السبت، 27 يوليو 2024

12:55 م

"البهرة" وتطوير أضرحة ومساجد مصر.. تجديد أم تغيير هوية؟

ضريح السيدة زينب

ضريح السيدة زينب

محمد سامي الكميلي

A A

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح مسجد وضريح السيدة زينب، الأحد الماضي، إن مصر تمتلك خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة والصالحين، معربًا عن تقديره وشكره للسلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند؛ لمشاركته ومساهمته في تطوير مساجد آل البيت.

الرئيس، قال أيضا إنَّ مساهمة سلطان البهرة مقدرة ولها دلالة كبيرة على حب آل البيت، وأن مصر لديها خطة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة الذين قدموا إليها والصالحين، مضيفًا أنَّه منذ أيام قليلة تمّ استعراض خطة تطوير مساجد الرفاعي، والسلطان حسن والمواردي ومساجد أخرى كثيرة.

بعد تطوير البهرة لعدد من الأضرحة في مصر، أبرزها ضريح ومسجد سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، وآخرهم مسجد وضريح السيدة زينب، انتقد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تطوير الطائفة للمساجد والأضرحة في مصر.

وكتب حساب باسم ندى زين الدين، "إحنا بنقول تطوير ليه، المصطلح العلمي ترميم، خبر تطوير مسجد السلطان حسن ده مرعب جدًا، ومحزن ومقلق لينا كلنا، وده يدل على إن الشعب المصري بدأ يفهم إن الآثار وترميمها واللي بيحصل فيها ما هو إلى ضياع شكلها الأصلي وتاخذ شكل جديد تفتقد فيه السكون والهدوء والجماليات المعمارية".

أضاف الحساب في منشور على "فيسبوك"، "مسجد السلطان حسن يحتاج فقط للنظافة، أي بعض السجاد الجديد النظيف، وتركيب سماعات جديدة، أرجوكم اتركوا لنا آثارنا وتراثنا كما هو.. كفى تضييع لتراثنا". 

وعلق حساب باسم ياسمين علاء الدين، “مسجد ومدرسة السلطان حسن درة العمارة الإسلامية في الشرق، ولا يضاهيه في الحجم والفخامة سوى إوان كسرى في إيران، المسجد مريح ولا يحتاج إلا للنظافة فقط”، منتقدة ما تفعله طائفة البهرة في مصر من تطوير للأضرحة، معللة بأن ما تفعلىه هذه الطائفة لا يمت للتطوير ولا الترميم بصلة، بل سرقة للهوية البصرية.

وطالبت عبر حسابها على "فيسبوك"، وزارة الأوقاف بأن تحيي ضميرها فقط وتعمل على تنظيف الماجد ليس إلا، لأن كل معظم المساجد في مصر لا تحتاج لسوى التنظيف، مضيفة، “بالطبع بعض المساجد تحتاج لترميم شامل ولكن ترميم لا يطمس الهوية”، على حد تعبيرها.

قالت، "أتمنى تزوروا المساجد والآثار الإسلامية لو في فرصة قبل ما تطالها يد التطوير ويد البهرة الغاشمة عشان لما تشوفوا التطوير المزعوم تبقوا عارفين إنه جريمة مش تطوير".

حساب سحمل اسم مي ندا على فيسبوك، نشر، " في حالة وجود النية لتطوير مسجد السلطان حسن، لا بد أن يراعى التطوير هذه المرة الأصل التراثي للمكان، بلاش التحديث والتغريب لأنه يفقد الأماكن هويتها ويقلل من قيمتها التاريخية والتراثية".

أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة الدكتور جمال عبد الرحيم، قال إن طائفة البهرة الهندية لم تطمس ولا الهوية البصرية المصرية في ترميم وتجديد وتطوير الأضرحة ومساجد آل البيت في مصر إطلاقا، بل أظهرتها.

أضاف عبد الرحيم إلى "تليجراف مصر"، أن طائفة البهرة ما عليها إلا التمويل المادي، ولكن القائمون بالترميم شركات مصرية وخريجو الترميم من كليات الآثار، واستشاريين مصريين.

أوضح، أن مسجد السيدة زينب ليس آثرا، ولكن المسجل آثرا قبتي العتريس والعيدروس، ومكانهما في واجهة المسجد، والجامع ليس مسجلا كأثر، إذ تم هدمه في الستينيات من القرن الماضي وتوسعته أكثر من مرة، ولكن بني بطريقة زخرفية مشرفة.

تابع، أن أول من استعان بالبهرة كان الرئيس محمد أنور السادات عام 1974، لتطوير مسجد الحاكم بأمر الله، مستشهدا، “من رأى مسجد الحام قبل سنة 1974، لا يحكم على البهرة أنهم يشوهون المساجد، إذ كان عبارة عن مقلب للقمامة، وصحنه كان معبأ بالقمامة”، مؤكدا أن دور الطائفة آنذاك اقتصر على التمويل فقط، مثل ما يحدث هذه الآونة، ولكن الإشراف والترميم على يد الجهات المختصة المصرية.

ا، الرئيس السيسي وضريح السيدة زينب
الرئيس السيسي وضريح سيندنا الحسين

أيضا، يقول أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس الدكتور عبد الباقي السيد، إن البهرة هي طائفة شيعية اسماعيلية، ولديهم جزء عقائدي وهو محاولة للعيش على التراث، لإشباع غريزتهم وتراث أجدادهم، موضحا أنهم يميلون بشكل كبير إلى سيدنا الحسين من حيث الهوى.

أضاف السيد إلى “تليجراف مصر”، أن الرئيس السيسي يستقبلهم ويستعين بهم لهدف تطوير الأضرحة، وهذا نوع من أنواع التجديد، ولديهم اعجاب بذلك، مضيفا أنهم يمتلكون مصادر هائلة للتمويل.

أوضح أن كل الأضرحة التي يتم تجديدها في مصر يتكفل بها البهرة، مكررا أنه نوع من أنواع إشباع أمر عقائدي، منوها بعدم وجود أي قلق من طائفة البهرة، إذ ليسوا مؤسسة أو دولة بل هم مجرد أفراد.

أكد أنهم لا يمسون ثوابت الإسلام في مصر، وهم حريصون على ألا يتحدثوا عقائديا مع أي شخص خلال زيارتهم للأضرحة، وهذا قد يكون شرط من ضمن شروط إثارة الجدل. 

منح الرئيس السيسي وشاح النيل لسلطان البهرة  

في أغسطس 2023، وفي أثناء زيارة سلطان البهرة إلى مصر لافتتاح مسجد السيدة نفسية بعد التجديد والتطوير، منح الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطان "مفضل سيف الدين"، وشاح النيل، تقديرًا لجهوده المتواصلة في مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية.

الرئيس السيسي يمنح سلطان البهرة وشاح النيل تقديرا لجهوده
 

دور الطائفة في مصر

تهتم طائفة البهرة بترميم مساجد وأضرحة آل البيت والمساجد الأثرية بالقاهرة، بالإضافة إلى مشروعات تنموية وخيرية تقوم بها في مصر.

مساهمة البهرة لصندوق تحيا مصر

في 17 أغسطس 2014، قدم سلطان طائفة البهرة، مفضل سيف الدين، مساهمة 10 ملايين جنيه في صندوق تحيا مصر، بحسب تصريح سابق للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية في 2014، السفير إيهاب بدوي.

كما قدم سلطان البهرة، خلال زيارته إلى مصر في يوليو 2016، مساهمة لذات الصندوق تقدر بـ10 ملايين جنيه أيضا، بحسب إعلان السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة في هذه الآونة.

search