الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

05:49 م

القصة المأساوية لـ لومومبا، قتلوه وأذابوا جثته وتجلت ذكراه بأمم أفريقيا

مشجع الكونغو

مشجع الكونغو

شهدت مباراة الكونغو والسنغال في كأس أمم إفريقيا موقفًا مؤثرًا ومليئًا بالرمزية من مشجع كونغولي، وقف طوال المباراة صامتًا وظن الجميع أنه تمثال حتى تحركت يده.

هذا الوقوف الصامت كان بمثابة تكريم مباشر لشخصية تاريخية قاومت الاستعمار وسعت لتحقيق الحرية والسيادة الوطنية لشعبها، رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي واجهتها.

قرر المشجع تكريم  باتريس لومومبا، أول رئيس وزراء منتخب في الكونغو، في مشهد أثار دهشة الجميع داخل وخارج ملعب المباراة في البطولة التي تقام بالمغرب.

من هو  باتريس لومومبا؟

ولد باتريس لومومبا في 2 يوليو 1925، ونشأ في ظروف صعبة تحت الحكم الاستعماري البلجيكي. أصبح شخصية بارزة في النضال من أجل استقلال الكونغو، حيث لعب دورًا أساسيًا في قيادة البلاد نحو الاستقلال عام 1960 بعد عقود من الاستغلال الاستعماري. 

بمجرد حصول الكونغو على الاستقلال، شكل لومومبا حكومة وطنية تضم قوى متنوعة، بهدف تحقيق الحرية والسيادة الوطنية، كما تدخل خلال الاحتفال بيوم الاستقلال لمنع خطاب رئيس الوزراء البلجيكي، ما أثار أزمة دبلوماسية مع ملك بلجيكا وأكسبه شعبية كبيرة داخل بلاده.

القصة المأساوية لـ لومومبا

رغم تعاطف الشعب معه، تعرض لومومبا لمؤامرات سياسية داخلية وعزل من منصبه، مما دفعه للبحث عن طرق للنجاة من الملاحقة، لكنه اعتقل على يد قوات كونغولية وسط تدخلات سياسية دولية معقدة. 

وفي 17 يناير 1961 أعدم لومومبا رمياً بالرصاص على يد جنود كونغوليين بحضور مسؤولين بلجيكيين، وبعد الإعدام تم تقطيع جثته وإذابتها في حمض الكبريتيك بطريقة وحشية لتصبح تضحياته رمزًا للتضحية الكبرى من أجل الحرية.

لاحقًا اعترف ضابط بلجيكي بأنه احتفظ بأسنان لومومبا كتذكار للقسوة التي واجهها، ما أضاف بعدًا مأساويًا لإرثه.

وقوف المشجع الصامت في مباراة كأس أمم إفريقيا يذكر العالم بشجاعة لومومبا وتضحياته، ويؤكد أن إرثه في الدفاع عن الاستقلال والكرامة الوطنية ما زال حيًا في ذاكرة الكونغوليين وجمهور إفريقيا والعالم، مما يجعل قصته نموذجًا خالدًا للتضحية والفداء في سبيل الحرية.

اقرأ أيضا:

مواعيد مباريات اليوم الأريعاء 31-12-2025 والقنوات الناقلة

search