الأحد، 22 يونيو 2025

10:42 م

قبل ارتداء بدلة الفرح.. "أسلاك عارية" تنهي حياة عريس سوهاج

شهاب عريس سوهاج مات قبل فرحه

شهاب عريس سوهاج مات قبل فرحه

A .A

تعلقت أعين أهالي قرية سلامون بمحافظة سوهاج، بباب مستشفى طما، ينتظرون خروج عريسهم المنتظر، مرت الدقائق كدهرٍ، قبل أن يخرج طبيب ويخبرهم أن “شهاب مات”.

تساقطت الدموع من عيونهم، بلّلت اللحى والشوارب المسنونة كحد السيف، وحتى الصغار انهاروا من فرط البكاء، فموت "شهاب عاصم" قبل حفل زفافه بأيام، وقبل أن يرتدي بدلة الفرح، أصابهم بالصدمة، وأعلنت القرية الحداد على فقيدها.

عريس سوهاج وخطيبته  

ووسط صراخ وعويل مجموعة من النساء، سقطت إحداهن مغشي عليها بعد سماع خبر وفاة خطيبها، وعريسها المرتقب، بعضهم انشغل بإفاقتها، وآخرون لم يكفوا عن البكاء وهم يعددون محاسن عريس سلامون الذي رحل فجأة.

قبل هذا المشهد بساعات، كان شهاب ابن الـ 24 عامًا، يجوب القرية ويلتقي الأهالي من الأقارب والجيران، يدعوهم لحفل زفافه، ومشاركتهم فرحته، ويأخذ منهم وعدًا بالحضور.

الجميع في سلامون، كان سعيدًا، بعد جولة مكوكية أجراها العريس المنتظر، عاد إلى بيته مبتهجًا وكأنه يحصي الدقائق والساعات التي تفصله عن استضافة أميرته في عش الزوجية، وعندما كان يراه أحد من أبناء القرية على هذه الحالة كان يمازحه "هانت يا شهاب".

الفرحة لم تكتمل، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فالعريس لمس وصلة أسلاك عارية، ولفظ أنفاسه الأخيرة، وهنا أطلق أحد أقاربه صرخة مدوية تجمع على إثرها محبو ابن قرية سلامون.

شهاب عاصم عريس سوهاج

في لحظات نقلوه إلى المستشفى، واستقبل الأطباء الحالة، حاولوا انعاش قلبه الذي توقف، لكن دون جدوى فقد فاضت روحه إلى بارئها.

الكفن بدلا من بدلة الفرح

 

تحول الفرح إلى سرادق عزاء، وفي جنازة مهيبة، شيّع أهالي قرية سلامون عريسهم، إلى مثواه الأخيرة، ليزفوه إلى قبره، بدلا من زفه إلى عروسه.

ونعى شقيق عريس سوهاج أخاه بكلمات مؤثرة "كان زي النسمه محدش زعل منه أبدًا، وشقته جهزت، وعزمنا الناس على الفرح، كان نفسنا نفرح يا شهاب".

جنازة عريس سوهاج

وتابع "أخويا كان بيحلم باليوم اللي هيتزوج فيه، ويجتمع بعروسته في شقته، لكن شاء الله وزفناه إلى قبره"، وغلب صوت بكائه على كلماته وهو يلملم شتات نفسه التي تمزقت حزنًا على شقيقه.

search