الجمعة، 10 مايو 2024

03:31 م

النقض بالرصاص.. 76 عامًا على اغتيال الإخوان للخازندار

المستشار أحمد الخازندار

المستشار أحمد الخازندار

عبد اللطيف صبح

A A

يمر اليوم 76 عامًا على أول حادث اغتيال لقاضٍ مصري على يد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وهو القاضي أحمد الخازندار وكيل محكمة الاستئناف الأسبق الذي طالته رصاصات الغدر صباح يوم 22 مارس 1948.

سقط الخازندار غارقًا في دمه لحظة خروجه من منزله بشارع رياض بحلوان متجهًا إلى مقر عمله بمنطقة وسط البلد بالقاهرة لنظر قضية إرهاب "تفجير سينما مترو" المتهم فيها عناصر من الجماعة.

شهيد على باب البيت

 فوجئ الخازندار بإثنين من أعضاء الإخوان (حسن عبد الحافظ، ومحمود زينهم)، يطلقان عليه وابلًا من الرصاص من مسدسين بحوزتهما، وأصيب "الخازندار" بـ9 رصاصات، ليسقط شهيدًا على باب منزله.

المستشار أحمد الخازندار

العنف مذهبهم

كان الدافع الرئيسي وراء اغتيال الجماعة للخازندار ما أصدره من أحكام قضائية سابقة تقضي بحبس عدد من عناصر الجماعة على خلفية تورطهم في عدد من الأحداث الإرهابية التي نتج عنها إضرار بالممتلكات الخاصة وسقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء.

لم تعرف جماعة الإخوان الإرهابية طريقًا غير الدم والرصاص والغدر والاغتيالات السياسية الخسيسة لتصفية حساباتهم مع رجال القانون والقضاء.

في الطبيعي يلجأ المتهم إلى درجات التقاضي المختلفة للاعتراض على حكم صادر ضده مثل الاستئناف والنقض، ولكن نقض الإخوان للأحكام كان يتم عبر القتل والغدر وإراقة الدماء.

الضوء الأخضر

فى 22 نوفمبر 1947 أصدر الخازندار حكمًا على عدد من أعضاء الجماعة بالأشغال الشاقة المؤبدة في إحدى قضايا العنف، ليرد حسن البنا مؤسس الجماعة على تلك الأحكام، قائلا: "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله".

عقب إلقاء القبض على المتهمين باغتيال الخازندار تكشفت علاقة الجماعة بالقضية، حيث علمت النيابة العامة أن المتهم حسن عبد الحافظ كان السكرتير الخاص للمرشد العام للجماعة حسن البنا، لكن البنا نفى علاقته بالمتهمين.

مؤسس جماعة الإخوان - حسن البنا

إرهاب العدالة

واقعة الخازندار كانت الأولى من نوعها لكنها لم تكن الأخيرة، فقد انتهجت الجماعة على مدار عقود سياسة الدم والنار لتخويف رجال القضاء وإرهاب العدالة.

في 2014 حاولت جماعة الإخوان تفجير محكمة مصر الجديدة باستخدام عبوة بدائية الصنع أسفرت عن حدوث إصابات.

في العام نفسه اغتال ملثمان يستقلان دراجة نارية نجل المستشار محمود السيد المرلي، القاضي بمحكمة استئناف القاهرة، وذلك أمام منزله بمدينة المنصورة.

وفي يونيو 2015 تورطت خلية إخوانية قادها الإرهابي يحيى موسى في اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات خلال ذهابه إلى عمله فى نهار شهر رمضان.

الشهيد هشام بركات

وفي نهاية العام نفسه، تبنت "العقاب الثوري" عملية تفجير عبوة ناسفة أمام دار القضاء العالي بالقاهرة، وأسفر الحادث عن وفاة شخص وإصابة آخرين، ونشرت الحركة عبر حسابها على "تويتر" صورة للحادث قائلة: "والقادم أقوى".

التباسات تاريخية

رئيس مركز النيل للدراسات الاستراتيجية والباحث في شئون الجماعات الإسلامية أحمد بان، قال إن واقعة اغتيال الخازندار حاطت بها العديد من الالتباسات.

وأوضح في تصريح لـ"تليجراف مصر" أن هناك رواية تقول إن الجهاز الخاص للجماعة (الجناح العسكري) بقيادة عبد الرحمن السندي هو من نفذ العملية، وكانت هناك أحاديث عن خروج الجهاز عن سلطات حسن البنا.

وأشار إلى مذكرات وزير الأوقاف حينها عبد العزيز كامل التي ذكر فيها إن “السندي” فسر كلمة البنا "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله" باعتبارها تكليف بالقتل.

وأضاف: "ترددت كتابات متعددة بعد ذلك لغسل يد البنا من تلك الجريمة، والبعض ذكر أنها شفرة بين الجماعة والجهاز".

رئيس مركز النيل للدراسات الاستراتيجية - أحمد بان

ازدواجية الإخوان

أحمد بان يفسر عودة سياسة استهداف رجال العدالة منذ 2014 بتكرار لما حدث سابقًا وحالة السيولة التي شهدتها الجماعة وخروج جماعات أخرى عنها كررت نفس المشهد.

وأضاف: "مركزية القرار لم تعد واحدة، وأصبح هناك حالة السيولة تعيد عمليات العنف"، واستكمل: "الازدواجية كانت صفة ملازمة للجماعة، دائمًا تحاول انتهاج سبيلين السياسة والحرب، هو عيب بنوي داخل التنظيم مرتبط بتعايشه مع السرية والعلانية".

search