السبت، 27 يوليو 2024

01:06 م

الذكرى الـ 14 لتوليه مشيخة الأزهر.. "الطيب" اسمًا وقولا وفعلا

فادية البمبي

A A

تحل اليوم 19 مارس، الذكرى الـ 14 على تولى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مشيخة الأزهر الشريف، ليصبح الإمام الخمسين لها.

وصدر قرار جمهوري في مثل هذا اليوم من عام 2010، بتولي فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب مشيخة الأزهر الشريف، خلفا للإمام الراحل، محمد سيد طنطاوى.

 

الإمام الطَّيب وعالمية الأزهر 

للأزهر الشريف مكانة عالمية مرموقة، لعراقة تاريخه، ووسطية منهجه، وعظم مكانته في الوجدان الإسلامي، واشتباكه الدائم مع القضايا المُجتمعية والدولية بما يدعم السَّلام والأُخوة والعدالة؛ فهو أحد أهم ركائز قوة مصر الناعمة، محليًّا، ودوليًّا.

ومنذ اليوم الأول لتولي فضيلة الإمام الطيب مشيخة الأزهر الشريف، حرص  على اضطلاع الأزهر الشريف بدوره الرائد عالميًّا، بما يؤدي رسالته الوسطية في أنحاء العالم على أتم وجهٍ، في ظل تحديات عظمى إقليمية، وعالمية.

ترأس مجلس حكماء المسلمين منذ عام 2014م؛ بهدف توحيد جهود الأمة الإسلامية.

طوَّر تعليم الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف من خلال إنشاء "مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين"؛ خدمةً لـ 40 ألف طالب من 110 دولة.

قاد التَّقارب الإنساني بين الأديان بالتعاون مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ووقعا معًا "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي تعد الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشَّريف وحاضرة الفاتيكان، كما تُعد من أهم وثائق تاريخ العالم الحديث.

ترأس العديد من جولات الحوار بين الشرق والغرب، ووصلت جولاته الخارجية إلى ما يزيد على 34 زيارة شملت 21 دولة 

استقبل العديد من قادة وزعماء العالم في مشيخة الأزهر الشريف، من أبرزهم: المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، والرئيس البرتغالي "مارسيلو دي سوزا"، وقداسة البابا "فرانسيس" بابا الفاتيكان، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"

وسَّع من حجم التَّواجد العالمي لـ "المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف" في مصر والعالم؛ حيث وصل عدد فروعها إلى 20 فرعًا حول العالم، خلال عام 2019م.

الإمام الطيب ومواجهة الإسلاموفوبيا 

حرص الأزهر الشريف بقيادة إمامه الطيب على أن يحافظ على وسطية الإسلام، التي حاول المتطرفون في طرفي النقيض أن ينالوا منها، وأن يشوهوا الإسلام بفهمهم السَّقيم لتعاليمه وأحكامه "الإرهاب"، أو ينشروا ثقافة التَّخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا".

وكان للإمام الأكبر موقفٌ واضحٌ في هذا الشَّأن، نابعٌ من الشعور بالمسئولية، ومُنطلِقٌ من مبدأ احترام المُشتركات الإنسانية، التي لا تختلف باختلاف دين أو لغة أو جنس، وكانت له خُطىً فاعلة في هذا الشأن، منها:

إنشاء "مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التَّطرف" باثنتي عشرة لغة؛ ليكون عين الأزهر النَّاظرة على العالم.

إنشاء "مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية" باللغة العربية وعدد من اللغات، للقضاء على فوضى الفتاوى.

إنشاء "مركز الأزهر للتَّرجمة"، ليكون معنيًّا بترجمة الكتب التي من شأنها توضيح صورة الإسلام الحقيقية بإحدى عشرة لغة.

إنشاء "مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف"، ليكون بمثابة انطلاقة جديدة تعتمد الحوار مع الأديان والحضارات الأخرى، للتَّوافق والتَّعايش.

إنشاء "وحدة بيان" التَّابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتفكيك الأفكار المشوِّهة لتعاليم الإسلام، ومجابهةً للفكر اللاديني.

إيفاد "قوافل السَّلام الدولية" إلى عديد من دول العالم بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين؛ لتعزيز السِّلم، ونشر ثقافة التَّسامح والعيش المشترك.

إرسال "البعثات الأزهرية" لأكثر من 80 دولة؛ لنشر العلم الإسلامي الوسطي المُستنير.

إطلاق "مشروع حوار الشَّرق والغرب"، ليكون النَّواة الأساسية لمفهوم التَّعددية والتَّكامل بين الشَّرق والغرب.

إنشاء "أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ والمُفتيين المصريين والوافدين"، لتعزيز وسطية الإسلام ونشرها في ربوع العالم أجمع.

استعادة دور "هيئة كبار العلماء" الرائد في تجديد الخطاب الديني، من خلال أبحاث ومُؤلفات ومُلتقيات فكرية شبابية.

إنشاء "مركز الأزهر للتراث والتجديد"، وهو مركز مُتخصص يُعنَى ببحث مسائل وقضايا الفقه الإسلامي.

استحداث "وحدة فتاوى التنمية والاستثمار" التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتقديم الفتاوى الاقتصادية المتخصصة 

الإمام الطيب ودعم حقوق المرأة والطفل 

حَفَل تاريخ الأزهر الشريف بمشاركات مُجتمعية مُؤثرة؛ هدفت إلى تحقيق الأمن والسِّلم المُجتمعي، ودعم حقوق المرأة والطفل، وقد كانت ولاية الإمام الطيب لمشيخة الأزهر الشريف امتدادًا لهذا الدور الرائد، حيث قام بالآتي:

تأسيس "بيت العائلة المصري" من أجل الحفاظ على وحدة النسيج الوطني لأبناء مصر؛ مسلمين ومسيحيين.

تعزيز دور "لجنة المصالحات بالأزهر الشريف" المنوط بها إصلاح ذات البين بين المواطنين.

تمكين المرأة المصرية من القيام بأدوار مجتمعية ودينية مؤثرة، ومن ذلك: استحداث "قسم فتاوى النساء"  بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

إطلاق "برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية" التَّابع لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لتنمية مهارات التواصل الأسري، وتأهيل المقبلين على الزواج.

استحداث وحدة "لم الشمل" التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للحدِّ من ظاهرة انتشار الطلاق.

استحداث وحدة "بالمعروف" التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لدعم ثقافة الطلاق الآمن عند استحالة العشرة الزوجية.

إطلاق حملات توعوية إلكترونية لمناهضة العنف ضد الأطفال مثل حملة: "جنَّة"، وحملة: "إنها رحمة".

استحداث وحدة "الدعم النفسي" التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للتواصل البناء مع الشباب بما يعينهم على حل مشكلاتهم، وإطلاق مبادرتها "أنت غال علينا"، لسماع الشباب، ومساعدتهم في تجاوز تحديات حياتهم.

الإمام الطيب ودور الأزهر الإنساني 

يضطلع الأزهر الشريف بقيادة شيخه الطيب بدور إنساني راقٍ في مصر والعالم ،ومن الأمثلة على ذلك:

متابعة الأزهر الشريف وشيخه الطيب أحوال المسلمين حول العالم، ودعم المستضعفين منهم، واستنكار الممارسات العنصرية ضدهم.

تسيير قوافل طبية وإغاثية دولية ومحلية، تضم نخبة من أساتذة كليات الطب بجامعة الأزهر الشريف في مختلف التخصصات؛ لإجراء العمليات الجراحية، وما يلزمها من فحوص طبية دقيقة؛ لتخفيف معاناة المُحتاجين، وآلام المرضى.

تدخلات فضيلة الإمام الطيب لدعم بعض الحالات الإنسانية الفردية، ككفالة سفر بعض الطلاب الوافدين إلى بلدانهم، وتحمُّله تكاليف تعليم بعض الأطفال غير القادرين، أو أصحاب الإنجاز الكبير من محدودي الدَّخل.

تبرُّع فضيلة الإمام بقيمة "جائزة الأخوة الإنسانية" لدعم المحتاجين، وسداد ديون الغارمين والغارمات.

مُضاعفة الإعانة الشَّهرية للمُستحقين المستفيدين من خدمات "بيت الزكاة والصدقات المصري" أحد ابتكارات فضيلة الإمام الأكبر.

تكفُّل شيخ الأزهر الشريف بتعليم أبناء الأطباء الذين كانوا في صفوف المواجهة الأولى ضد فيروس كورونا المستَجِد، وكانوا ضمن ضحاياه.

search