الأربعاء، 18 يونيو 2025

08:09 ص

بروفة بالبدلة الحمراء.. متهمون أخلفوا موعدهم مع عشماوي

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

مصطفى منازع

A .A

في سجلات المحاكم المصرية، قصص تحتشد بالدراما، والأحداث، وتعقيدات المواقف، أكثر مما قد تجده في الأفلام، ومنها التي تحكي عن متهمين وصلوا إلى حبل المشنقة، لبسوا البدلة الحمراء، وعكفوا في الزنازين انتظارا ليوم التنفيذ، حتى حدثت لهم المعجزة، ووجدوا أنفسهم أحرارًا، بعد أن ثبتت براءتهم لسبب أو لآخر.

ما بين سيدة قضت 4 أعوام بعيدة عن أبنائها في انتظار إعدامها بتهمة قتل زوجها، وأخر اتهم بـ"إطباق يديه على عنق زوجة شقيقه ولم يتركها إلا جثة هامدة"، تغير ميعاد الاثنين، من لقاء عشماوي، إلى لقاء الحرية، والخروج من السجن، يحملان صك البراءة.

كهربائي المنيا المظلوم

في 2014، بمركز سمالوط في محافظة المنيا، أدين الكهربائي أحمد يوسف، 35 عاما، بقتل زوجة شقيقه المسافر للخارج، بعد فشله في اغتصابها، بمعاونة شخص آخر.

سجن الكهربائي وأحيل للمحاكمة عام 2015، وأصدرت محكمة جنايات المنيا حكمها بإعدامه، وسجن معاونه 10 سنوات، بناء على ما جاء في أوراق القضية.

7 سنوات قضاها "القاتل المزعوم" في السجن، منتظرا إنهاء حياته وساعيا في الوقت ذاته في البحث عن العدالة، وهو ما تحقق بقبول أوراق طعنه وإعادة محاكمته، في حكم بني على "خلو أوراق القضية من دليل يقيني يقطع بإسناد الجريمة له".

بعد خروجه من السجن، قال الرجل في لقاء تلفزيوني إنه فؤجئ بطفل “لم يره في حياته”، يشهد في المحكمة بأنه رآه يخرج من منزل شقيقه في توقيت يتزامن مع مقتل الزوجة، مفسرا “أن الطفل ربما رآه في أثناء خروجه من منزل مجاور لسكن القتيلة، تواجد فيه لإصلاح جهاز كهربائي"، وأن عدم الاعتداد بشهادته، كان سبب البراءة.

الكهربائي المظلوم

قاتل أنقذه الجنون

القصة الثانية كانت في الدقهلية 2021، وفيها قضت محكمة النقض بإلغاء حكم إعدام مدان بقتل زوجته مع إيداعه مصحة علاج أمراض نفسية.

قبل 7 سنوات من البراءة، أزهق رجل زوجته بسبب خلافات بينهما على إثر شكه بأنها تخونه بإطباق "يديه على عنقها" ولم يتركها إلا جثة هامدة.

رغم إقامة الحجة القانونية، برأت المحكمة القاتل، بعد تقرير من الطب النفسي، جاء فيه “أنه يعاني من هلاوس سمعية واضطرابات في التفكير والإدراك، ما يعزز فرضية أنه غير مسؤول عن أفعاله، ومنها تنفيذ الجريمة”.

كريمة وسط بناتها

القهوة المسمومة

بعد 6 سنوات من الحبس منها 4 سنوات قضتها "كريمة" ببدلة الإعدام، ظهر دليل براءتها من تهمة قتل زوجها، في قضية ترجع إلى 2017، في مركز محل الدمنة بمحافظة الدقهلية.

سمعت "كريمة" صراخا وهي تجلس في منزلها، تتبعت مصدر الأصوات، قبل أن تتبين أن جيرانها عثروا على جثة زوجها في أرض زراعية بجوار شريط السكة الحديد، وبعدها بيّن الطب الشرعي أنه مات مسموما.

الزوجة كانت المتهم الأول بقتل زوجها بسبب خلافات سابقة بينهما، وفق الشهود، وأحيلت إلى محكمة الجنايات وحكمت بالإعدام سنة 2018، والدليل "السم في القهوة".

بعد 4 أعوام من الحكم، قضت محكمة النقض ببراءة المتهمة من القضية المنسوبة إليها، بعد أن أثبت دفاعها أن زوجها القتيل تناول "قهوته المسمومة" خارج المنزل.

search