مؤكدة دعمها لوحدة وسيادة اليمن.

اقرأ أيضًا:
لجان شعبية لتأمين حضرموت من فوضى التصعيد القبلي جنوب اليمن

"اليمن السعيد" يواجه التفتيت، لماذا تدعم مصر الشرعية اليمنية منذ بداية الأزمة؟

search