"لن أسامح".. وصية مؤثرة لطفل فلسطيني استشهد في مذبحة الخيام

على طريقة الشاعر الراحل أمل دنقل في قصيدته الأيقونية الشهيرة “لا تصالح”، جرى العثور على وصية طفل فلسطيني قضى في مذبحة خيام النازحين إلى مدينة رفح، التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد الماضي، وحملت وصيته عبارة “لن أسامحكم”.

قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مخيمات النازحين بمنطقة “البركسات” شمال غرب رفح، بـ 8 صواريخ، والتهم لهيب النيران كل شيء في المكان إلى أن تفحمت أجساد الضحايا المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ. وبينما كان الناجون من مجزرة خيام النازحين الفلسطينيين يلملمون أشلاء ذويهم التي تفحمت أجسادهم في المنطقة، عثروا على وصية أحد الأطفال.

مجزرة رفح

“لن أسامحكم”، بهذه الكلمات بدأت رسالة طفل فلسطيني يُدعى محمد عبد القادر، الذي كتب وصيته في 25 مارس الماضي، وظل محتفظًا بها حتى دخل مع أسرته إلى رفح، إلى أن جرى العثور عليها بين الركام والحطام المتفحم في مجزرة رفح.

بخط مبعثر لطفل صغير، فرض عليه الاحتلال أن يعيش وسط نيران الحرب والمجازر والإبادة، قال محمد عبدالقادر في وصيته، “إن مت ورحلت واستشهدت في الحرب لن أسامح كل حكام العرب الذين خذلونا.. عشنا أيام صعبة بدون طعام ولا شراب وحصار قد شاب شعري رغم صغر سني”.

وتابع" لا سامحكم الله ولا عفا عنكم.. والله لأشتكيكم لخالق السبع سماوات.. سامحيني أمي أحبك كثيرًا لا تحزني على فراقي".

واستكمل وصيته مطالبًا من الشعب المصري واليمني والليبي واللبناني والتونسي والأردني والجزائري والسوداني والصومالي والماليزي، يقفوا بجانب غزة ولا يتركوها، “أمانة ما تسيبوا غزة لحالها.. أمانة عليكم ما تنسوا غزة.. أنا بحبكم كثيرًا فأمانة ما تخذلونا.. أنا الشهيد بإذن الله محمد عبدالقادر الحسيني”.

محرقة مخيمات رفح

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة في حق الشعب الفلسطيني عُرفت إعلاميًا بـ"محرقة الخيام"، في الساعات الأخيرة من مساء الأحد، بقصف مخيمات للنازحين الفلسطينيين شمال غرب رفح الفلسطينية، راح ضحيتها عشرات من الشهداء والجرحى.

مناطق آمنة

وكان الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن تلك المخيمات التي قصفها مناطق آمنة، وحث الشعب الفلسطيني على التوجه إليها تجنبا للعمليات العسكرية التي يشنها الاحتلال على مدينة رفح الفلسطينية.