خوفًا من التأثير على دراسته.. حكم إفطار الطالب في رمضان

يخشى بعض الطلاب في شهر رمضان الكريم من أن يؤثر الصيام على مستواهم الدراسي وخصوصا أثناء أداء الامتحانات، مما يدفعهم للبحث عن حكم الإفطار في هذه الحالة.

الدراسة ليست حجة

رأي دار الإفتاء كان واضحًا في هذا الأمر، إذ أكدت في فتوى لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بأنه لا يجوز للطلبة المكلفين بالصيام الإفطار في رمضان، بحجة أنهم يدرسون ويطلبون العلم أو الامتحانات إلا عند الضرورة القصوى وتحقق الأعذار المبيحة للفطر، والضرورة تقدر بقدرها.

وأضاف شيخ الأزهر، أنه إذا كان لدى الطالب عذرٌ مبيحٌ للفطر أو كانت هناك ضرورةٌ تجبره على الفطر جاز له ذلك، وهو المسؤول أمام الله عن تقدير هذه الضرورة، وليست الامتحانات أو الدارسة في -حد ذاتها- ضرورةً من الضرورات.

وفرّق الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، بين من يستطيع المذاكرة مع نوع من المشقة وبين من لا يمكنه المذاكرة أصلًا بسبب الصوم، وبين مَن يجد عائلًا يعوله وينفق عليه، وبين من ينفق هو على نفسه أو عياله بحيث إن رسوبه سيؤثر على حياته العملية التي لا بد له منها لكسب قوته وقوت عياله.

مُباح في حالات

وأشار جمعة، إلى أنه إذا احتاج الطالب المكلَّف شرعًا احتياجًا أكيدًا يؤثر على معيشته أو معيشة من يعوله إلى المذاكرة في نهار رمضان وغلب على ظنه بأمارة أو تجربة أن صومه يُفضِي إلى رسوبه المستلزم لضعفه أو عجزه عن إكمال مسيرته التعليمية التي لا بد له منها لاكتساب معيشته ونفقته الأساسية أو نفقة عياله فإنه في هذه الحالة يباح له الفطر.

وأخذ بما استظهره ابن عابدين وغيره من إباحة الفطر للخباز ونحوه من أرباب الحِرَف الشاقة، والواجب على هؤلاء الطلاب قضاء ما أفطروه بسبب هذه الضرورة، أو الحاجة التي تُنَزَّل منزلتها فور زوال هذا الظرف الطارئ عنهم، ويجب التنبه إلى أن هذه الفتوى إنما هي فتوى ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وأنها مشروطة بكون مذاكرة الطالب مضطرًّا إليها في شهر رمضان ولا يمكن تأجيلها.

وأضاف "هي مشروطة أيضًا؛ بأنه يغلب على ظنه الرسوب إن لم يذاكر، وبأن هذا الرسوب سيضعفه أو يحرمه من استكمال دراسته التي لا عمل له إلا بها، أو من توفير الاحتياجات التي لا قوام له أو لعياله إلا بها، فإن عُدِم شرط من هذه الشروط فالصوم واجب عليه ولا يجوز له الإفطار.