الأستراليون طامعون في "مكاسب ليالي رمضان".. ما مصير "لاكيمبا"؟
ليالى رمضان فى أستراليا
باتت أسواق ليالي رمضان في أستراليا مهددة بالإلغاء وتوقف أحد مظاهر التعددية الثقافية لمواجهة تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وشيطنة المسلمين، كونها تتميز بخصوصية وأجواء فريدة داخل المجتمع الإسلامي هناك؛ قبل أن تتحول إلى عامل جذب أكثر من مليون زائر طوال الشهر.

انتقادات وشكاوى رسمية
العام الماضي، انتقادات مسلمون وغيرهم- مهرجان "لاكيمبا" بالعاصمة سيدني، والذي تحول إلى سوق شعبي أفقد الشهر الكريم والمهرجان خصوصيتهما والهدف الأصلي الذي وجدت من أجله ليالي رمضان، وأنه لم يعد حدثا يخص المسلمين وحدهم وتحول إلى مركز للتجارة، والآن يواجه شكاوى رسمية من سكان محليين تطالب بإلغائه.
وقرر مجلس مدينة كانتربري-بانكستاون في أستراليا، تقليص أكبر مهرجان رمضاني خلال الفترة المقبلة، بعد توقيع مئات السكان على شكاوى للمجلس؛ وقالوا إن روائح الطعام تزعجهم والزحام أفقد المكان هدوءه وخصوصيته، وفقا لصحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية.

أشهر الأكلات
تكتظ ليالي رمضان بالزوار بدءًا من المغرب حتى طلوع الفجر؛ وتضم أشهر الحلويات الشرقية والأكلات المتنوعة من مختلف أنحاء العالم، اللبنانية والسورية والمصرية والبنجلاديشية والهندية وغيرها، ويعد الهامبرجر بلحم الجمل والشاورما والكشري من أشهر الأكلات فيها، بالطبع إلى جانب الحلويات والعصائر، ومنها النابلسي الشهير والكنافة المقدسية والكعك والكنافة والآيس كريم.
بداية الفكرة
بدأت فكرة إقامة الحدث في عام 2009، بدافع مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا في ذلك الوقت، والتي كانت تستهدف منطقة لاكيمبا في سيدني وتسكنها نسبة كبيرة من المسلمين غالبيتهم ذو أصول عربية، مع جعلها عرضة لاتهامات دائمة بأنها منطقة تؤوي الإرهاب.
بدأ المهرجان بمشاركة متواضعة من قبل الزوار بالتعاون بين مجلس كانتربري-بانكستاون وغرفة التجارة في لاكيمبا، ورصدت له ميزانية 20 ألف دولار وحضره في البداية مئات الأشخاص، حتى وصلت ميزانيته لأكثر من مليون دولار ويستقطب أكثر من مليون شخص، وتحول إلى أهم الفعاليات الرمضانية في أستراليا.
وحضر المهرجان شخصيات سياسية رسمية أسترالية وأعضاء بعثات دبلوماسية.

مكاسب تجارية وقليل من الروحانيات
رغم ترحيب الشركات بالنجاح المتزايد للحدث الذي تحول إلى "مهرجان الطعام السنوي" وأصبح شارع "هالدون" تجاريًا وأكثر حيوية في رمضان بعد أن كان فارغا من المارة، أعرب مسلمون عن قلقهم من أن الحدث "لم يعد حدثًا إسلاميًا كما كان".
وتجتذب ليالي رمضان في شارع هالدون آلاف الأشخاص يوميا من جميع أنحاء المدينة - مسلمين وغيرهم-.
قال مدير مكتبة دار السلام في لاكيمبا فوزان أحمد، إن المهرجان الرمضاني بدأ من تجمع غير رسمي بسيط إلى مهرجان واسع النطاق، وازدادت شعبيته في الضاحية التي تعد مركزًا هامًا للمسلمين في سيدني في السنوات الأخيرة.
أضاف فوزان أن الأمور تغيرت قبل عامين عندما شارك المجلس المحلي في تنظيم الحدث، وقرر توسيع نشاطه بمشاركة التجار، ورغم ارتفاع عدد المترددين من المئات إلى عشرات الآلاف، لكنه لم يعد حدثًا إسلاميًا من الآن.
تابع أنه لم تعد هناك شعائر وروحانيات إسلامية وأجواء رمضان في المهرجان؛ والذي كان في السابق يركز على إقامة صلوات وندوات ثم التجارة؛ لكن الآن الشوارع مكتظة دائمًا بغض النظر عن أوقات الصلاة، والتي أصبحت صعبة حتى في مسجد “لاكيمبا” بسبب حركة المرور ومواقف السيارات بعد شعبية السوق.
_1761_063550.jpeg)
تدخل المجلس المحلي
قبل عامين، تدخل مجلس كانتربري-بانكستاون بتحويل خصوصية الشارع إلى نطاق تجاري مخصص لجمهور أوسع، وجلب الآلاف من غير المسلمين من جميع أنحاء المدينة ودفع المجالس الأخرى إلى تنظيم أسواق رمضان الليلية الخاصة بها؛ لكن هذا النجاح لم يفتن كل أفراد الجالية المسلمة؛ وقال بعضهم إن المهرجان لم يعد يخصنا وحدنا الآن.
_1761_063550.jpeg)
مزايا وسلبيات
فوزان قال إن السوق أصبح أكثر ابتعادًا عن فكرة إنشائه، لافتا إلى أن أغلب الحاضرين من غير المسلمين، مستدركا “أنه ليس بالأمر السلبي توسيع نطاق الحضور، لكن كان من الأفضل أن نشرح لهم ما هو شهر رمضان”.
اعترف فوزان بأن مجلس كانتربري-بانكستاون بذل جهودًا لإشراك المجتمع في ليالي رمضان، كما أصبح الأمر بمثابة نعمة ومكسبا للتجار.
بالنسبة للتجار؛ قال سليم شيخ، مدير مطعم دجاج في شارع هالدون، إنه يعتبر الأمر جيدا للجميع سواء بالنسبة إلى لاكيمبا وشارع هالدون وجيد بالنسبة لنا جميعًا.
أوضح سليم أن "الفكرة لا تتعلق بجعل الأسواق أكثر إسلامية بشكل علني، لكن بجذب المزيد من الناس؛ لقد أصبح تجاريًا للغاية، نعم، ولكن هذا الحدث يجب أن يكون للجميع".
مهال كريم قالت “إنه من المهم أيضًا إدراك السياق السياسي الذي أنشئ من أجله المهرجان بعد عقدين من تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث عومل المسلمون مثل الإرهابيين”، مطالبة ألا يستغل الناس رمضان ويجعلوه شهرا لتناول الطعام، وهو على العكس من ذلك.
الأكثر قراءة
-
خانت زوجها واتهمته بإلقائها من الشرفة، جريمة غريبة بمنشأة القناطر والعشيق يبرىء الزوج
-
قرض الـ 800 مليون دولار، هل المتحف المصري الكبير بحق انتفاع لليابان؟
-
20 دولارا للتأشيرات أو الخدمات.. "النواب" يوافق على قرار هام يخص المصريين بالخارج والسائحين
-
رابط نتيجة الشهادة الابتدائية ولاية نهر النيل 2025
-
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025، كم وصل؟
-
مدرب كورال افتتاح المتحف المصري: واجهنا صعوبات، وهذا كان التحدي الأكبر
-
كانت بتعدل طرحتها، إنقاذ فتاة ابتلعت دبوس داخل مدرسة بالأقصر
-
الافتتاح الكبير.. وخطة العمل المنتظرة
أخبار ذات صلة
حسين عبد الرسول، كيف خُلد اسمه في المتحف المصري الكبير؟
02 نوفمبر 2025 02:29 م
أول تعليق من فريدة عثمان بعد إطلالتها الفرعونية في المتحف المصري الكبير (خاص)
02 نوفمبر 2025 05:59 م
بأيدي مصرية 100%، مراحل صناعة دعوات افتتاح المتحف المصري الكبير (خاص)
02 نوفمبر 2025 02:14 ص
مدرب كورال افتتاح المتحف المصري: واجهنا صعوبات، وهذا كان التحدي الأكبر
02 نوفمبر 2025 06:25 ص
كيف تمنع ظهور الشعر الرمادي؟، إليك 7 أطعمة تكافح الشيب المبكر
02 نوفمبر 2025 03:30 ص
بنقوشات فرعونية، إشادات بإطلالة انتصار السيسي في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
01 نوفمبر 2025 08:04 م
منى شعراوي: رؤيتي لاحتفالية المتحف لم تكن مهنية فقط، وفخورة بالمشاركة
02 نوفمبر 2025 01:30 ص
"استحضار للهوية القديمة"، الآثار النفسية لترند صور الفراعنة
01 نوفمبر 2025 11:20 م
أكثر الكلمات انتشاراً