26 طنا.. السجن لمسؤولين ليبيين بتهمة محاولة تهريب ذهب

في أكبر محاولة تهريب شهدتها ليبيا، أمرت النيابة العامة الليبية بحبس المسؤولين المتورطين في محاولة جريئة لتهريب ما يقرب من 26 طنا من الذهب خارج البلاد، مما يمثل أكبر محاولة من هذا القبيل في تاريخ ليبيا.

وبحسب بيان صحفي صادر عن النيابة العامة الليبية، فقد تم اعتقال مدير عام مصلحة الجمارك ومسؤولين رئيسيين من إدارة مطار مصراتة الدولي، الواقع على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس. 

وكشف البيان عن تواطؤهم في مخطط لتصدير 25.875.319 كيلوجرامًا من سبائك الذهب بشكل غير قانوني، بالمخالفة للتشريعات التنظيمية.

ويمثل الذهب المضبوط، الذي تبلغ قيمته 1.8 مليار دولار على أساس الأسعار العالمية الحالية، خسارة اقتصادية كبيرة للدولة. 

ويواجه المتورطون في محاولة التهريب اتهامات بالتقويض المتعمد للمصالح الاقتصادية الوطنية لتحقيق مكاسب شخصية.

وشددت النيابة العامة على أن عمليات تجارة وتصدير الذهب يجب أن تتم حصراً من خلال مصرف ليبيا المركزي والشركات المرخصة، مع الالتزام بأنظمة صارمة.

وعلى الرغم من الأطر التنظيمية، تشير التقارير الدولية إلى أن السوق السوداء في ليبيا بمثابة منصة غير رسمية لتجارة الذهب. 

وقد حددت منظمة "ذا سنتري"، وهي منظمة أمريكية غير حكومية تراقب الفساد، ليبيا كنقطة عبور للذهب غير المشروع المتجه إلى الإمارات وتركيا منذ عام 2014.

وتتمتع مصراتة، وهي مدينة ساحلية إستراتيجية، بنفوذ كبير ولعبت دورًا حاسمًا في الأحداث الرئيسية مثل الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سرت عام 2016 والدفاع ضد هجوم المشير حفتر على طرابلس عام 2019.

ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011، عانت ليبيا من صراعات وانقسامات داخلية، مع انقسام الحكم بين الإدارات المتنافسة.

وتواصل حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، ومقرها طرابلس ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والحكومة المنافسة في الشرق، بدعم من حفتر، التنافس على السيطرة، مما يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في البلاد.