الجمعة، 08 أغسطس 2025

01:36 م

رمضان 2024 حول العالم.. حكاية مسجد قرطبة وتحوله إلى كاتدرائية

مسجد قرطبة

مسجد قرطبة

آلاء مباشر

A .A

مسجد عملاق استمر بناؤه لقرنين من الزمان بدأ عام 168 هجرية الموافق 784 ميلادية وانتهى 377 هجرية الموافق 987 ميلادية، ويعد أشهر مسجد بالأندلس، وكان ثاني أكبر مسجد بالعالم وقت وجوده، وتحول من مسجد عملاق إلى كاتدرائية، هذا هو مسجد قرطبة أشهر معلم ديني حول العالم.

ودائمًا ما يبحث المسلمون عن تاريخ المساجد حول العالم في شهر رمضان المبارك وتاريخها، لذلك يقدم “تليجراف مصر” حكاية تحول مسجد قرطبة إلى كاتدرائية.

مسجد قرطبة

مسجد قرطبة من أهم المشيدات العمرانية في الأندلس، ويسميه الإسبان المسجد الجامع، يقع فوق بقعة صخرية تقع جنوبي غربي المدينة على مقربة من القنطرة العربية القديمة على نهر الوادي الكبير، وتحيط به الدروب الضيقة من جوانبه الأربعة.

له مكانة مرموقة ومميزة في تاريخ الفن الإسلامي تقارب ما للمسجد الأموي الكبير في دمشق، وهو كما يصفه أحد المؤرخين "اللحظة الأولى للقاء الغرب بالإسلام، وهو واحد من أعظم الروائع في العالم".

شكل مسجد قرطبة

يتكون مسجد قرطبة من الحرم والصحن والمئذنة ويبلغ بعداه 180*135 مترًا، وتبلغ مساحته 24300 متر مربع، ويُدخل إلى الصحن المكشوف الواقع إلى جهة الشمال من أحد أبواب المسجد التسعة عشر وكلها من البرونز ويطلق على الصحن باحة البرتقال أو فناء النارنج.

تعد مئذنة مسجد قرطبة من عجائب الدنيا، حيث يبلغ ارتفاعها نحو 23.5مترًا، أما بشأن الجدران فهي سميكة مشيدة من الحجارة.

وبالنظر إلى محراب الجامع، فهو تحفة متميزة ذات تجويف سباعي الأضلاع مطلي بالذهب ومزين بالفسيفساء من الميناء المزجج ومزخرف بقطع من الرخام، وبنقوش من الذهب على أرضية زرقاء وقرمزية وعلى قاعدة عمودي المحراب نجد كتابات بالخط الكوفي بماء الذهب خلفة باللون الأحمر، نصه: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ".

 صحن النارنج

أما بشأن صحن المسجد، فهو محاط بسور تتخلله 7 أبواب، وفي جهته الشمالية توجد المئذنة، بنيت في جزء منه كاتدرائية يؤمها المسيحيون للعبادة، أما المسجد الكبير ويحمله أكثر من 800 عمود فأصبح متحف يزوره السياح. وقد زرع الناس أشجار النارنج، وأشجار الليمون فيه، ولهذا يسمى صحن النارنج.

تحول قرطبة من مسجد إلى كنيسة

شهد هذا المبنى عدد من التحولات الغريبة، فكان في بدايته معبد وثني وبعد سيطرة القوط على إسبانيا قاموا ببناء كنيسة في المكان، ثم تشارك المسلمون والمسيحون في الكنيسة حيث أصبح شطر منها مسجد والآخر كنيسة.

ومن ثم اشترى عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية بالأندلس، أرض الكنيسة إضافة إلى بناء وترميم باقي كنائس المسيحيين في الدولة، ولكن بعد سقوط الأندلس حوله الإسبان إلى كاتدرائية تناول العذراء، وكان الشاعر الباكستاني محمد إقبال أول مسلم يصلي في المبنى منذ سقوط الأندلس.

تاريخ مسجد قرطبة

حمل المسجد في البداية اسم جامع الحضرة أي جامع الخليفة وكان صغير الحجم ولم تزد مساحته آنذاك 4875 مترًا مربعًا، إلا أن المسجد تهدم منه أجزاء وكانت عمارته قليلة، فتم هدمه وبناء مسجد قرطبة الكبير، الذي يعد بناءً فريدًا في تاريخ الفن المعماري.

وحظى المسجد بالعديد من الإضافات والتعديلات على مدار قرنين من الزمان سارت كلها في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسي.

search