الموت يختطف أشرف ونعيمة بعد ساعات من الفرح: ملحقوش يتهنوا

في بيت ريفي بسيط، بقرية الرحمانية التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا.. كانت أولى خطوات الحياة لـ"أشرف حزين" وابنة عمه "نعيمة"، كبرا سويا فيه، وكبر معهما حبهما، ليتوج بـ"خطوبة" ووعد بالزواج. 
ليل أمس الخميس، كان موعد حفل الزفاف.. طُرحت الذبائح أرضا وعلت زغاريد النسوة، ورقص أشرف مع نعيمة حب طفولته وصباه، أحدا منهما لم يعلم أنها الرقصة الأخيرة.

سبات أبدي 

مع تعالي ضحكاتهما وهما في الطريق إلى شقتهما.. كان القدر يسخر منهما وشبح الموت يحيط بهما، ليكتب نهاية مأساوية، لم يتمناها أشرف ولا نعيمة ولا حتى ألد أعدائهما. 

على باب الشقة.. احتضنت "نعيمة" والدتها.. كان الحضن الأخير، وودع "أشرف حزين" أخوته، وكأن له من اسمه نصيب، ترك لهما الموت سويعات قليلة يحاولان استيعاب أن الحلم تحقق، قبل أن يتحول إلى كابوس، أشعلا "دفاية" داخل غرفة النوم. وغطا سويا في سبات عميق.. وأبدي. 

في حضن بعض 

مع ارتفاع درجات الحرارة داخل الغرفة المغلقة للعروسين، بدأ غاز "الدفاية" في الانتشار، إجهاد الأيام الماضية حال دون أن يشعرا بانتشار رائحة الغاز، حتى توفيا اختناقا، وهما "في حضن بعض".

صباحية حزينة

وكعادة أهل الريف، توجهت الأسرتان، صباح اليوم الجمعة، إلى منزل العروسين، للتهنئة، بدأ الطرق على الباب دون رد، تتهامس النسوة "تلاقيهم مكسوفين"، وبعد مرور قرابة 30 دقيقة، اعتلى القلق الوجوه، فعلى صوت أحدهم: أنا هكسر الباب".. وافقوا، ودلفوا سريعا إلى الداخل، حيث "أشرف ونعيمة" جثتان بلا حراك.

علت الصرخات داخل الشقة التي لم يزرها الفرح سوى سويعات من ليل، وأسرعوا بإبلاغ طبيب الوحدة الصحية، الذي جاء مسرعا إلى المكان، وبالكشف الظاهري مع مفتش الصحة، تبين أن العروسين توفيا مختنقين بـ"غاز الدفاية". 

ثلاجة المستشفى 

تلقت مديرية أمن قنا بلاغا من أسرة العروسين، يفيد بالعثور عليهما جثتين هامدتين، بعد ساعات من انتهاء حفل زفافهما، حيث انتقلت قوة أمنية من مركز شرطة نجع حمادي، إلى مكان الحادث. 

وتبين من التحريات والفحص الأولي عدم وجود بعثرة في محتويات الشقة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وتم نقل الجثمانين إلى ثلاجة مستشفى نجع حمادي العام، تحت تصرف النيابة العامة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.